قراءة أكاديمية جديدة في أبرز نقاط قوة المقاربة الأمنية المغربية لمكافحة المد الإرهابي

في أحدث الدراسات التي تُعنى بتحليل المقاربة الأمنية المعتمدة في التصدي للمد الإرهابي، نشرت مجلة “قراءات علمية في الأبحاث والدراسات القانونية والعلوم الإنسانية”، دراسة من توقيع الباحثة المغربية سكينة هواورة، توقفت خلالها عند طبيعة التدخلات الأمنية التي يعتمدها المغرب لتحييد خطر العمليات الإرهابية، المحتمل تنفيذها داخل أرض الوطن من طرف عناصر تُعلن ولائها للتنظيمات المتطرفة، لاسيما داعش.
وبحسب مضمون الدراسة، ما عدا حادث ذبح السائحتين الأجنبيتين ضواحي مراكش عام 2018، فإن الأجهزة الأمنية تمكنت من التعاطي بفعالية مع التهديدات الصادرة عن التنظيمات الإرهابية مثل داعش. ناهيك عن تفوقها في توفير المعلومة الاستخباراتية داخليا وخارجيا وفي الوقت المناسب، في إطار شراكتها الأمنية مع كبريات العواصم الأوروبية والأمريكية.
وبلغة الأرقام، يتابع ذات المصدر، فقد استطاع الأمن المغربي ما بين 2003 و2016، تفكيك 150 خلية إرهابية وإحباط مخططات 62 خلية في الفترة الممتدة من 2017 إلى غاية 2023. وهي العمليات التي عرفت اعتقال الآلاف من المشتبه فيهم.
وبشكل مفصل، توضح الدراسة نفسها، فقد انتشر التحضير لتنفيذ المخططات الإرهابية مابين المدن والمداشر، على غرار جماعات فرخانة ضواحي الناظور، والسويهلة ضواحي مراكش ثم بني خلاد ضواحي تازة.
ولمكافحة الظاهرة بالمنطقة الصحراوية، تشير الدراسة إلى أن المغرب يتعاطى مع التطرف باعتماد ثلاث أبعاد أساسية، وهي تركيز الاهتمام على الأمن والتنمية والدين. بيد أن التنمية تُسهم في جعل الأفراد في منأى عن تأثير التنظيمات المتطرفة، فيما يُوازن الاعتدال والوسطية نمط تدينهم ويقيهم شر الفكر المتشدد.
وأما عن مناطق تجنيد المغاربة المستهدفين بالاستقطاب الإرهابي، فقد تركزت في المدن الساحلية، على غرار طنجة والحدودية مثل وجدة، ثم التوغل في الداخل كبني ملال والمناطق المجاورة للصحراء، موازاة مع ارتفاع عدد المغاربة المقاتلين في صفوف داعش، البالغ عددهم سنة 2014 حوالي 1122 مغربيا، في حين يتراوح عددهم الإجمالي باحتساب الحاملين للجنسيات الأوروبية منهم، ما بين 200 و1500 جندي.
ولمقاربة التجربة المغربية دوليا، أشارت مُعدة الدراسة، إلى أن إسهام المملكة في تفكيك الخلايا الإرهابية خارجيا من خلال التنسيق الوثيق مع شركائها الأمنيين بأوروبا وأمريكا بشكل استباقي، يجعل هؤلاء يعترفون بجهود المغرب التي تساعدهم على تفكيك ما لا يقل عن خليتين أو ثلاثة سنويا وبشكل جماعي.
وفي الختام، أقرت الدراسة إلى أن المكون الرئيس في نجاح المقاربة الاستخباراتية المغربية هو العنصر البشري الذي يتمكن من كشف مخططات الخلايا الإرهابية ورصد أماكن توادها داخل الأحياء الشعبية، وبالتالي إحباط أهدافها بشكل استباقي.