الإعلام الجزائري وبيع الوهم للشعب بسبب رفض خريطة المغرب على قميص في حين السماح بها في امتحان محلي

لا يكمن وصف التعتيم الإعلامي لدى القنوات التلفزية العمومية للجارة الشرقية، تعتقد لوهلة أن النظام لا هم له غير تخدير المجتمع وجعل من المغرب ذلك البعبع والعدو الوهمي الكلاسيكي، وأن كينونة الجزائري لا تكتمل إلا بالمقارنة مع المملكة المغربية، بل وتكن الرغبة الجامحة في التفوق عليها في شتى المجالات. في هذا الإطار، لا زالت القنوات الجزائرية تبيع الوهم للشعب ولأنصار فريق اتحاد العاصمة الجزائري، على خلفية أقمصة نهضة بركان والانسحاب من لعب مقابلة نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية.

ورغم أن لجنة المسابقات، التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، قد اعتبرت اتحاد العاصمة الجزائري منهزما بسداسية نظيفة، بعد عدم خوض المباراة ذهاب كأس الكونفدرالية، بسبب الحجز على أقمصة النهضة البركانية من قبل السلطات الجزائرية، والانسحاب من لعب مقابلة العودة بمدينة بركان، ورفض كل من لجنة الاستئناف التابعة للكاف استئناف الفريق الجزائري، وكذلك رفض المحكمة الرياضية الدولية بمدينة لوزان السويسرية الطلب الاستعجالي الذي تقدم به الاتحاد الجزائري لكرة القدم واتحاد العاصمة الجزائري بشان الطعن في قرار لجنة الاستئناف بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وانتصار نهضة بركان في المبارة النهائية ذهابا على الزمالك المصري بنتيجة هدفين لواحد، إلا أن القنوات الجزائرية مازالت مصرة أن المبارة ستعاد حتى لو لُعب النهائي وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم والمحكمة الرياضية الدولية سينصفان الفريق الجزائري.

ما يحدث من بيع للوهم للجزائريين في قضية إعادة مبارة اتحاد العاصمة ونهضة بركان، يذكرنا بقصة إعادة مباراة الجزائر والكاميرون في تصفيات القارة الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، والتي شهدت خسارة درامية لمحاربي الصحراء في اللحظات الأخيرة بهدفين لهدف، ليفقدوا فرصة التأهل للمونديال، كيف أصر الإعلام الجزائري على أن المبارة ستعاد، رغم انطلاق مباريات كأس العالم الذي احتضنته دولة قطر.

التاريخ يكرر نفسه، والشعب الجزائري وأنصار فريق اتحاد العاصمة يساقان إلى نفق الانتظار ويتشبثان بحلم مستحيل التحقق، فقط إعلامهم من يروج له في غياب تام للإلمام بالقوانين الرياضية وأن السيادة الوطنية الجزائرية تبقى أهم من لعب مبارة في كرة القدم بسبب وشم خريطة على قميص حتى لو عرض الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وفريق العاصمة لعقوبات الإيقاف، فالأنفة الجزائرية لا تقدر بثمن حتى لو كانوا مخطئين.

أما التناقض الخطير بين خطاب الإعلام الجزائري وواقع الطبقة الواعية قد تجلى فيما أثاره تضمن امتحان جرى في مادة التاريخ والجغرافيا، لخريطة المغرب كاملة،  من حالة استنفار قصوى في أحد المدارس بالجزائر. وتمخضت هذه الزوبعة الإعلامية الكبيرة وحالة الاستنفار غير المسبوقة، بالجارة الشرقية، مباشرة بعد خروج عدد من التلاميذ القاصرين من الامتحان، ليلتقطوا بعدسة هواتفهم صورة للامتحان.

ولم يستوعب النظام الجزائري، أن عدد من أفراد الشعب الجزائري بما فيهم الأساتذة، يقرون بمغربية الصحراء، وأن حملاتهم المغرضة عن طريق الإعلام لم تجدي نفعا مع الطبقة المثقفة.

ومن المنتظر أن يعاقب النظام الجزائري، مسؤولي المدرسة والأستاذ الذي وضع الامتحان، وأن حجر الرئيس عبد المجيد تبون سينهال على رؤوس هؤلاء المسؤوليين من حيث لا يدرون لأنهم خرجوا من الصف ولأنهم لا يؤمنون بالفكر الانفصالي للكابرانات وحكام قصر المرادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى