ظلمنا الجزائر عندما نعتناها بجارة السوء… فمنافعها أكثر من ضررها !

صراحة وللأمانة يجب علينا تقديم الاعتذار لإخواننا الجزائريين رئيسا وشعبا، ويجب علينا كذلك شراء التمر الجزائري، وإعادة إهدائه لهم مع سطل كبير من حليب “نيدو بودرة”. فالاعتذار واجب، وهذا من شيم الكبار، لأن نفعهم أكثر من ضرهم ووجودهم بجوارنا نعمة لا نقمة. فلولا أقدار الله بأن حبانا بجوار مثلهم، لعانينا من الضجر والملل والروتين المميت.
كيف كنا سنعيش حياتنا لولا نُكَت الجزائريين التي لا تترك يومنا يمر دون أن تغبطنا بالفرح والسعادة. فالجزائري، رئيسا كان أو أي مواطن بسيط، هو نعمة أبهجت حياة المغاربة، دون أن يعلموا بهذه الميزة التي منحتنا السماء في الجهة الشرقية من المملكة المغربية.
أين كنا سنجد رئيس بلد مجاور فقط ذكر اسمه يضحك المغاربة، ناهيك عن خرجاته الإعلامية.
أين كنا سنعثر على رئيس يسمح، خلال لقاء صحافي، بمناداته بـ “عمي تبون”.
أين كنا سنجد رئيسا يقول في قناة تلفزيونية عمومية : “تجيني بالكلام لحلو ما عليهش. كلامك نديرو على جيه، بصح راني شاد حجرة في يدي، تخرج على الصف نعطيك”.
أين كنا سنجد رئيس يصرح بكل عفوية لقاء صحافي : “كيف يخلق لي أزمة في اللوبيا والروز والعدس ؟ هادي مقصودة. والله العظيم، أقسم بالله يا لي حكمتو يندم على النهار لي تزاد فيه”.
أين كنا سنجد رئيسا يعلن تحت سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة عن نية بلاده إفراغ البحر الأبيض المتوسط من المياه حين صرح “بلادي انطلقت ببرنامج تحلية مياه البحر وسنصل مع نهاية 2024 لإنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا”.
أين كنا سنجد رئيسا يدافع بشراسة عن قيمة الدينار الجزائري الذي فجأة أصبح أكبر قيمة من الدولار: “لازم نرفع من قيمة الدينار. قيمة الدينار انخفضت في ظروف ما وغير منطقية…إذا كان اليوم الدينار يساوي 140 دولار، نوصلو أنا باش يدير 100 دولار”.
أين سنجد رئيسا يقول أن “الرئيس جورج واشنطن سلم كوابيس للأمير عبد القادر”، وأن جورج واشنطن مات يوم 14 ديسمبر 1799، بينما الأمير عبد القادر ولد في 06 سبتمبر 1808، أي 9 سنوات بعد موت جورج واشنطن.
أين سنجد شعبا كبيرا يدافع عن عصابة انفصالية تسمى “البوليساريو” ولا يعرفون أنهم يعيشون معهم فوق أرض الجزائر، بل وأن بلدهم تحرمهم من عائدات البلد من بترول وغاز لتمنحها إلى هذه الشرذمة الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
أين سنجد شعبا لا يستطيع زيارة قطعة من أرضهم منحت لعصابة إرهابي.
أين كنا سنجد محللا رياضيا في قناة عمومية يعتقد أنه لا يكمن وضع خارطة الصين على قميص رياضي، لأن مساحتها كبيرة مقارنة مع حجم القميص.
أين سنلتقي بجوار لا يعرف أين تقع الصحراء الغربية و الصحراء الشرقية من خارطة بلاده.
وأين كنا سنعثر على شعب بدون تاريخ، يسرق تاريخ وثقافة الدول المجاورة وينسبها له دون حشمة أو حياء، بل حتى جبل توبقال سُرق منهم وحُول إلى المغرب، وهم من بنوا الأهرامات، وأن مكة أصلها الجزائر، وهم أول من اعترفوا باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
لكل هذا وغيره، وجود الجزائر قربنا نعمة لا نقمة.