مع فلسطين في المواقع و ﺑ “الهراوات” على رؤوس المتضامنين معها على أرض الواقع.. إنه النظام الجزائري حينما يتغذى على مآسي الشعوب

لطالما شنف مسامعنا رجالات النظام الجزائري بأسطوانة مشروخة مفادها “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، ولطالما تبنى نفس النظام مواقف عدائية تجاه الجيران لأنهم يتحركون في وضح النهار، محافظين بذلك على مصالحهم العليا دون أن يقصروا في حق الأشقاء الفلسطينيين، سواء تعلق الأمر بالدعم المادي الغزير الموكولة مهمة تصريفه إلى وكالة بيت مال القدس الشريف برئاسة الملك محمد السادس أو حتى الدعم المعنوي الذي يحمله كل مغربي في قلبه لموطن المسجد الأقصى منذ أن بدأت الخليقة. ولعل أبرز تجليات دعم المغاربة لإخوانهم الفلسطينيين هي تلك المشاهد الغفيرة التي تعرفها الوقفات التضامنية بمختلف مدن المملكة، بين الفينة والأخرى، كلما أَلَمَّ مصاب جلل بأرض كنعان.

غير أن قصر المرادية لا ينتعش وينجز إلا في ظل ازدواجية الخطابات المعروفة عنه. أهو حب فلسطين المستقر حقا في القلب والروح؟ أم أنه الكره العميق اتجاه الجار المغرب هو ما يغذي ذاك الحب المزعوم لفلسطين وأبنائها؟؟ المتابع للشأن السياسي الجزائري وكواليسه لن تستعص عليه الإجابة عن هكذا تساؤلات. والسبب واضح للعيان. تحركات الواقع تدحض ادعاءات المواقع أكانت افتراضية أو حتى من قلب قصر المرادية الذي يرى سياسته الخارجية بنظارة عدائه القديم-الجديد للمغرب.

كيف يعقل أن تنخرط الآلة القمعية البوليسية داخل الجزائر في عملية إطلاق الغاز المسيل للدموع “الكريموجين” على حشد من النساء التئموا في شكل وقفة احتجاجية، مؤخرا، أمام مطعم KFC الأمريكي، احتجاجا على المجازر الإنسانية في غزة؟. بأي وجه يخرج عبد المجيد تبون ومن وَلَّاهُ أمينا على شؤون الشعب الجزائري ليضرب في مصداقية الجيران ويشكك في عروبتهم التي لا غبار عليها، وما أن تنطفي كاميرات الأبواق المأجورة حتى تحل محلها المقاربة الأمنية القمعية وشعارها الأسمى “شكون يعرف حسن من العسكر”!!!.

وإذ نقول ما نقوله اليوم، نكاد نجزم أن الأعداء الحقيقيين لفلسطين هم أولئك الذئاب المتخفية في ثوب الدولة الشقيقة المتعاطفة حتى آخر رمق. وبالأرقام، فلا هي فلسطين استفادت من تضامن ملغوم ولا حتى من عداء مبطن. وعليه، نطمع في كرم العساكر أن يبحثوا لهم عن “جوكر” آخر كي يعادوا من خلاله المملكة المغربية، لأنها لن تنساق وراء هذا المسعى الخبيث الذي يضع شعبا بأكمله في كفة مراهنة خاسرة من البداية. وبما أنكم لستم أهلا للخير والتضامن والإخاء الحقيقي، فلتكونوا على الأقل ذوي منفعة تذكر لشعبكم أولا وأخيرا واتركوا فلسطين لأحبابها العقلاء!!!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى