الخوانجية يستقطبون أبناء اليسار الفاشلين.. المعطي منجب أنموذجا (كاريكاتير)
الفشل في إثبات رؤانا أو حتى الإتيان بما يفيد مصداقيتها من حجية دامغة يٌكدر النفوس ويبعث فيها من اليأس وروح الانهزامية ما يزج بها في متاهات لا متناهية، مصارعة بذلك سنة الله في خلقه التي تقتضي أن لكل زمن نسائه ورجاله. وأن ستارة الزمن منسدلة لا محالة وما على المرء إلا أن يحرص على نقاء ستارته وسريرته بدل تمريغها في البرك الآسنة دون أن يحقق مآربه الشيطانية.
لقد أسفرت قرعة الزمن عن فرزنا مع كائنات بشرية لها من المناورات الخبيثة ما لا يتحوزه إبليس للإيقاع بالنفوس الآدمية. فصار اليساري حبيب الإسلامي بعدما نصبا العداء لبعضهما البعض بالأمس القريب. وصار الشيوخ المتأسلمين يهادنون كل من لا يتوافق وأطروحاتهم. أنحن أمام مصالحة مع التعددية المجتمعية أم هي سياسة ناعمة للانطلاق من جديد صوب الرحلات الدعوية المشفوعة بشعار “دين الدروشة”.
وانطلاقا من هذه المعطيات، يبدو متوقعا أن يرتمي المعطي منجب، المترامي قصرا على عوالم التأريخ، (أن يرتمي) في حضن المتأسلمين عموما، وأبناء الجماعة إياها والعياذ بالله خصوصا. مرد هذا الحديث يجد مبرراته في مقال كتبه مول الجيب بإسهاب واضح بصحيفة “أوريان 21” الفرنسية بشأن “الوثيقة الدعوية” عفوا السياسية نقصد، التي قدمتها جماعة العدل والإحسان بتاريخ 06 فبراير 2024، تتوخى من خلالها -زعما- دمقرطة الشأن السياسي بالمغرب، بينما سطور الوثيقة لم تأتي بجديد يذكر، حسبما عبر عنه أهل الاختصاص من محللين للشأن السياسي بالبلاد. بل اعتبروها تشترك في تفاصيلها مع كل البرامج الانتخابية التي تعدها الأحزاب السياسية. إذن، الوثيقة ما هي إلا الغابة التي تخفي الطرح الدعوي المتخفي في جلباب الإسلامي المواكب لمستجدات الوطن بكافة تجلياتها.
وإذا ما وازينا الأمر من زوايا مختلفة، نجد أن الدين والسياسة باتوا عناصر تأسيسية فقط لنهج جملة من المستأسدين كذبا وبهتانا بحراسة معبد حقوق الإنسان في المغرب أو حتى في باقي الدول العربية التي يرصدونها بأعين ناقدة. والمعطي منجب الذي حضر بمعية إخوته بعض “اليساريين والإسلاميين” مراسيم تقديم “الوثيقة العدلاوية” التي رُوِّجَ لكونها خارطة طريق جديدة من شأنها إنعاش المغرب وإنقاذه من سكتة قلبية مفترضة، يحلينا على توجه غاية في الغباء والخطورة على صاحبه، ولنا أن نطرح عليه تساؤلات من قبيل: هل استوفيت رصيدك في النضال اليساري حتى بدا لك المستقبل الواعد يطل من نافذة الخوانجية؟؟ لمن ستترك الجمعيات الحقوقية الأجنبية بما لها من أموال وعليها من تعليمات “ملغومة”؟؟.
وحتى إن لجمنا ملكة العقل فينا وسايرناكم، أوليس لليساري الحق على الإسلامي أن يحثه على ترك راية الدين نظيفة من أي دنس سياسي قوامه المصلحة والانتفاع ما أمكن؟ ألا يٌفترض في الإسلامي أن يشد على أذن رفيقه اليساري بقوة وهو يراه يقبض بالعملة الأجنبية مقابل إرضاء “البراني” بسواد واقعنا المعاش الذي يطيلون الحديث عنه في جلساتهم وما نحن له عارفون؟؟.
وإلى أن “تلد البغلة” ساعتها فقط قد نصدق أن الصالح العام هو ما يُأَلِفُ بين قلوب اليساري والإسلامي. “الله يجعلها محبة دايمة” لوجه الله.