حكومة  “?? Akwa sert”… عزيز أخنوش يستفز المغاربة ويضحك على ذقونهم من جديد

منذ فترة ليست بالهينة بدأت الشقوق والتصدعات تدب في أوصال سفينة حكومة عزيز أخنوش المنبثقة عن انتخابات 2021، لما أبانت عنه من فشل ذريع في تدبير جملة من الملفات الاجتماعية الحارقة، على غرار التعليم والصحة والارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية الأساسية. التقنوقراط عزيز أخنوش الذي قَدَّمَ رجله اليمنى وما تيسر من الكلام المعسول قبل ولوج منازل وحياة المغاربة، نزل على عوالم الاستوزار متأبطا مقولة “استاهلو حسن”، قد توسم فيه المواطنون خيرا  قبل 3 سنوات، إيمانا منهم بأن “مول الكرش الشبعانة” لا يمكن أن يرى في تدبير الشأن السياسي للبلاد نظرة الكعك الشهي الواجب اقتسامه بين عِلِيَّةْ القوم ومن يدور في فلكهم.

إنما واقع الممارسة السياسة لاحقا لأعضاء حكومة رجال الأعمال قد ضرب الشعارات الرنانة المشكلة لهوية الحملة الانتخابية الخاصة بحزبهم عرض الحائط، تماما مثلما أقسم لنا رئيس مجلس النواب السي رشيد الطالبي العالمي وهو يُهَادِنُ المغاربة قائلا بكل ثقة وعُنْفُوَان: “ايلا ما عطيناش لمغاربة تعويض شهري قدره 2500 درهم جريو علينا بالحجر”. وقلناها آنذاك ونعيدها اليوم، لقد كان حريا بالمغاربة أن ينخرطوا في حملة جمع الحجارة منذ أن تسلمت شلة التجمعيين مقاليد السلطة التنفيذية في البلاد، إماطة للأذى عن الطريق أولا، وتحسبا لسخرية القدر وعزيز أخنوش ومن ولاه منا ثانيا.

وعندما بلغ الوضع مرحلة عنق الزجاجة، تشكل وعي جماعي بضرورة إجراء تعديل حكومي يروم تحريك المياه الراكدة وضخ دماء جديدة في شرايين “حكومة الحجارة” قادرة على تقديم حلول ناجعة عبر بوابة “البقاء للأكفأ والأصلح”. وكانت المفاجأة على غير التوقعات، السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش يعتزم العودة بالمغرب إلى الوراء ويفسح المجال للصديق قبل العدو كي يلصقوا ببلادنا وسوما من قبيل “حكومة رجال الأعمال” و “مهبول انا غادي في لوطوروت انا” وما إلى ذلك من الاختلالات التي التئم شملها تحت لوائه.

وبنظرة نَيِّرَة لا نفقه فيها نحن المغاربة البسطاء شيئا، استند عزيز أخنوش على أسلوب التزكيات والتوصيات و “اللي نعرفوه حسن من اللي ما نعرفوه”، اختار أمين التهراوي وهو القادم من عوالم الماكياج والزينة والتبرج حتى يأتمنه على صحة المغاربة دون أن يكون للرجل دراية ولو ضئيلة بتعقيداته اللامتناهية. أيكون شبح الصحة بحاجة ماسة لشيء من “الرولوكينغ” لن تجيده إلا السيدة سلوى الإدريسي وطاقمها؟؟ على أي يبقى عزيز أخنوش الأنسب للإجابة على هكذا تساؤل!!!.

وحينما نَشِيحُ بوجهنا قليلا عن حقيبة الصحة المتهالكة، يتلقفنا قطاع التعليم العليل الذي فاز بحقيبته رجل أعمال له باع طويل في صناعة les sucettes وأشكال أخرى من الحلويات التي طبعت طفولة المغاربة. لقد احتكر صاحب المصاصات طفولة المغاربة بحلويات زهيدة الثمن ولا زالت تتواجد بقوة في الأسواق المغربية، واسمها أشهر من نار على علم لا داعي لتمكينها من إشهار مجاني هي في غنى عنه أساسا. فبأي زاد قد يتسلح اليوم القادم من مجال صنع حلويات الأطفال وتجارة السكاكر للإشراف على قطاع جهابذة السياسة يتحاشون الإشراف عليه لجسامته وثقل مسؤوليته؟؟ ربما يرى السيد محمد سعد برادة في مجال التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة سوقا خصبا ومأهولا بالرأسمال البشري من أطفال ويافعين ومتمدرسين بمختلف الأسلاك لم تصله بعد يد المستثمرين لنشر ثقافة “المصاصات” وتوسيع تجارته اللهم بارك.

وحتى عندما نسعى جاهدين لكبح ألسِنتنا عن الحديث وجعل المسألة سابقة لأوانها باعتبار أن المُسْتَوْزَرِين حديثا لم يباشروا مهامهم بعد، فإن البروفايلات المنتقاة تدفع بالمرء للاستغراب وتفتح باب التساؤلات على مصراعيه. لحسن السعدي، ذي ال31 ربيعا رئيس الشبيبة التجمعية، قدمه عرابه عزيز أخنوش كأصغر كاتب دولة في التشكيلة الحكومية الحالية ومنحه منصب كاتب للدولة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لا يملك في رصيده المعرفي غير ماستر يتيم حول الحكامة الترابية والتنمية الجهوية وما تيسر من أناشيد وترانيم شجية على شاكلة “مهبول لانا غادي في لوطوروت انا” سطح نجمه بفضلها أثناء فعاليات الجامعة الصيفية الخاصة بحزب الحمامة. في عز أزمة الفيضانات التي اجتاحت الجنوب الشرقي للمملكة اختار حديث العهد بالاستوزار الرقص والتمايل على أنغام أغاني هابطة لا ترتقي بالذوق العام، لكنها على الأقل تفتح أعيينا على طينة من اختارهم لنا السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش لتسيير الشأن السياسي.

وأمام هذه التركيبة الحكومية العسيرة الهضم، يحق لنا أن نتساءل: هل يريد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن يقنعنا بأن تَشْبِيبْ الحكومة مقدم على الكفاءة وهذا مرد تطعيمها بست كتاب الدولة؟؟. وإن كان مرد الإجراء ذلك، فلا خير في شباب يفتقرون للكفاءة ولا طائل يُرجى من كفاءة لا تُقطف ثمارها لأنها تظل خضراء وحبيسة تربة بُوْرْ. إنها الوسطية والاعتدال وامتلاك الكفايات العِلمية والعَمَلية التي تحتاجها مختلف القطاعات لتنزيل الأوراش التنموية الكبيرة التي ما فتئت المملكة تنخرط فيها تحت القيادة  الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى