يوميات حميد المهداوي وعقدة انتحال صفة !
بقلم شكيب بن الضاوي
كانت الساعة تشير إلى الرابعة مساء من يومه الاثنين 28 رمضان الابرك، توجهت رفقة زوجتي بشرى وأبنائي إلى سيارتي، التي كانت مركونة بالزقاق المحادي لمكان إقامتنا، كنا في عجل من أمرنا لأننا كنا مدعويين للإفطار عند صديق يقطن بالرباط، وكانت تجمعنا صداقة عظيمة في صغرنا بالخنيشات. للتذكير، فصديقي المهدي، أصبح الآن عضو جماعي بحي المحيط.
كانت حركة المرور كثيفة، أجواء الأيام الأخيرة من هذا الشهر المعظم، تسابق الأهالي لشراء ملابس العيد لفلذات أكبادهم، وسرعة العائدين من نهاية دوامهم تزيد زحمة الطريق شراسة، ناهيك عن “قطعة رمضان” قبيل الإفطار.
كانت لا تمر دقيقة دون أن تنبهني بشرى بأخذ الحيطة والحذر في السياقة، وأنا الخبير في المراوغات الطرقية، لكن كنت آخذ بمحمل الجد طلبات الزوجة الكريمة، أم أولادي ولا أتهور، رغم كثرة إزعاج المنبه الصوتي التي تأتي من هنا وهناك دون كلل أو ملل.
بعد عدة دقائق من السير وسط كل ذلك الزحام، وصلنا إلى مستوى المدار المؤدي إلى قنطرة الحسن الثاني، المعروفة سابقا بباب المريسة، كانت حركة السير لا تطاق. سيارات ودراجات وحافلات في كل الاتجاهات. أصوات المنبهات، سب وشتم، وصراخ. لا أحد يستطيع التحرك من مكانه.
ولكن ما أثار انتباهي، اخوتي المغاربة وأخواتي المغربيات، هو الغياب الكامل لعناصر الشرطة في هذا الوقت وهذا المدار المحوري للطريق الرابطة بين مدينة سلا والعاصمة الرباط.
كيف أن الشرطة غير قادرة على تأمين مدار واحد بين مدينتين كبيرتين ونحن مقبلون على تنظيم كأس إفريقيا و كأس العالم ؟ كيف سنسوق صورة مغربنا ونحن عاجزون عن حل مشكل سير بسيط، وماذا ستقول عنا المنظمات الدولية إذا شاهدوا هذه المهازل في طرقنا ومداراتنا ؟ ألن يربط غياب الشرطة في مدار بسيط، بغياب حقوق الإنسان وحرية التعبير، وسنرى تقارير تضربنا في الصميم…
كيف للمهدي أن يحترمني بعد الآن بسبب التأخر وأنا كنت النموذج والحريص على احترام الوقت.
في ظل هذا الزحام، اتجه نحو شاب ثلاثيني وطلب مني الرجوع قليلا إلى الوراء للسماح لسيارة أخرى بالمرور وقال أن ذلك سيساعد في فك الازدحام الكائن على مستوى المدار وأنه سيتكلف بذلك، في انتظار حضور رجال الأمن.
خوتي وخوتاتي، ما هذه المهزلة، كيف أنصت لشاب ينتحل صفة شرطي ؟ هذا غير معقول. من هو ليطلب مني شيء كهذا، ألا يعرف من أكون ؟ أنا المهداوي، الصحافي صاحب القناة المليونية. وأنا ضد انتحال الصفة، فهذا جرم يعاقب عليه القانون، وادعوا السيد حموشي لاتخاذ الاجراءات القانونية في حق هذا الشاب الذي انتحل صفة ينظمها القانون.
كيف يعقل لأحد يجهل القانون، وأنا العالم بخباياه، أن ينصب نفسه شرطي ويأمرني بالعودة إلى الوراء لو بضعة سنتيمترات ؟ هذا شيء لا يجب السكوت عنه، وسأقدم حلقة كاملة على قناتي، لأفسر الحيف والظلم الذي لحقني.
خوتي وخوتاتي المغاربة، أرجوكم أن لا تنجروا وراء هذه الإغراءات وأن تنتحلوا أي صفة. هل رأيتم يوما طبيب بدون دراسة، محامي بدون شهادة أو صحافيا-مثلي- (رغم شواهدي والماستر القريب إن شاء الله) بدون بطاقة. أكيد لا، فأنا لا حق لي في بطاقة الصحافة بحكم سوابقي العدلية، لكني أملكها رغم كيد الكائدين ولا عزاء للحاسدين وأمارس الصحافة، ولا انتحل صفتها.