علي لمرابط.. سفير الجزائر “الشرفي” الدائم لدى الأمم المتحدة (كاريكاتير )

في عُرف الحرب الباردة التي تُشن على جهة معينة أو شخص بعينه، تطفح على السطح نظريتين، تنقسم بمقتضاها أهداف المحاربين أو الغُزاة حسب السياق والظرفية. طائفة منهم تبرر هجماتها العنيفة على العدو “المفترض” بالنزوح نحو نظرية الأغلبية تهزم الفرد، أو بمعنى آخر، يستحيل أن يكون الفرد على صواب بينما الجماعة على خطأ. أما الفريق الثاني، وهو الأكثر تصالحا مع نفسه ومصالحه وإن كانت “خبيثة” في تقديرنا، تكون تحركاته مدفوعة في قرارة نفسه بما يُميز الفرد عن الجماعة التي لا تحدث إلا الجلبة والضوضاء. ومن هنا تكتسب الهجمات مبررا منطقيا، بحسبهم. فللتميز ضريبة قد تفتن الأعداء كما الأصدقاء.

والمغرب كغيره من الأمم المتميزة على كافة الأصعدة، لم يكن ليسلم من عين حاقدة ويد ماكرة تخطط بعناية وتنفذ بخبث تعليمات الجيران بسواعد مغربية صِرفة. مغاربة يعلنوها مع كل خرجة على منصات التراشق الإعلامي أنهم “عساكر” أكثر من العساكر أنفسهم، وأنهم عُباد المال “السايب” المفقود في المغرب والموجود بكثرة في الجزائر.

منذ حوالي الأسبوع، “حمر العين” السيد عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نظيره الجزائري، الذي تجاوز الحدود حينما سمح لنفسه باستقدام ثلاثة مغاربة إلى غاية نيويورك ليحتفل وإياهم بخيانتهم للوطن أمام أعضاء اللجنة الأممية الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار. هذا الفعل الشنيع لم يكن مدعاة غضب أو سخط من قِبل زعيم الاستقصائيين المزعوم، بل على العكس من ذلك، لا شيء يروع سكينة علي لمرابط أكثر من دفاع المغرب عن مصالحه العليا وعن وحدة أراضيه أمام المنتظم الدولي.

وبموجب الطرح أعلاه، جفى النوم مقلتي رفيق بعض الصحافيين الإسبان الداعمين للانفصال بالأقاليم الجنوبية، فما كان منه إلا أن يستجمع قواه العقلية ويشحذ لسانه السليط، للرد على حقائق لا غبار عليها تضع عصابة الكابرانات، ممثلة في سفيرها الأممي عمار بن جامع، بين مطرقة إتيان الباطل وسندان زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء البلد الواحد وعلى أرضية محايدة وهي منظمة الأمم المتحدة، الراعي الرسمي لجغرافيا الدول.

هكذا مواقف طبعا لن تستطيع دولة يحكمها الحمقى والقُصر سياسيا أن تتعامل معها بنضج، لأنها لا تملك من الدهاء السياسي ما يسعفها على “تخراج العينين” والمضي قدما فيه. والحل الأمثل يكمن وسيكمن دائما في “Mr Ali Lmrabet est demandé à l’accueil. Merci”. فيما يشبه تماما ما يقوم به الأطفال من مناوشات في حق بعضهم البعض فيختبئون خلف الآباء المطالبين بالتعامل مع منطق “ضربني وبكى وسبقني وشكى”.

ومن هنا كان لزاما على المحقق كونان الذي يهابه المخزن، أن يتحرك بسرعة ويُترجم تعليمات الكابرانات إلى لقاء يوتوبي فيه ما فيه من “سجالات لحمام” يفسح من خلاله المجال للمرتزقة إياهم كي يدفعوا عن نفسهم تهمة التواطؤ مع الجانب الجزائري مقابل تذكرة سفر وإقامة شاملة التكاليف داخل فندق بنيويورك للضرب في مؤسسات المغرب.

غير أن السفن تجري بما لا تشتهيه سفن لمرابط وقصر المرادية على حد سواء، أي تفسير قد يعطيه لنا مستضيف مرتزقة الوطن وأحدهم يخبره، بلا استحياء، أنه فضل الدفع نقدا بدل تذكرة السفر والإقامة بنيويورك وقد دبر أمره باللجوء إلى صديقه العراقي هنالك؟؟ أي رجاء يُنتظر من هكذا بؤساء يُعولون على “بقشيش” الخارجية الجزائرية كي يغتنوا؟؟ هل حقا لم ينالوا غير البقشيش أم أن السي لمرابط المستفيد الأكبر من البترو-دولار الجزائري قد أفرغ خزائن الكابرانات؟؟. ومن أين تَحَصَّلَ كبير خونة الوطن على رقم ضيفه الذي لا سابق معرفة له به وفق كلامه؟؟. المهم الكابرانات وأموالهم “كيديرو الطريق في لبحر”.

وفي المحصلة، يبقى التكافؤ السياسي، المهارة المطلوبة- المفقودة والواجب توفرها في نِدِّكَ السياسي كي تتعامل مع كل ما يصدر عنه، أما وأن يبتليك الزمان بخصم سياسي جبان يقذفك في الوجه ومن تم يختبئ خلف شرذمة من خونة الداخل قد خلصك منكم بفعل غبائه السياسي، فهذا لا يحدث ولن يحدث إلا داخل غلطة جغرافية اسمها “الجزائر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى