بين الحياة اليومية و الحياة “الوهمية”.. بوق محمد زيان يواصل نشر السفاسف و الضلالات (كاريكاتير)

الكل يعلم بأن كلمة “البروباغندا” ‏هي عملية نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور، وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص، وهي مضادة للموضوعية في تقديم المعلومات.

وبشكل أبسط فـ”البروباغندا” هي عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقي المستهدف والتلاعب بعقله من أجل تشكيل الرأي العام من خلال تلك الأفكار الأحادية.

و قد شهد العصر الغابر، نوع مختلف من “بروباغندا” حينما أثارها الفراعنة و البابليون و الحضارات الإغريقية و الرومانية، إضافة إلى معلقات الشعر الجاهلي التي كلها تمجيد و هجاء و مبالغة.

لكن في عصر الإنترنت وثورة مواقع التواصل الاجتماعي تغير أسلوب “البروباغندا” من استغلالها من طرف أناس لا ضمير لهم  أصبحوا متخصصين في التضليل و إغراق ”السوق” الاعلامية بالطالح و الإشهار المبالغ لكل صغيرة و كبيرة حتى لا يعرف أحد من أين رأس الحبل و من أين ذيله.

ومناسبة الحديث عن هذا المفهوم أو المصطلح، هو جريدة إلكترونية تم تأسيسها بغرض ممارسة “البروباغندا” بشتى تجلياتها، ففي خضم السيل الجارف من المعلومات المتدفقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول هذه الأخيرة إلى نوافذ ومحطات لتشكيل رأي مجتمعي، أضحت هذه الجريدة العاشقة للـ”بروباغندا” الجوهر الخفي لبعض الممارسات الشعبوية، غايتها الأساس هندسة العقول، والتلاعب بالمشاعر، وصناعة النقد الشاد، باستخدام النكوص المنطقي كواحد من الأساليب الدعائية الغوغائية، التي تحاول استعمال المخزون النفسي للمتلقي والتحكم به.

بيت القصيد من هذا التحليل العميق، هي جريدة ”الحياة اليومية”، التي أصبح القاصي والداني يعلم أنها بوق مملوك “لآل زيان”، حيث أن هذا الموقع ينشر ليل نهار أخبار ومقالات تتحدث فقط عن محمد زيان، فالأجدر تسميته ب”حياة الشيخ زيان اليومية”.

لكن هذا لم يتأتى إلا عبر مريدته لبنى فلاح، التي تسير هذا المنبر ”الصوحافي”، فالأكيد أن شخصا مثل لبنى لا يليق به إلا منبر إعلامي يوازي آل زيان، لكونها لا علاقة لها بمهنة المتاعب، فأخلاقيات الصحفي لا تسمح له البتة في التفكير في مفهوم “البروباغندا” فما بالك استعماله كما هو حال هذه السيدة التي تعلمت أبجدياتها من رجل غاص في عالم الفساد، فلقن لها جزءا من ”مكره” لتسيير هذا الموقع التافه.

الآن كلما أغدق عليها ولي نعمتها بالمال الذي راكمه من خلال ما لذ وطاب من الفساد والأفعال غير القانونية، إلا واشتعلت شرارة أناملها لتدبيج مقالات وأخبار تخص “حياة زيان اليومية”، حيث تنثر عليه الورد وتلبسه زي المناضل المسكين المظلوم الذي لا حول له ولا قوة، بغرض دغدغة المشاعر واستمالة المتلقي، حيث أن هذه الأساليب الملتوية تظهر بالواضح أن هذا الموقع بعيد كل البعد عن أي ممارسة صحافية حقة.

لكن ما يجعل أي شخص يتساءل عند قراءة كل ما فات، هل فعلا هذا المنبر الصحفي يستفيد من الدعم العمومي باعتباره مؤسسة صحافية ؟ إن كان الجواب بنعم فهذه مصيبة عظمى، لكوننا لسنا أمام منبر إعلامي، بل أننا أمام ”بْلُوغْرْ” خاص أو مدونة شخصية لمحمد زيان، حيث تجد في عنوان كل خبر مصطلحات مثل : زيان يطالب.. زيان يحتج.. زيان يضرب عن.. زيان البطل….إلخ، فكيف لصحيفة أن تستفيد من الدعم العمومي و هي لا تحترم أبجديات الصحافة الحقيقية !

فعلى ما يبدو فقد صرنا نعيش في عصر الانحطاط الصحافي، لكون هذه المهنة هي أخلاق أولا قبل أن تكون ممارسة، فالصحافة الحقيقية هي روح المجتمع، بعيدة كل البعد عن كل مصلحة ذاتية.

و الأكيد أن الصحافة تعيش الآن “عصر الجحيم” مع أمثال محمد زيان ولبنى فلاح، خاصة وأن الكل يعلم الحقيقة التي يتابع بها زيان أمام القضاء المغربي بالدليل والبرهان، الشيء الذي لم تستسغه زبانيته عبر تدوين “مقالات يومية” في محاولة يائسة لتصفية الحسابات مع القضاء الذي قال كلمته من خلال أطوار محاكمات عادلة.

وختاما، من يعرف زيان يشهد عليه على أنه إنسان لا يمتلك مكارم الأخلاق، فقد كان في كل خرجة إعلامية له سواء في فيديوهاته أو مع منابر إعلامية متعاطفة و حتى في ردهات المحاكم، يطلق العنان للسباب والشتائم بشتى تلاويناها، فكيف تنتظر من هكذا شخص أن يجعل ”حياته اليومية” تنبض بصحفيين أكفاء يجعلون من منبره روحا للمجتمع.

الحاصول كما يقول المثل الشعبي المغربي.. ” الزين يحشم على زينو و الخايب مخرج ف عينو”..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى