مناورات عبد الله بوصوف وإدريس فرحان.. المعنى الحقيقي للقول الدارج “طلع تاكل الكرموس نزل شكون قالها ليك” (كاريكاتير)

يتطلع كل نصاب عقد العزم على أن يناوئ بمعية فرد أو أفراد آخرين لبلوغ مآرب شيطانية لا يعلم منافعها غيره، (يتطلع) إلى أن يستمر “الراعي اللارسمي” الخاص به في الدفع بسخاء، ولو اقتضى الحال أن يمده بمقدرات عامة هو مؤتمن عليها. فطبيعة هكذا علاقات لا تلقي بالا كثيرا لمصدر التمويلات أو حتى مشروعية وضع اليد عليها من عدمها، فكل ما يهم أكل الغلة وسب الملة.

انكشاف كواليس التعاملات المشبوهة التي جمعت الأمين العام لمجلس الجالية المغربية عبد الله بوصوف بنصاب الديار الإيطالية إدريس فرحان هي حكاية أخرى تنضاف لما سبقها وما سيتلوها من حكايا خونة الأوطان، كل من موقعه ومكانته الاجتماعية.

وإدريس فرحان الذي استخدم دهائه ضد موطنه الأصل، اعتقد بسذاجة أن مؤسسات المغرب -وإن وجدت خارج حدود التراب الوطني- فهي لقمة سائغة وخزائنها تخضع لمنطق “المال السايب” بعيدا عن أعين الرقابة المؤسساتية. غير أن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفن صاحب موقع “الشرور نيوز 24”. فبقدر الدهاء المفضي إلى الصعود -ولو لفترة وجيرة- تكون السقطة كذلك مدوية. وأي النكسات قد يواجهها اليوم إدريس فرحان…؟؟ هل له أن يستوعب أولا تهاوي مصادر تمويله الواحد تلو الآخر؟؟ ثم ماذا عساه فاعل ورقعة الأضواء المسلطة عليه كنصاب وهارب من العدالة تتوسع يوما فيوما؟؟.

وحتى لا نلقي كل البيض في سلة إدريس فرحان فحسب، علينا أن نعي جيدا أن بيع الوطن لمن يدفع أكثر هو فعل شنيع يشبه في أعراضه داء السرطان تماما -عافانا وإياكم الله- يتحين التربة الخصبة والظروف الملائمة كي ينتشر ويسيطر على المحيط الذي يتواجد ضمنه. وكأي مارق ومعادي لوطنه، إدريس فرحان وجد في عبد الله بوصوف اليد الممدودة التي فتحت له خزائن دافعي الضرائب المغاربة، وانعدام النخوة والشرف لديه دفعتاه لاغتراف ما استطاع إليه سبيلا، وحتى حين تبدل الحال وانكشف المستور لن يتوانى الرجل في إيجاد ألف مخرج ومخرج للظفر بما اعتاد الحصول عليه من شخص ائتمنته البلاد -لحظة ثقة وتمكين- على مدخرات الجالية المغربية. وعليه، وراء كل خائن متمرس ممول ناقم أو متخاذل.

وفي الختام وحتى نقيس الأمور من وزايا مختلفة، نطرح سؤالا جوهريا، لماذا خونة الوطن يقبضون ثمن الخيانة؟ مما لا شك فيه الأجوبة كثيرة والحيثيات أكثر، إحداها هو توهمهم بأن غيرهم يقبضون ثمن الوفاء. وهي التبريرات الواهية التي يضعها أمثال هؤلاء نُصْبَ أعينهم لتبرير اعتلالهم الأخلاقي والنفسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى