علي لمرابط.. انتهى موسم الصيد وانطلق موسم نفض الغبار عن البالي من القضايا (كاريكاتير)

لا يختلف اثنان عن كون المعارضين الوُجَهاء وذَوُو الطرح الناقد البنّاء لا يخلو لهم وقت “للخلود” فيه إلى الراحة من فرط انشغالهم بفك شفرات عديد القضايا والدلو بدلوهم فيها، على اعتبارهم أصوات صَدَّاحَة يصنفها المجتمع بمختلف مكوناته على أنها ذات مبتغى استشاري قد يُسهم في لفت الانتباه إلى ما سقط سهوا من صناع القرار.

لكن زمن هذه الفئة من المعارضين قد وَلَّى إلى غير رجعة، وخلت الساحة لموجة جديدة من متسولي “طرف ديال لخبز” على المنصات الاجتماعية، أمثال علي لمرابط، ممن يتأبطون ملفات ساخنة تورط فيها “رفقاء الدرب” فعاهدوا الله على أن يتاجروا في بعضهم البعض لقاء عائدات الأدسنس وشيء من التصفيقات المتناثرة هنا وهناك من “النخب الفكرية” التي تتقاذف جمرة الفساد وتنتظر من قضاء الوطن أن يمدها بخراطيم المياه لإطفائها دون محاسبة.

كما قلنا آنفا المعارض الحق يساير مستجدات المجتمع، لا وقت لديه للنبش في قديم الملفات المحسوم فيها قضائيا وبحجج دامغة، إلا علي لمرابط المرابط رُغْمًا عن أنفه داخل عوالم البطالة، لا منفذ له منها غير تجميع بقايا الملفات الرائجة سابقا داخل ردهات المحاكم المغربية، كمن يعتصر الغسيل بكل ما أوتي من قوة حتى يَرْخِي ما بداخل ثناياه من الماء.

الصحافي سليمان الريسوني المتابع بجرم هتك عرض الشاب آدم بعدما استدرجه بالمكر والخديعة إلى غاية منزله، استفاد في كافة مراحل التقاضي من المحاكمة العادلة، ولو أنه وضع “العصى في الرويدة” بمعية دفاعه ومن يشحذون همته لعرقلة سير المحاكمة وتمديد أطوارها عنوة. إلا أن شيئا من مسعاهم لم يتحقق. فما ضاع حق ورائه مطالب وما كان ولا سيكون للمغرب عبر مؤسساته الوطنية أن يفسح المجال أمام “البراني” كي يلقنه دروس في كيفية التعاطي مع كل من زاغ عن الطريق ويبتغي الحصانة اللامشروطة من صفته المهنية.

فعلى امتداد ساعتين تقريبا من اجترار أسطوانة “يد المخزن تما” من طرف علي المرابط وخلود المختاري ثم المسمى سعيد السالمي، بشأن سليمان الريسوني المتورط في هتك عرض الشاب آدم، أيقنا أن من يريد تعلم أبجديات التجارة الالكترونية فعليه حتما أن يلقي نظرة بين الفينة والأخرى على قنوات تجار البشر وليس حقوق الإنسان قطعا. لماذا؟؟ لأن هؤلاء بالضبط هم الأكثر إدراكا بأن القضايا التي يترافعون فيها إلكترونيا لا أمل يرجى منها، ومع ذلك يخوضون فيها بنفس عميق وأمل كاذب يجلب سريعا تعاطف ومتابعة مشاهدي المنصات الاجتماعية. فأن يتابع أحدهم لايف علي لمربط وغيره من مساخيط الوطن ولو سهوا كفيل بأن يدر عليه أموال الأدسنس. إذن مسألة القناعات من عدمها لا تشكل مطلبا أساس لهؤلاء ويصير بموجب ذلك سليمان الريسوني وزوجته وقبيلته وكل من ولج عتبة السجن لقاء فساد أخلاقي أو مالي مجرد رقم في لائحة “تجار حقوق الإنسان” متى ما بلغ دوره يتم المناداة على اسمه وصفته ويدخل الحلبة إلى أن يُحرق وهكذا دواليك. المهم مصائب قوم عند قوم فوائد!!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى