احتجاجات ولاية تيارت الجزائرية على شح المياه تضع حكومة قصر المرادية في ورطة

تشهد ولاية تيارت  الجزائرية، منذ عدة أيام، حالة من التوتر الشديد، نتيجة النقص المزمن في المياه الذي أصبح لا يحتمل مع اقتراب فصل الصيف. وخرج العشرات من المواطنين للاحتجاج حيث قاموا بغلق الطرقات في عدة نقط من المدينة، عن طريق وضع المتاريس والحجارة، وإشعال النار بالعجلات، بل وصل الأمر إلى اندلاع اشتباكات بين المواطنين على قبل المياه.

 وقد أحرجت هذه الاحتجاجات الشعبية الحكومة الجزائرية التي ظلت تسوق لخطاب متفائل يتحدث عن نجاح في تجاوز أزمة المياه في البلاد، لكن في الواقع السلطة لم تجد أي حلول، هي فقط تخشى من اتساع رقعة الغضب وتأمر بإجراءات استعجاليه.

انتظار سكان ولاية تيارت، والبالغ عددهم حوالي مليون نسمة، عن ما ستسفر عنه الإجراءات الاستثنائية التي أقرها مجلس الوزراء الجزائري من أجل توفير الماء الصالح للشرب، بعدما لجؤا إلى احتجاجات للتعبير عن غضبهم من عجز السلطات المحلية عن توفير هذه المادة الحيوية، كان مجرد أحلام وردية، الشيء الذي قد يتحول إلى إنذارا مبكرا للحكومة، لأن ما حدث في تيارت يمكن أن يتكرر في أي ولاية أو مدينة، في ظل أزمة الجفاف التي تمر بها البلاد والمرجح أن تستفحل مع دخول فصل الصيف.

وسارع مجلس الوزراء الجزائري في اجتماعه الأخير، إلى بحث ملف احتجاجات سكان تيارت، وإطلاق مخطط استعجالي لتوفير الماء الصالح للشرب للمواطنين من خلال تعبئة الإمكانيات المادية واللوجستية لمختلف المؤسسات الحكومية والولايات المجاورة.

حيث أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حكومته بتسوية مشكلة المياه في الولاية في ظرف 48 ساعة، غير أن الالتزام بالمهلة غير ممكن إلا إذا كان يتصل في خطوته الأولى بتسخير إمكانيات المؤسسات والولايات المجاورة، أما التزويد الطبيعي فيتطلب بحسب تصريحات وزراء ومسؤولين أياما وأسابيع.

ووعد والي تيارت، علي بوقرة، بعودة المياه بحلول شهر يوليوز، أي بعد وفاة نصف ساكنة الولاية بالعطش، عبر ووضع مشروع من المرتقب أن يوفر 10 آلاف متر مكعب يوميا، إضافة إلى مشروع جلب المياه من بلديات أخرى بمعدل 10 آلاف متر مكعب يوميا

ولحل مشكلة نقص المياه في تيارت وبناء على تعليمات مهمة، نؤكد أنها مهمة، تم إرسال 38 شاحنة نقل المياه لمليون نسمة. نعم، إرسال 38 شاحنة نقل مياه لسد حاجيات مليون نسمة. الأكيد أن هذا الحل الارتجالي لن يحل المشكل الذي تعاني منه الولاية منذ عدة أيام، لكن بعده ستقوم الدولة الجزائرية يتوجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى المخزن والمرووك وأنهم وراء ما يقع في ولاية تيارت.

وكسرت الاحتجاجات الأخيرة لسكان مدينة تيارت على غياب الماء الصالح للشرب لعدة أسابيع، الخطاب المتفائل للحكومة حول التحكم في أزمة الجفاف وندرة المياه، بل وصل بها (الحكومة الجزائرية) إلى حد اتهام البلد الجار بسرقة مياها. الأكيد أن المغرب لا علاقة له بما يقع في ولاية تيارت، وهذا يذكرنا بتصرح وزير الري الجزائري، طه دربال للصحافة على هامش مشاركته في أشغال المنتدى العالمي الـ 10 للماء الجاري بمدينة بالي الإندونيسية، الذي قال أن المغرب يسرق مياه الجزائر.

كل التضامن مع ساكنة تيارت ونتمنى من مسؤولي قصر المرادية الاهتمام بمشاكله الداخلية والكف تصريفها على الخارج وإلصاقها بالمغرب، بل الانشغال عليها ووجود حلول لها، فماء جزء من الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى