الإرهابي في دفاعه عن المحامي.. محمد حاجب يدعو محمد زيان لأن يستمر في تقمص دور “الأسد المخذول” (كاريكاتير)
مآل الإنسان رهين بخطواته في الحياة وما يتمخض عنها من تبعات قد ترفعه إلى القمة و تُلقي به في الدرك الأسفل. وما تثبته تجارب الحياة، غير ما مرة، أن كل من سعى إلى الخراب أو احتكم إلى شيطانه تنكشف عورته أمام القاصي والداني، بل ويصير محط مزيدات ومناورات حتى ممن كانوا أصدقاء الأمس والمسار.
الوضع هذا لم يكن ليتأتى لأي منافق أفَّاكٌ لولا أن وجد الظروف مواتية لكي يقدم رفقائه قرابين في عملية تصفية حسابات واهية مع مؤسسات الوطن، وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية التي يهابها ذوو “المسار المشبوه” لأن “الخميرة فاضت” في بطونهم.
لقد استوقفنا، أمس الاثنين، مقطع فيديو انتشر بين رواد المنصات الاجتماعية، يظهر من خلاله المحامي المثير للجدل سابقا محمد زيان، بصدد النزول من مركبة رفقة عناصر الدرك الملكي تَهَيُّأً لولوج مبنى محكمة الاستئناف بالرباط. الرجل بدت عليه علامات الوهن الجسدي، و لكنه بصحة جيدة، حتى أنه رفض أن يساعده عنصر من الدرك الملكي و هذا شيء طبيعي لشيخ بلغ من الكِبَرِ عتيا و ليس له أي علاقة بظروف سجنه، وذلك رغم نظرية “الإضراب المزعوم عن الطعام” لإحراج المخزن أمام المنتظم الدولي.
لا حاجة لنا هنا أن نذكر معشر القارئين بمواسم النحيب، أو ما يصطلح عليه بالعامية “الندابات”، التي انطلقت ساعات بعد التقاط الفيديو إياه، وشارك فيها كل من زفوا جاحظ العينين إلى غاية بوابة السجن. “سير وحنا موراك” حتى التفت الشيخ المتصابي فلم يجد غير أربع حيطان تلفه، نظير تورطه في جملة من الجرائم، توزعت بين الفساد و التشهير و التحرش الجنسي ومساعدة شخص على السفر خارج أرض الوطن هربا من العدالة وكذا تبديد مقدرات حزب “السبع” وهَلُمَّ جرا من التهم.
وحتى آخر رمق، لعب أعضاء الطابور الخامس على وتر “عار صحة” نقيبهم محمد زيان على عاتق المخزن كوسيلة لممارسة الابتزاز ودفعه لتمكين المعني بالأمر من سراح يتنافى والقوانين الوطنية وحتى الدولية. ولو كان عامل السن وهزالة الجسد حصانة تقي صاحبها إلزامية المتابعة القضائية لا أُفْرِغَت السجون من سكانها وصار كهول و شيوخ الوطن ذئاب تعيث فسادا دون حسيب أو رقيب.
وبما أن النوايا الغير بريئة هي الحَكَمْ والفيصل في تأويلات فيديو محمد زيان أمام استئنافية الرباط، فلنا الحق بدورنا أن نُلْفِتَ انتباه مرتزقة الانترنت إلى ما غاب عن نطاق تحليلاتهم المضللة. ظهور محمد زيان أمام عدسات الكاميرا لَهُوَ خير دليل على شفافية مؤسسات الوطن التي لا تتخفى أو تخفي ما لا يناسبها. فضلا عن هذا، لباقة رجال الدرك الملكي وهم يساعدون محمد زيان على المشي بسلاسة يثبت من جديد أن المؤسسات لا تكن البغضاء للرجل أو تعاكس شخصه بالمرة. إنما الأمر يتعلق أساسا بمغربي يوجد في تعارض مع القانون واستوجبت مسائلته.
غير أن الطوابرية باختلاف توجهاتهم، لن يستسيغوا الطرح أعلاه ومن تم سينخرطون، بلا هوادة، في إثبات جُوْرْ مزعوم صادر عن مؤسسات ومسؤولي البلاد. ولعل أبرز من اصطفوا إلى جانب مهرج المحاكم لإثبات مظلوميته الواهية، الإرهابي محمد حاجب. فمن استطاع أن يبيع للألمان عروش من السواك البلدي مقابل مليون ونصف المليون يورو، لن تعوزه النباهة والفطنة لاستدعاء ما طاب له من الطروحات والمناورات الرامية إلى محو واقع محقق، وهو أن محمد زيان خرق القوانين الوطنية في ملفات قضائية تتضمن 11 تهمة تقريبا.
وكمن يمارس الوساطة الدينية، تقمص سفاك الدماء محمد حاجب دور رهبان الكنائس وصار يُبارك صنائع خليل المتزوجات ظنا منه أنها المساعي المنجية له من قصاص الدنيا والآخرة، داعيا إياه أن لا يلتفت للقوانين ما دامت وَضْعِيَة وأن يتمسك بحبل “التقية” مثله إلى أن يجود عليه الزمان بألمانيا “ساذجة” تبيع أمنها وتشتري مقابله سواك “صناع الموت”.