“خفايا قضية بيغاسوس”.. وثائقي خاص للقناة الثانية يكشف تفاصيل مثيرة حول الجهات التي كانت تحرك “الماكينات الإعلامية” ضد المغرب من وراء الكواليس

عرضت القناة الثانية المغربية (2m)، مساء اليوم الأربعاء 26 يناير الجاري، شريطا وثائقيا بعنوان “خبايا قضية بيغاسوس”، كشفت فيه ولأول مرة عن تفاصيل مثيرة، بشأن أكثر القضايا إثارة للجدل في الآونة الأخيرة والتي استهدفت صورة المملكة المغربية ومؤسساتها الأمنية.
ويتعلق الأمر بحملة التشهير الشرسة التي تعرض لها المغرب من قبل عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، وخاصة الفرنسية، متهمة إياه باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي تنتجه شركة NSO الإسرائيلية دون تقديم أدلة قاطعة أو إثباتات تقنية بهذا الشأن.
وحسب ما جاء في وثائقي القناة الثانية الخاص بهذه القضية، فإن الحملة الإعلامية الواسعة التي استهدفت المغرب، تدخل في إطار عملية مدبرة لمس باستقراره ووضعه الريادي بالمنطقة، ناهيك عن استهداف مؤسساته الأمنية التي أثبتت نجاحا منقطع النظير في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة في العالم، حيث تمكنت المخابرات المغربية ما مرة من تجنيب دول أجنبية، خصوصا الأوروبية منها، عمليات إرهابية خطيرة فيما حذرت أخرى من عمليات وشيكة تجاهلتها في آخر المطاف، ما أودى بحياة العشرات من مواطنيها كما حدث مع ألمانيا سنة 2016.
وذكر الوثائقي ذاته، أن تعدد الجهات التي تتهم المملكة بالتجسس يشير إلى أن المغرب أصبح مزعجا لعدد من الدول التي ترى أن مصالحها في خطر وقد يكون دخل مرحلة القدرة على المس بمصالح جهات معينة لها وزن كبير على الساحة الدولية.
كما أن الإيقاع الذي أضحى المغرب يسير به على المستوى الاقتصادي والتنموي، وكذا المكاسب السياسية التي تمكن من تحصيلها، وعلى رأسها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أصبح يتعارض ويتناقض مع مصالح جهات أو قوى أخرى تسعى للتغلغل بإقريقيا، ونخص بالذكر هنا ألمانيا التوالت أعمالها العدائية ضد المغرب، خاصة خلال العام الماضي.
من ألمانيا وبتنسيق مع جهات فرنسية، تم التخطيط لأكبر حملة بروباغاندا إعلامية ضد المغرب، حيث كشف التحقيق الصحفي للقناة الثانية، أن لائحة الأرقام “الوهمية” للأشخاص المستهدفين عبر برنامج “بيغاسوس” سُلمت من طرف مختبر منظمة “أمنستي” Amnesty Security Lab الذي يتواجد مقره ببرلين، إلى مدير الائتلاف الإعلامي الفرنسي Forbidden Stories الذي تبنى قضية تسريبات البرنامج الإسرائيلي المذكور، دون أن يتوفر على إثباتات كافية حول تعرض أولئك الأشخاص للتجسس فعلا ولا عن الجهات التي قامت بذلك. ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصداقية التحقيقات الصحفية التي تُنشر تحت مسمى “تسريبات”.
كما أن أول صحيفة سباقة إلى نشر التسريبات إلى جانب LeMonde الفرنسية، هي صحيفة süddeutsche zeitung الألمانية، حيث كشف وثائقي القناة الثانية أن الصحفيان الألمانيان Bastia Obermayer و Frederick obermaier المسؤولان عن قسم التحقيقات بذات الصحيفة، هما من كانا وراء المقالات المستهدفة للمغرب على ذات الصحيفة.
وغريب الصدف أنهما نفس الصحفيان اللذان كانا وراء أشهر التسريبات في تاريخ الإعلام والمال والأعمال. ويتعلق الأمر بتسريات Panama papers التي لم يرد فيها ولا إسم واحد لشخصية ألمانية أو أمريكية. ما يثير الشكوك أولا حول مصداقية هذا النوع من التحقيقات الصحفية وثانيا حول من تكون الجهات التي تقف وراءهما وتحرك خيوط اللعبة خلف الكواليس.