حميد المهداوي.. اشتدي يا أزمة تنفرجي باعتناقي طريق “الدراوش” (كاريكاتير)
من منا لا يُحب “الدراوش”، ومن منا لا يعتبر نفسه “درويش” أساسا قبل أن يتدرج في السلم الاجتماعي ويعتلي درجاته، إما بمجهود شخصي أو بضربة حظ أو بكبسة زر، كما هو حال بعض عُباد الأدسنس ممن تأخذهم الحماسة ويعتقدون أن أقصر وأيسر طريق للربح المادي يمر -حصرا- عبر جلد الآخرين وجرهم إلى محاكمات شعبوية افتراضية، يعلو معها منسوب المشاهدة وتزداد التزكية لشخص مُفْتَعِلِهَا لأنه ببساطة خَبِرَ سيكولوجية الجماهير المنقادة وراء العواطف والعواصف.
إننا ورغم افتقارنا لآلية قراءة أفكار الآخرين أو حتى التعرف على دواخلهم بدقة، إلا أن تصرفاتهم تفي بالغرض وتَلْفُظُ كل ما هو مخبوء في سرائرهم. لهذا، لم يكن عصيا علينا أن نفهم المغزى من تحركات المسمى حميد المهداوي، المتابع ابتدائيا في قضية بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة من أجل التشهير بالأشخاص، القذف، والسب العلني في مواجهة وزير العدل عبد اللطيف وهبي. ولا حتى يحتاج الأمر للفطنة والنباهة حتى نعرف أن صاحب عباءة “حلايقي” الميدان/صحافي المحاكم لا يتذكر “الدراوش” إلا والأزمة تطوقه من كل حدب وصوب. ولا يستبد به الحنين لمسقط الرأس جماعة الخنيشات إلا للتخفي وراء مذهب الدروشة والزهد في الحياة زعما.
جماعة الخنيشات، التابعة ترابيا لإقليم سيدي قاسم الغرب شراردة بني حسين، لم نسمع لها صدى يوما ضمن خرجات ابنها “الغير بار” وعلى مدار سنوات وهو يُطلق عقيرته للصراخ على منصة اليوتوب لفضح الفساد المزعوم وإحراج المفسدين المفترضين. ساكنة الغرب المنسي ضمن أجندة السي حميد لا تستحق، على أبعد تقدير، سوى جلسة وسط سوق أسبوعي لحلاقة الرأس وبضع كلمات الثناء والإطراء من قبيل “الخنيشات الحبيبة”. أوليس من الالتزامات الأخلاقية والقيمية للصحافي الحق أن ينقل انشغالات مسقط رأسه أولا ويجوب البلاد شرقا وغربا لإيجاد منافذ لتنميتها اقتصاديا واجتماعيا؟. الجواب، منطقة الخنيشات لا تُمثل شيئا لابنها بلغة الأرقام ومعادلة الأدسنس التي تقتضي اقتناص الأهداف بعناية.
لقد خرج الرجل من مسقط رأسه المحسوب على الهامش إلى رحابة المركز كي يُصبح من عِلِيَّة القوم ويُجاور مساكنهم ويتملك أسطول سيارات فاخرة مثلهم، حتى ينطلق بها نحو الهامش مجددا ويُقنع ساكنته بشعارات مزيفة على شاكلة “لفلوس غير خنز الدنيا”.
وأنا باعتباركم “خوتي يا مغاربة الخنيشات” جئت أُقرئكم السلام وأُحيي صلة الرحم وإياكم، لأن قلبي مُنْفَطِر من الأزمة القضائية التي أدخلت نفسي فيها. واليوم لا أسألكم إلا مساعدتي على إثبات زُهدي في الحياة وأن كل ما أملك برُخْصْ التراب مقابل محبتكم ودعمكم لي اللامشروط. إنني ولا أُخفيكم سرا، لا أستطيع أن أجهر بمكاسبي العينية والمالية حتى لا تذهب “خطية” في مواجهة غريمي عبد اللطيف وهبي.
وبالمناسبة، لم تكن ساكنة الخنيشات ألعوبة السيد حميد المهداوي وحدها لمحاولة الخروج من ورطته القضائية، إنما حتى نساء منطقة طاطا قد وجد المعني بالأمر ضالته فيهن. ألم نقل أن عُباد الأدسنس يعرفون جيدا سيكولوجية الجماهير، فهم على استعداد للتخفي حتى وراء النساء قليلات الحيلة !!!