زكرياء مومني.. عندما يتبخر حلم “الملاكم الصنيد” يجوز لصاحبه أن يعانق أكياس الملاكمة “على عين العديان” (كاريكاتير)
للمرء كامل المشروعية والحق أن يبلغ بأحلامه عِنان السماء، بل وحتى يُمني النفس باعتلاء، ذات ضربة حظ، حلبة “الصراع” لتسخير الأرض ومن عليها لصالح مطامعه وأهوائه “الشاذة”. غير أن الواقع وبقوانينه الصارمة لا يرضخ لأي كان ولا يستجيب للزائغين عن سواء السبيل.
زكرياء مومني المهووس بالبطولة الافتراضية في مجال الملاكمة، وما يرافقها من تسلق سريع لسلم المجد والنجومية، فضلا عن أضواء الشهرة والصحافة تحاوطه من كل حدب وصوب علها تظفر بحوار صحافي مع قاهر “خصومه” بتسديد لكمة على خذهم، لا يهدأ له بال ولا يطيب له عيش، منذ أن أٌغلق الباب في وجه “نبوءة ال5 ملايين يورو” التي حاول اقتناصها من مؤسسات الوطن بالمكر والخديعة ثم الادعاءات المغرضة. ومن هنا كان سعيه المستمر للقصاص من بلده، في شخص مسؤولي مؤسساته، كونهم كشفوا حقيقة مواقفه المعادية التي تدرجت في خطورتها بين شخص يطلب الحظوة إلى منشق عن الوطن يضرب في وحدته الترابية.
وكأي غارق يتمسك بكل قشة تقع عينه عليها، تنوعت خرجات الرجل على منصة اليوتوب وارتفع معها منسوب الغضب وحتى سقف التحدي عاليا. فلم يترك بابا إلا وطرقه ولا معارضا رقميا إلا واستنجد به ولا عدوا جارا إلا وضم صوته إليه، حتى يهتدي إلى مفاتيح ومداخل المغرب المفضية إلى وقف حاله إلى الأبد.
والمحصلة لا طائلة تٌرجى من كل ما سبق من مناورات، وقد حان الوقت لتوجيه كفة التركيز صوب إنقاذ ماء وجهه من ميولات مشبوهة أضحت الأصابع تشير له بسببها. ميولات صارت تظهر بجلاء في محياه وملبسه ويومياته. وهنا يطفو على السطح سؤال وجيه والرجل يسدد اللكمات تلو الأخرى لكيس الملاكمة: صوب من تتجه محاولات تصحيح الصورة عن ميولاتك الحقيقية يا زكرياء؟ من هم أعدائك بالضبط.. مؤسسات الوطن أم دخلت في تطاحنات وصراعات مع ذاتك لأنك تعي جيدا صعوبة إقناع كل من يتابع خروجك المائل من الخيمة مؤخرا؟!! هل تكن حقا العداء لموطنك أم لنفسك؟ هي تساؤلات خارجة عن نطاق تفكير التائهين بلا هوية أمثال زكرياء مومني.
والواقع ذاك لا نملك لتزيينه شيئا، لا أحد ينتظر من اللاهث وراء ميولات تجر ورائها حديث الداني والقاصي، أن يستعين بكيس ملاكمة قد يثبت العكس. لأن كل مسعى لتغيير انطباعات الخلائق حيال المعني بالأمر فهو تأكيد غير مباشر لحقيقة ما يروج. وما استعانته بصالة الكيك بوكسينغ ولوازمها إلا محض تفريغ عن ضغوطات ذاته المتقلبة بين مستقبل مٌفترض حاول رسم تفاصيله على حساب دافعي الضرائب المغاربة وبين هوى نفس أمارة بالسوء لكنها متمسكة حتى آخر رمق ﺑ “عزة الرجال”.