هكذا أدار حميد المهداوي ظهره للأساتذة المتعاقدين !

فعلا تبقى نهاية غير متوقعة لقطيعة السي حميد مع من نَوَّر عقولنا وأخرجونا من ظلمات الجهل، وهو الذي تضامن مع أصحاب التعليم بكل ما أتيح من قوة. لقد تكلم وعاود التكلم ونشر صور المسيرات التي جابت شوارع الرباط، وانفجر غضبا عند دفع إحداهن، أو لمسها واستقبل بمكتبه ممثلين عن تنسيقياتهم للحديث عن مطالبهم وكيف رفضوا العودة للأقسام إلا بتحقيق جل شروطهم.

فعملا بالمثل الدارج القائل “حوتة وحدة كتخنز شواري”، حميد أصبح يحقد على رجال ونساء التعليم والسبب كله أستاذ دعم ابنه العزيز.

الكل يعرف أن حميد المهداوي عمل على استثمار كل عائدات اليوتوب في تعليم فلذة كبده، وكيف رفض أن يلج ابنه المدارس العمومية، التي أكل  عليها الدهر وشرب، بل أدخله إلى أرقى المدارس الخصوصية بعاصمة المملكة الرباط، والتي توفر تعليما منقطع النظير مقارنة مع ما تقدمه باقي المدارس الأخرى.

أراد حميد أن يرسم مسارا تعليميا جيدا لابنه منذ المهد وكيف سيدفعه بعد الحصول على شهادة الباكلوريا، وفقط في الثالثة عشر من العمر، ليلتحق بعدها بجامعة هارفارد، وسيكون تخصصه القانون ليحقق بعد ذلك حلم العائلة ويصبح محامي، بعد أن يحصل على ثلاث إجازات وماجستير ودكتوراه.

حميد لا يرغب أن يصير ابنه محاميا من الدرجة الثانية أو الثالثة، فهو طبعا لا يملك مكتب به اسم وراثي يجعل الزبائن يقصدونه من كل حدب وصوب، بل عليه أن يؤسس اسمه بكل فخر، وفخامة الاسم العائلي السي المهداوي جنيور تكفي ليعرفه الجميع، كما أن المهداوي الأب لن يبخل عليه بالإشهار في قناته اليوتوبية.

السي حميد تأثر بدور المحامية “آناليس كيتينغ” في مسلسل “كيف تفلت بجريمة قتل” (How to Get Away with Murder)، وكان يريد السير على دربها، لكنه سقط وفشل في تجاوز الامتحان الخاص بمنح شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، لذلك يريد من المهداوي الصغير أن يثأر لأبيه وأن يصبح محاميا كبيرا لا يترافع عن الضعفاء والفقراء، بل أن يمسك ملفات الإفلات من جرائم الإعدام، وأن ينوب عن الهولدينغات الكبرى كالمحامي “هارفي سبيكتر” في مسلسل المحاماة التلفزيوني (Suits : Avocats sur mesure).

لتسهيل المسار التعليمي لابنه، قام حميد بالتعاون مع أستاذ متعاقد سابق، طرد من عمله لكثرة الغيابات، ليقدم ساعات إضافية لدعم للمهداوي جنيور في مراجعة دروسه ويساعده في حل واجباته المنزلية لأنه كسول مثل أبيه. كان الاتفاق المبدئي أن يحصل الأستاذ الداعم على تعويض مبلغه 800 درهم شهريا مقابل الساعات الطوال التي يقضيها في حل دماغ المهداوي الصغير ووضع ما تيسر من أفكار داخله لأن الأمر كان صعبا، فالإبن لم يكن يريد الدراسة أو التعلم، ولا يريد أن يصبح محاميا، بل يريد تعلم حرفة أبوه وأن يصبح يوتوبر شهير أكثر من أبيه.

المهم، الأستاذ اتصل بحميد واشتكى عليه الزيادات التي تعرفها المواد الأولية و أن 800 درهم لم تعد تكفيه وطلب منه أن يرفع من أجره ليصل إلى 1000 درهم شهرا، وهو ما أثار غضب المهداوي الأب وقال له أنه سيقطع كل تواصل مع وذكره كيف أنقده من الشارع والضياع وكيف منحه عملا قارا وراتبا شهريا محترما رغم أنه لا يتوفر على مؤهلات علمية أو أكاديمية تخول له الرفع من المستوى التعليمي لإبنه.

وعليه، قرر المهداوي الأب معاقبة كل الأساتذة ولن يتضامن معهم مستقبلا، بسبب جشع أستاذ الساعات الإضافية لإبنه وكيف طلب زيادة هو لا يستحقها أنه طمع فيه لأنه أصبح يربح الملايين من الأدسنس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى