عبد المجيد تبون يدعي قدرته على بناء مستشفيات في غزة.. بينما الجزائريون يموتون في طوابير المواد الأولية أكثر من الحرب !

منذ تولي تبون رئاسة الجزائر والعالم يرى الجزائريين الذين لا حول لهم ولا قوة يصطفون أمام المتاجر والأسواق الكبرى في كل ولاية جزائرية ويتدافعون ويتقاتلون بشراسة من أجل الحصول على المواد الغذائية الشحيحة، لدرجة أن أصحاب المتاجر والأسواق وصل بهم الأمر إلى حد ترديد عبارة ساخرة: ”الجزائريون يموتون في طوابير المواد الأولية أكثر من الذين يموتون في حرب حقيقية“.

اختار تبون أن يدشن حملته الانتخابية بتصريحات غير منطقية وغريبة، حيث قال بعبارات ”واثقة“ في تجمع انتخابي بولاية قسنطينة يوم الأحد 18 غشت 2024: ”الجيش الجزائري مستعد لدخول غزة بمجرد فتح الحدود لبناء ثلاثة مستشفيات خلال 20 يوما وإرسال مئات الأطباء إلى غزة للمساعدة في إعادة بناء ما دمره الصهاينة“. حتى أن الكثيرين تساءلوا عما إذا كان الرجل في كامل وعيه بسبب خرجات إعلامية مشكوك فيها وغير مدروسة.

فبعد هذه التصريحات، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بردود فعل ساخرة من داخل الجزائر وخارجها، حيث اعتبرت إحدى المجموعات الجزائرية المعارضة أن ”تصريحات المرشح الرئاسي الحر غير مسؤولة، وما هي إلا محاولة لدغدغة عواطف الرأي العام، وبالتأكيد ستكون لها عواقب جسيمة على العلاقات بين مصر والجزائر، بعد اتهامه القاهرة بشكل غير مباشر بإغلاق الحدود ومنع وصول ودخول المساعدات إلى غزة، فيما وصف آخرون تصريحاته السخيفة بـ”الشعبوية“، وقال آخرون إن الجيش الجزائري لا وظيفة له سوى قمع الشعب الجزائري. بينما تساءل نشطاء كيف يمكن لشخص عجز حتى عن إنهاء الأشغال في مستشفى العبادلة ببشار منذ 2008 أن يدعي أنه قادر على بناء ثلاثة مستشفيات في غزة في ظرف 20 يوما.

ليس غريباً أن يستمر الرجل الذي اعتاد إطلاق التصريحات السخيفة بالرغم من أنه ستجر عليه المزيد من السخرية، كل هذا من أجل إرضاء ”الكابرانات“. ففي شتنبر من عام 2023، وخلال المناقشة العامة في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن أن بلاده ستبدأ في تنفيذ برنامج لتحلية المياه، و أن البلاد ستنتج 1.3 مليار متر مكعب من مياه الشرب يومياً بحلول نهاية عام 2024.

ومن المصادفة أنه يكرر نفس الأرقام ”الفلكية“ التي أعلن المغرب عن تطلعاته لتحقيقها كل عام، وليس كل يوم، بحلول عام 2030، من خلال محطات معالجة مياه البحر التي تم بناؤها أو المخطط لها.

على العموم، فإن إعادة انتخاب عبد المجيد تبون من جديد كرئيس للجزائر (وهو المتوقع) هي دلالة واضحة على أن نظام العسكر نجح في تدجين الشعب الجزائري ومحاصرته إعلاميًا وتجويعه واستخدام عائدات النفط والغاز لدعم حفنة من الانفصاليين الصحراويين، حيث تمكن هذا النظام من بسط سيطرته على الشعب الجزائري واستنزاف ثروات البلاد. وبالإضافة إلى هذا كله، فاستمرار هذا النظام بهكذا ممارسات، يعني مواصلة سياسة العداء تجاه المغرب واستفزازه وإصراره على معارضة الوحدة الترابية للمملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى