متانة العلاقات المغربية-الإسبانية تُوقع علي لمرابط في جُب ازدواجية المواقف والأهواء (تدوينة)

يعيش على أرضها ويأكل من حرثها ويشرب ماءها ثم يقصفها. ذاك هو الصحافي الاستقصائي المزعوم علي لمرابط، المستقر بإسبانيا التي آوته ولا تزال، هاربا إليها من ماض مهني مُخْزٍ ومُقبل على مستقبل ضبابي فوق ترابها.

فلكم شَنَّفَ مسامعنا المعني بالأمر، والمناسبات عديدة، يتغزل خلالها بمناقب إسبانيا وبحرصها الشديد على احترام حقوق الإنسان، وكذا حراستها المتواصلة لمعبد حرية الصحافة، حيث مريديه الإسبان يخرقون أخلاقيات المهنة دون حسيب أو رقيب، لاسيما إذا تعلق الأمر بدولة من حجم المغرب.

وبين ثنائية المواقف والقُطب، تتأرجح قناعات الرجل دون وعي منه. فما أن تشرق شمس المغرب من داخل إسبانيا حتى تثور ثائرته ومعها ثائرة أولياء نعمته من داخل قصر المرادية، باعث التعليمات أول بأول لتصويب قذائفهم صوب كل ما هو مغربي.

والحديث لا يَنْفَكُّ ينقطع منذ أن لبى عبد اللطيف حموشي دعوة الإسبان لمشاركتهم احتفالات الذكرى ال200 لتأسيس جهاز الشرطة الإسبانية. انتهت الاحتفالات وانطلقت مآثم بائعي الذمم والأوطان حُيال الحضور اللافت لكبير أمني المغرب إلى جانب ملك إسبانيا فيليب السادس.

وترويحا عن مكنونات النفس الغير مطمئنة لتألق المملكة المغربية، خرج علينا السي علي لمرابط، منذ ساعات قليلة، عبر تدوينة على منصة “إكس” يتساءل إثرها وبقهر واضح، عن سر تشبث الجانب الإسباني بصون علاقاته مع المغرب والحرص على تثمينها. والحال كذلك، تجلت للمعني بالأمر حقيقة قاسية قد تنزع حب إسبانيا من فؤاده وتُدخله في فترة مراجعة فكرية وجغرافية لما لا: أين أنا؟ ومن أين أتيت؟ وإلى أين أنا ذاهب؟ وأي باب قد أطرقه بعد إسبانيا التي خانت وَسْمِي لها ﺑ “بلاد حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير”؟؟.

فمن منظور المحقق كونان المربوط خارج أسوار الوطن، كل من يتقارب مع المغرب ويتخذه شريكا سواء أمنيا أو اقتصاديا، فهو حتما خائن لمبادئ حقوق الإنسان في شموليتها ومنتهك فضيع لحرية الصحافة والاسترزاق. طبعا وكيف لا يكون على هذا النحو، مادام هذا التوجه يقوض بُنيان المسترزقين ويُغلق مورد رزق كان منساب بلا انقطاع داخل جيوبهم.

وبالوقوف تحديدا عند ما أسماه ﺑ “حرية الصحافة” في الجارة الشمالية، ها نحن قد شهدنا تحالفا يتكون من صحافيان إسبانيان وثالثهما مغربي انخرطوا في حملة شعواء ضد مصالح المملكة، وبدعم لا مشروط من النظام الجزائري المنفتح ماديا على كافة الاحتمالات والجبهات، طالما حلم كسر شوكة الجيران لازال يراوده أبا عن جد ومن جنرال إلى آخر. وفي المحصلة، لم تفلح حرية الصحافة الممنوحة لصحافيي إسبانيا -زعما- ولا حتى مناورات رفيقهم علي لمرابط في تركيع المغرب أو عزله دوليا.

إسبانيا
إسبانيا

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى