ادريس فرحان يواصل إدارة أنشطته الإجرامية من داخل سجنه بإيطاليا ويتحدى القضاء بالعودة إلى نشاط الابتزاز قريبا
رغم كونه رهن الاعتقال من طرف السلطات الإيطالية، بأمر دولي على خلفية قضية تتعلق بالاتجار في البشر والهجرة السرية، فضلا عن قضايا أخرى تتعلق بالابتزاز والتهديد، إلا أن ادريس فرحان أبى إلا أن يواصل أنشطته الإجرامية من خلف القضبان في تحدٍّ سافر للقانون وللقضاء.
فقد قام ادريس فرحان، يوم أمس الخميس 29 غشت الجاري، بنشر مقال على موقعه “الشروق نيوز24” -الذي أدين بسببه سابقا من طرف القضاء الإيطالي بالابتزاز والتشهير- يتضمن رسائل تهديد وابتزاز موجهة للسلطات القضائية المغربية ولعدد من المسؤولين العموميين، وذلك تحت غطاء التضامن مع الصحفي حميد المهداوي المتابع حاليا من طرف النيابة العامة بالرباط بتهمة “بث وتوزيع وقائع وادعاءات كاذبة من أجل التشهير بالأشخاص” و”القذف” و”السب العلني” على إثر شكاية كان قد وضعها ضده الوزير عبد اللطيف وهبي.
نَشرُ المقال في هذا التوقيت وبالصيغة التي نُشر بها وبتوقيع ادريس فرحان، اعتبره عدد من النشطاء والمتتبعين لهذا الملف، أنه تم تحت الطلب بغرض الابتزاز والضغط على القضاء، لاسيما وأنه كُتب بلهجة تهديدية متطرفة وصفوها بـ “الداعشية”، ما يعني أن ادريس فرحان الذي لطالما كان قلما مأجورا، لازال يؤدي هذا الدور حتى وهو خلف القضبان، وذلك بطلب من ممولين سبق أن كشفت تقارير إعلامية عن خلفياتهم وأجنداتهم العدائية التي تستهدف ركائز الدولة المغربية ومؤسساتها وكبار المسؤولين فيها من الرجال الشرفاء والأوفياء لخدمة الوطن.
ومن جهة أخرى، اعتبر آخرون أن هذا يدفع إلى الشك في كون المهداوي نفسه متورطا في الأمر، خصوصا وأنه وإلى جانب آخرين ممن تحدث ادريس فرحان بإسمهم في المقال، لم يتبرأوا منه ولا من نيابته الإعلامية عنهم (إن صح التعبير) في قضاياهم على موقعه المشبوه الذي تخصص في السنوات الأخيرة في الابتزاز والتشهير والقذف، ناهيك عن نشر الأخبار الزائفة.
الأدهى أن ادريس فرحان توعّد في المقال المُوقّع بإسمه، بالعودة قريبا من خلال قناة جديدة على “اليوتيوب” لمواصلة أنشطته المعتادة التي لا تخرج إطلاقا عن نطاق الابتزاز والتشهير، وهذا أمر في غاية الخطورة لسببين:
الأول أن الأمر فيه إهانة صريحة للقضاء الإيطالي، حيث جزم ادريس فرحان في الإفراج عنه والحكم لصالحه بينما لازال القضاء يدرس ملفه. والثاني هو تحديه لنفس القضاء بشكل سافر ووقح، معلنا العودة إلى أنشطته الإجرامية على “اليوتيوب”.
وفي هذا الصدد، لابد من التذكير بفضيحة التسجيلات التي كشفت احتراف ادريس فرحان للابتزاز كنشاط رئيسي، تحت غطاء الصحافة. فقد كشفت تسجيلات صوتية نشرتها عدد من المواقع خلال الشهور الماضية، تورط فرحان صاحب موقع “الشروق نيوز 24″، والمعتقل في إيطاليا، في فضيحة ابتزاز الفنانة لطيفة رأفت، التي وضعت في وقت سابق شكاية ضده، بعدما حاول تعريضها لممارسته الابتزازية، والتشهير بها بموقعه وعلى منصات التواصل.
وحسب التسجيلات المذكورة، فإن إدريس فرحان كان يساوم من خلال إحدى المكالمات الهاتفية، من أجل ابتزاز الفنانة المغربية لطيفة رأفت. وجاء في التسجيل الصوتي، أن ادريس فرحان قدم عرضا لأحد الأشخاص، من أجل عدم تكرار ذكر اسم الفنانة لطيفة رأفت، بأحد الملفات المعروضة أمام القضاء، في فيديوهاته وخرجاته اليومية على قناته باليوتيوب، مقابل تلقيه الأموال، من لطيفة رأفت.
الخلاصة أننا أمام شخص مارق مأجور ومرتزق مستعد للقيام بأي شيء من أجل المال، حتى وإن كان خلف القضبان، مع الإشارة إلى أنه لا يشكل سوى واجهة لشبكة إجرامية من “الخونة” و”الطوابرية” والمبتزين الذين يسعون بشتى الطرق استهداف استقرار المملكة المغربية والإطاحة برجالها الشرفاء.