عبد الكريم الموس يكتب: “ماذا تريد فرنسا؟”

سلط عبد الكريم الموس، مدير الأخبار سابقا بوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على بعض خبايا الأزمة بين المغرب وفرنسا، التي طفت على السطح في الفترة الأخيرة.
وفي مقال له بعنون: “ماذا تريد فرنسا؟”، قال عبد الكريم الموس، أن فرنسا، سواء الرسمية أو الدولة العميقة، عندما بدأت تستشعر خطوات جريئة من شأنها إنهاء وصايتها القائمة على منطق استعماري مرفوض، قررت نهج حملات ردع شنيعة وشعواء مدعومة من أجهزة الإعلام التي تخوض في كل شيء وفي لا شيء.
واعتبر كاتب المقال أنه إذا كانت العلاقات التاريخية بين فرنسا والمغرب تعرف دائما شدا وجذبا، فإنه حاليا تمر هذه العلاقات من أسوء الحالات، حيث تنعدم الثقة ويزداد الشك، وبلغت حد الإساءة، لافتا إلى أن فرنسا عادت إلى أساليبها القديمة وبدأت تطلق العنان للأكاذيب والافتراءات ضد المغرب عن قصد وبإيعاز وتحريض من جميع مستويات السلطة.
وشدد ذات الكاتب أن القصف الفرنسي ضد المملكة المغربية وصلت استفزازاته الإعلامية أعلى المستويات، حيث يعمد كتاب الأعمدة إلى التصرف بشكل بهلواني، فيما آخرون ينخرطون في مكائد شيطانية، موجهين جام سهامهم نحو مسؤول مغربي رفيع، ويتعلق الأمر بالسيد عبد اللطيف حموشي.
وأكد عبد الكريم الموس، أن النجاحات المدوية لهذا الرجل، المعروفة والمعترف بها، ربما لا تستحسنها فرنسا والعديد من الدوائر الأخرى، ما دفعهم إلى إصدار الحكم: إنه الآن الرجل الذي يجب أن يُطلق عليه النار.
الكاتب قال أن “فرنسا، التي تسعى جاهدة ليصبح صوتها مسموعًا، تسمح الآن لنفسها بارتكاب كل التجاوزات، وهي التي كرمت عبد اللطيف حموشي منذ فترة وجيزة بمنحه تقديرا كبيرًا، أصبح هذا الرجل فجأة الوحش المخيف لها الذي تريد تنحيته بشتى الطرق لإشباع رغباتها المفترسة”.
“كان السيد حموشي نتاجًا خالصًا للقدرة على الجدارة، وقد نشأ في عبادة الجهد والعمل، والتي ولدت بمرور الوقت، سجل حافل من المديح والإشادة وجميع أنواع الاحترام. إنه ينمي ذوقًا للعمل، والاهتمام بالنتائج. أسلوب مستوحى من مقولة للفيلسوف الشهير بيرجسون: فكر كرجل أفعال، وتصرف كرجل مفكر”، هكذا وصف صاحب المقال المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
واعتبر ذات الكاتب، أن المغرب هو بالفعل مستهدف من خلال شخص السيد حموشي، حيث، حسب قوله، “من الواضح، عندما يكون لديك مكانة احترافية مهيبة، عندما تحمل أدائك على كتفك، وعندما تنجح حيث يفشل الآخرون، فإنك لا تخلق فقط المعجبين، ولكن أيضًا الأشخاص الغيورين والمتآمرين”.
وأكد الموس أنه في هذه الأوقات المحفوفة بالمخاطر، من الضروري ضبط النفس والحفاظ على الحكمة، لمراجعة الأجندة السياسية من أعلى إلى أسفل، وإعادة التفكير في شبكة القراءة الجيوسياسية، مشددا على أنه يجب على أولئك الذين يحنون إلى عصر فوكار أن يعلموا أنهم في الواقع بعيدون تمامًا عن العصر وروح العصر.
لقد انتهى بالتأكيد جاك فوكار، المشهور بوظيفته المتمثلة في تكوين رؤساء دول وكبار المسؤولين في إفريقيا وإلغاء تعيينهم وفقًا لدرجة إخلاصهم لفرنسا.