أبو وائل الريفي: ”بعد عودة الأسود إلى عرينها.. محاولات من الحقودين من أجل تبخيس نجاح الإستقبال الشعبي والرسمي لأبطال المغرب”

أبو وائل الريفي
بمناسبة المونديال لا يمكن لبوح هذا الأسبوع تفويت الاستقبال الشعبي والرسمي للفريق الوطني. لقد شكل هذا الاستقبال انتصارا لقيم مغربية أصيلة وإبرازا لهوية هذا البلد وتقاليده في الاحتفال شكلا ومضمونا من خلال الحرص على الطابع العائلي والتلقائي والتنوعي الذي حرص جلالة الملك على إضفائه على أجواء الاحتفال بالقصر الملكي. كانت فعلا محطة أخرى لنكتشف جميعا أننا أمة ذات قيم عريقة وإرادةُ العيش المشترك بيننا أعمق وأقوى من أن تفرق بينها هجرة أو جنسية أخرى أو بيئات مختلفة عنا لأن المغربي تبقى جيناته الأصلية “تامغربيت” كما هي ولا تنال منها عوامل الزمن والجغرافيا شيئا.
صور طاقم الفريق الوطني وهو يعبر شوارع الرباط محتضَنا من الشعب ومؤمَّنا بالقوات العمومية تؤكد أن الشرطة مؤسسة مواطنة ولا يشعر المغاربة بمشاكل تجاهها عكس الحاقدين الذين صارت هذه المؤسسة تشكل عقدتهم. طريقة تأمين الموكب طيلة مساره رغم العدد الهائل من المستقبلين وانتهاء الحفل بدون أي حوادث درس آخر في وقته المناسب لفؤاد وبوبكر الحاقدين على المؤسسة الأمنية، وعليهما وغيرهم من المساميم مراجعة وكالات الأنباء العالمية للاطلاع على ما حدث في الأرجنتين من فوضى وأضرار خلال استقبال المنتخب الأرجنتيني. هذا بالنسبة لمن يزايدون على طريقة تأمين حفل الاستقبال. ولعل هؤلاء كانوا يتمنون وقوع مثل تلك الحوادث ليتحقق ما يبحثون عنه من السيبة والفوضى ويرضوا أحقادهم ويثبتوا صحة تحليلاتهم المريضة المبنية على وقائع قديمة يسقطونها على الواقع الحالي رغم أنها لا تمت إليه بصلة.
أصحاب رؤى متقاطعة الأسبوعي الذين لا يحملون من الاسم شيئا لأن رؤاهم شاردة وحاقدة ومتكررة يحركها الكره للمغرب ومؤسساته يتناسون أن الإشادة بالأداء الأمني المغربي ونجاعته مسجل عالميا. المنظومة الأمنية تطرح مشكلة فقط بالنسبة لمن ألف رغد الامتيازات ويخاف من المحاسبة لأنه لا يمكنه العيش منضبطا للقانون.
الحكامة الأمنية تواصل والمؤسسة الأمنية، بشهادة الجميع، صارت من أكثر المؤسسات تواصلا مع المغاربة في الحدود القانونية المسموح بها ودون التأثير والتشويش على مؤسسات أخرى. وهذا التواصل هو الذي أزعج أمثال هؤلاء الطوابرية الذين ألفوا الصمت والفراغ ليملؤوه بأكاذيبهم. ولعل هذا ما يجعل خلود زوجة سليمان تنزعج من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أثناء تواصلها مع الرأي العام للرد على ادعاءاتها العارية عن الصحة بعد صمت هذه المؤسسة لشهور عن أكاذيبها ولكنها تتمادى في اتهاماتها بدون أدلة. فمن يخاف إذن من التواصل؟ ومن المتضرر منه؟ ولماذا كل هذا الانزعاج من البيانات التوضيحية التي تكشف الحقائق وتنور الرأي العام وله وحده حق الحكم عليها؟
الحكامة الأمنية مسؤولية ومحاسبة، ويحسب للمؤسسة الأمنية محاسبة كل من تورط في خرق القانون والشواهد بهذا الخصوص كثيرة وكانت موضوع بيانات صادرة في حينه.
الحكامة الأمنية شفافية، ويحسب للمؤسسة الأمنية أنها من أكثر المؤسسات في الدولة احتراما لكل معايير النزاهة والشفافية بدءا من الالتحاق بسلكها حتى الانتهاء من العمل داخلها.
الحكامة الأمنية خدمة عمومية للمرتفقين تحترم مواطنتهم وتستفرغ الوسع لإرضائهم، وهذا يلمسه كل المغاربة في ترددهم على هذا المرفق ويشهدون بالتحول الكبير والعميق الذي يشبه الثورة داخله.
الحكامة الأمنية احترام للقانون ولحدود الاختصاصات وهذا ما تحرص عليه هذه المؤسسة التي تقوم بدورها في حدود اختصاصاتها وتحرص على تكوين أعضائها وفق المعايير الحقوقية العالمية. ولا نحتاج إلى تذكير المساميم بالدورات التكوينية في هذا الباب.
يعيش أمثال الشيخ المراهق فؤاد والديفا الحاقد بوبكر في الماضي وتنتعش ذاكرتهما في وقائعه ويبنيان أحكامهما بدون أدلة وبعيدا عن الموضوعية متأثرين بالحملات المغرضة التي تستهدف عناصر القوة في هذا البلد وينخرطان في هذه الحملات بوعي وأجندة صارت مكشوفة لكل المغاربة، وغايتهما تبخيس الدور الوطني للمؤسسة الأمنية.
يتحدث الحاقد بوبكر عن توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة المعطلة متناسيا أن دستور 2011 تضمنها كلها وزيادة.
يكفي أمثال بوبكر أنه انتهى به المطاف مدافعا عن إرهابيين دون التحفظ على أفعالهم الإرهابية والتبرؤ منها وكأنه يتبناها، وهذا وحده دليل كاف لفهم درجة الحقد التي تجعله يصل إلى هذا الدرك الأسفل. ويكفي هؤلاء الطوابرية أن حقدهم يجعلهم متمسكين بادعاءات امتلاك المغرب لبيغاسوس وقد كان مطلوبا منهم الضغط على من يدعي ذلك لإظهار أدلته تنويرا للمغاربة، ولكنهم آثروا الاستسلام لحقدهم وصم الآذان عن الحقائق الساطعة وخلفيات مثيري هذه الحملات ضد المغرب.
لكل هؤلاء الحاقدين نقول بأنكم فشلتم في الوقيعة بين المغاربة ومؤسساتهم التي يعتبرونها جزءا منهم، وقد اتضح لكم ذلك بالملموس في حفل الاستقبال الشعبي حيث كانت القوات العمومية بمختلف أنواعها وسط الشعب في احترام وتعاون وقبول متبادل.
إلى اللقاء في بوح آخر.