بقلب تيزي وزو.. عبد المجيد تبون وزمرته يتعرضون للإهانة من طرف الساكنة وأبواق نظام العسكر يحاولون طمس الفضيحة (كاريكاتير)
وأخيرا، وبعد تراجع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن عمليات الإلغاء والتأجيل، هاهو ذا يوم أمس الأربعاء 10 يوليوز الجاري، يتجرأ على محاولة وضع حد للقطيعة مع ولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل والمعقل الرئيسي لتيارات سياسية مناوئة للسلطة منذ استقلال الجزائر، حيث استغل تبون نشاطه المتمثل في تدشين ملعب المجاهد آيت أحمد، من أجل المراهنة على جعل هذه الزيارة خاتمة لولايته الأولى كدمية في يد عصابة الكابرانات، ومن أجل إيهام العامة على أن الجزائريين راضين عن رئيسهم المخبول.
هذا وقد تم استقبال عبد المجيد تبون ورئيسه الفعلي الفريق السعيد شنقريحة، من طرف عدد من العساكر و مسؤولي المنطقة، حيث شوهد غياب الساكنة الأصلية التي بطبيعة الحال لا ترحب بالعصابة الحاكمة، لذا فالمنظمون لهذا الاستقبال حاولوا تدارك الأمر من خلال جلب عدد من التلاميذ والأطفال الذين لا يفهمون في السياسة، ناهيك عن جلب عدد من المواطنين من مدن أخرى عبر الحافلات من أجل إيهام الناس عبر الإعلام الجزائري والدولي على أنهم ساكنة المنطقة، بالإضافة إلى جعل الضباط التابعين للعسكر يرتدون زيا مدنيا مرفوقين بعائلاتهم من أجل سد الفراغ.
وقد وضع النظام الجزائري نفسه في موقف محرج، بعد الاستقبال البوليسي المبهر للرئيس، في مقابل غياب ساكنة المنطقة، حيث عملت وسائل الإعلام الجزائري على عدم استخدام خاصية الدرون التي تمكن من التقاط المشهد كاملا، خوفا من كشف الفضيحة.
والمثير للسخرية، هي أثناء تواجد الرئيس الجزائري في ملعب المجاهد آيت أحمد، كان هذا الأخير فارغا بأكمله، واختار تبون التلويح بيده وكأنه يحيي “الأشباح” المتواجدة بالملعب، رفقة رئيسه الفريق السعيد شنقريحة الذي يجر أذيال الخيبة والمذلة، بسبب الرفض الشعبي.
هذا وقد تم تسخير إمكانيات بشرية ولوجستية مهمة من أجل محاولة إنجاح هذه الزيارة؛ إذ تم الشروع في تنظيمها منذ عدة أسابيع وسط أجواء من الحيطة والحذر، مخافة وقوع مفاجأة غير سارة من لدن أنصار التيار الانفصالي أو المعارضون لعصابة العسكر.
لكن ما لا يعلمه تبون وزمرته، أن سكان تيزي وزو لن ينسوا أبدا حجم الترهيب الذي مارسه نظام العسكر في حق هذه المنطقة، التي كانت آخر منطقة شهدت استمرار مظاهرات الحراك الشعبي، فالأكيد أن الحرائق التي افتعلها النظام الجزائري عام 2021 بغابات تيزي وزو، كان الغرض منها إطفاء لهيب المظاهرات الشعبية، واستغلال هذه الحرائق من أجل تصفية نشطاء المنطقة.
يشار إلى أن العلاقة بين تيزي وزو وبين السلطة متوترة طيلة العقود المنصرمة، بدءًا من العمل المسلح الذي قاده حزب جبهة القوى الاشتراكية ضد نظام العسكر خلال السنوات الأولى من الاستقلال إلى غاية ميلاد حركة استقلال القبائل “ماك “، ومرورا بما عرف بالربيع البربري في ثمانينات القرن الماضي، وأحداث حركة “العروش البربرية” في مطلع الألفية الجديدة.