المُدوّن طارق القاسمي: اعترافات خطيرة بممارسة التّقية تفضح أحد متزعمي عصابة التآمر على مؤسسات الوطن ومن معه

كشف المدون المغربي طارق القاسمي الملقب بـ “بوغطاط المغربي“، معطيات مثيرة بشأن ما بات يعرف بعصابة التآمر على مؤسسات الوطن المحتملة التي يشتبه أن يكون الثلاثي المهداوي والمديمي وحليم نجيب أبرز عناصرها.

وقال القاسمي في مقال له على موقع “برلمان.كوم“، بتاريخ 14 ماي الجاري، بأن “حليم وطيلة خرجاته الأخيرة الأسبوع الماضي على قناته في “اليوتيوب”،ظل يردد فكرة مفادها أنه لن يقع مثل محمد زيان في خطأ استهداف مؤسسات الدولة مباشرة، وأنه سيواصل خوض الحروب التي كُلّف بخوضها نيابة عن “البنية السرية الحقيقية” التي توظفه كما توظف غيره، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع المؤسسات السيادية، وهذا في حد ذاته اعتراف صريح وواضح بممارسة التقية تجاه الوطن ومؤسساته”.

وتابع ذات المدون قائلا: “فأن يقول حليم بأنه لن يكرر ما فعله زيان، ويقصد سب وشتم وإهانة المؤسسات، معناه أن لديه نفس مساعي هذا الأخير الابتزازية والتآمرية تجاه المؤسسات، لكن الأسلوب فقط هو الذي سيختلف، حتى لا يقع تحت طائلة المتابعة القانونية. أي أنه سيعمد إلى إظهار ما لا يبطن، من خلال ادعاء احترام المؤسسات وتقديرها واحترامها (على طريقة صاحب عبارة “خوتي المغاربة”)، لكن في المقابل كل ما سيقوم به من نشاط وتحركات وحتى تصريحات غير مباشرة ومبطنة، ستكون كلها مشابهة لما كان يقوم به زيان، بما فيه التنسيق مع “خونة” الخارج ولما لا التنسيق حتى مع عملاء دولة أجنبية معادية إن اقتضى الأمر… تماما مثل قام به زيان مع بنسديرة وفرانسيسكو كاريون وغيرهم”.

وأضاف “هذه التقية، تذكرنا بنفس أسلوب المهداوي الذي ادعى هو الآخر أكثر من مرة، أنه لن يقع في خطأ الصدام مع مؤسسات الدولة من خلال التصريحات المخالفة للقانون، لكنه سيعمل في المقابل على تفكيك بنية تلك المؤسسات وركائز الدولة بغرض التمهيد للإطاحة بها. وهذا ليس اتهاما باطلا أو تجني على السي “خوتي المغاربة”، وإنما تصريحات جاءت على لسانه حرفيا في إحدى حلقاته التي كان يخاطب فيها “خونة” الخارج الذين كان ظاهر حديثه إليهم عتابا وانتقادا، لكن باطنه كان نُصحا وإرشادا”.

وجاء في تلك التصريحات، والواردة في مقطع الفيديو أسفله، ما يلي: “نقولكم واحد الفكرة أخوتي المغاربة ويا ريييت تفهموني.. شفتي باش دير الصراع؟ راه لينين ما دارش الثورة فروسيا حيت كان كيسب القيصر، ولكن الناس مشات فككات بنية الدولة… راه ساهل نسبو الملك والقصر والمستشارين وحموشي… ولكن كيفاش نفككو هاد البنية باش نديرو التغيير؟”.

وشدد القاسمي بهذا الخصوص أن “لسان حال المهداوي في هذه التصريحات وهو يوجه رسائل مشفرة لمن هم في الخارج، يقول بأن الثورة لا تقوم بسب وقذف المسؤولين والحكام كما يعمد إلى ذلك من هم في الخارج، وإنما الثورة تقوم من خلال تفكيك البنية من أساسها، كما أعمد إلى ذلك أنا المهداوي في الداخل، بعد التظاهر بالإيمان بالمؤسسات واحترام مسؤوليها حتى يطمئن الناس إلي ويستمعوا إلى ما أقوله ويثيقوا في كلامي… وحتى لا أقع في خطأ المتابعة القانونية فتذهب ريحنا”.

وأشار ذات المدون بأن “نفس الفكرة، نفس الخطاب، وخصوصا نفس المنهجية نراها اليوم بحذافيرها في تصرفات حليم ونسمعها حرفيا على لسانه في التصريحات والأفكار التي يروجها. حليم، الصديق الصدوق للمهداوي والذي كلفه هذا الأخير بخوض معارك وحروب انتقامية نيابة عنه، إلى جانب صديقه الآخر محمد المديمي، ينطبق عليهما قول العامية المغربية: “مْسَكْيين من مْغُرْفَة وحدة”… والمقصود، “مْغُرْفة” المهداوي ومن يحركهم في الخفاء”.

الفرق بين المهداوي وحليم، حسب ما أورده القاسمي، هو “أن الأول يخاطب “المغاربة” مباشرة ويحاول تحريضهم عبر بث خطاب اليأس والكراهية والبؤس والعدمية والتشكيك، بينما الثاني وصلت به الجرأة إلى حد تنصيب نفسه ناطقا بإسم الشعب، وتوجيه تهديدات للمؤسسة الملكية والإيحاء باتهامها بحماية “الفساد والمفسدين” في المغرب. وإذا أضفنا إلى هذا، عدم اعتبار حليم ومن معه جريمة التآمر على شخص الملك “خيانة”، فإننا سنصير أمام “عصابة” حقيقية تحاول بشتى السبل أن تنخر الوطن من الداخل تحت ذرائع زائفة وخدّاعة من قبيل “محاربة الفساد”.

إن كثرة التأكيد على تجنب الصدام مع المؤسسات وعدم الرغبة في ذلك، اعتبره “بوغطاط المغربي” بأنه في حد ذاته إقرار واضح بأن ما في قرارة نفس هؤلاء هو العكس تماما لما يدعونه، وأن المانع من خوض ذلك الاختيار هو مانع قانوني بالأساس وليس لأنهم يؤمنون فعلا بالمؤسسات ويقدرونها كما يدعون. أي لو كانوا يتواجدون خارج المغرب مثلهم مثل “خونة” الخارج لأطلقوا العنان لأسلنتهم السليطة ولسمعنا الأضعاف المضاعفة مما نسمعه من أولئك “الخونة”.

ولكن لأن اللعبة القذرة التي تلعبها “البنية السرية الحقيقية” -يختم المدون مقاله- تقتضي تقسيم الأدوار بين الداخل والخارج، بتكليف شرذمة في الداخل بممارسة التقية لتمكينهم من بث سمومهم دون الوقوع في متابعة قانونية، وإطلاق العنان لمن هم في الخارج بتوجيه سهامهم إلى المؤسسات تحت مسمى حرية الرأي والتعبير، (ولأن اللعبة بهذا الشكل) أصبحت صناعة “الأحصنة الطروادة” تزدهر يوما بعد يوم، لتنتج لنا أمثال حليم والمديمي والمهداوي وغيرهم، والذين لا يشكلون سوى الواجهة الإعلامية والافتراضية لمن يريدون السوء بمؤسسات الوطن ويسعون بشكل حثيث إلى الانتقام من الدولة عبر أذرع فاشلة صارت مكشوفة، استغلوا الحقد الدفين الذي بداخلها لتجنيدها في مخططات ستسقط بالتأكيد عما قريب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى