فؤاد عبد المومني وأسماء الحيوانات المُسَخَّرَة ل “تمارة والكُرفي”.. قصة عشق قطع حبلها السري خيانة “الأمانة”

نصيحة صالحة لكل زمان ومكان ومع كل نَفَرْ: لا تُلقي بالا لأحدهم وهو يتحدث منتشيا بوضعه المادي وصفته المهنية، ولا حتى تتلقف حكما أو مواعظ من ثغره “الشبعان”. عليك أيها الحكم، أكنت مستمعا أو متلقيا أو حتى متابعا عن كثب، أن تُصغي جيدا حينما تحل نوائب الدهر وتتبدل الأحوال، إما بفعل فاعل أو بعدل إلهي، إلى ما يُقال وما يُحاك على مقاس الظروف الخارجة عن إرادة أصحابها. حينذاك فقط ستتبدى أمامك الحقائق بسير وتسقط الأقنعة الخافية للنوايا المضمرة.
فؤاد عبد المومني، واحد ممن يليق بهم وصف “ذي الوجهين”، لأن الرجل حربائي في مواقفه وقناعاته المحكومة حصرا بالمقابل المادي. فعديدة هي الغنائم التي تمرغ فيها عاشق زوجات العشيرة الحقوقية، وهو يضع يده على امتيازات خص بها جيبه من مدخرات جمعية “الأمانة” للتمويلات الصغرى، التي ترأسها منذ عام 1997 إلى غاية 2010. 13 سنة توزعت فيها مهام المدير العام فؤاد عبد المومني بين نهب وسوء تدبير لمالية المؤسسة الائتمانية ثم مراودة نسائها عن أنفسهن وبئس المسعى الخبيث.
فأي جزاء قد يستحقه خائن “الأمانة” غير المتابعة القضائية أو الفصل برأي علماء العشيرة الحقوقية الفاسدة؟ فحتى الجبال تأبى أن تحمل الأمانة من فرط جسامتها وثقلها، مصدقا لقوله تعالى في سورة الأحزاب: ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”.
وما أن يُصبح المرء خارج الحسابات ويتشكل المشهد من جديد بالاستغناء عنه، يصير الموظف ومن يقوم في مقامه مجرد حيوانات من الفصيلة المسخرة ل “تمارة والكرفي”، لمجرد أنها تشتغل بضمير مهني ولا تمتد يداها إلى ما دون حقها مما أًتمنت عليه.
انزلاقات فؤاد عبد المومني إلى مستوى سحيق في توصيف غيره بما ارتضاه لنفسه سابقا، يبرهن لنا بالملموس أن السقم والهوان النفسي بلغا به مبلغا عظيما وهو المتواري عن المشهد الحقوقي الذي كان، ذات غفلة من الجميع، يتنعم بأمواله وبنسائه دون حسيب أو رقيب.
وإذ الحال كذلك، فإن الفساد يبقى كأي روتين يعتاده الإنسان في حياته إلى أن يصبح جزأ لا يتجزأ من يومه. فهاتوا لنا رضيعا لا يتفاجأ من فِطامه بعدما أَلِفَ التلذذ بحليب أمه المنساب بلا انقطاع، حتى نقتنع بأن فؤاد عبد المومني اعتاد غياب بقرته الحقوقية “الحلوب”.