علي رضا زيان بين الكذب الصُّراح والمتاجرة بحياة والده محمد زيان !

إن أكثر من قد يسيء إلى النضال، إن كان الأمر فعلا نضالا، هم الكذابون. وأكثر شيء قد يُقوّض فكرة النضال من الأساس هي أن يكون من يدعون النضال يمارسون التدليس والتضليل، والكذب الصراح واليوم انضافت خاصية جديدة وهي المتاجرة بحياة الناس وبموتهم أيضا.

مناسبة هذا الكلام هو ما روجه هذه الأيام نجل محمد زيان ومحاميه في نفس الوقت، علي رضا زيان، بشأن الإضراب المزعوم عن الطعام الذي قيل أن والده خاضه، حيث لم يكتف علي رضا زيان بأن يكون الكذاب الوحيد في الرواية التي قدمها للرأي العام، بل ورط معه أطراف أخرى تقدم نفسها كفعاليات حقوقية وكمصادر موثوقة، يعتد بها في مجالات حقوق الإنسان.

وقد تبين أن كل هؤلاء اشتركوا وتواطؤوا بشكل أو بآخر في تضليل الرأي العام وترويج الأكاذيب حول واقعة الإضراب المزعوم عن الطعام الذي خاضه زيان والذي تراجع عنه في أقل من 24 ساعة، لكن علي رضا زيان أبى إلا أن يواصل الكذب وأصرّ على أن والده مضرب عن الطعام رغم تأكيد إدارة السجن بأنها توصلت من طرف المعني بالأمر يإشعار مكتوب بخط يده يخبرها فيه بالتوقف عن الإضراب، كما أكدت أن نجل زيان تخاصم مع والده بسبب اتخاذه لقرار التوقيف وطالبه بالتراجع عنه، ما يعني أن الإبن كان يدفع بوالده إلى التهلكة للمتاجرة في حياته… ولما لا في موته أيضا لا قدر الله.

ولأن حبل الكذب قصير، بعد أن تيقن الجميع بزيف ادعاءات نجل زيان، فقد وجد هذا الأخير نفسه مضطرا إلى الخروج برواية جديدة أقل ما يقال عنها أنها مثيرة للسخرية، خصوصا بعد الزيارة التي أجراها أعضاء المرصد المغربي للسجون لمحمد زيان بزنزانته، حيث وجدوه يتناول وجبة الغذاء.

فبعد أن خرج علي رضا زيان في تصريحات يوم الجمعة الماضي يدعي فيها بأن والده لم يوقف الإضراب، مُعلّيا سقف الشعبوية عاليا، ومدعيا بأن الإضراب الذي يخوضه والده إنما يخوضه من أجل إطلاق سراحه وليس من أجل مطالب تتعلق بظروف السجن التي أكّد أن لا نواقص فيها… خرج الإبن المحامي بعد تيقنه من ورطة الكذب التي أوقع نفسه فيها، ليعترف بعظمة لسانه أنه كان كذابا، وأن والده قد أوقف الإضراب فعلا، مبررا ذلك بعدم تمكنه من التوصل بالمعلومة من قبل.

وبعد أن كان نجل زيان يتحدث عن الإضراب كاحتجاج مصيري، مدعيا أن الأمر أصبح يتعلق إما بإطلاق سراح زيان أو الموت داخل السجن… فجأة أصبح الإضراب مرتبطا فقط بظروف السجن ويبعض المطالب البسيطة التي قال في السابق أن لا إشكال فيها… سبحان مبدل الأحوال.

إن التذبذب الصارخ الذي أبان عنه نجل زيان في خرجاته الإعلامية، لا يدل فقط على أنه كان يكذب… ولا يدل فقط على أنه كان يتعمد الكذب، كما لا يدل فقط على أن من ساندوه هم بدورهم متواطئين في كذبه، وإنما يكشف أيضا الغايات المشبوهة وراء كل هذا الكم الفظيع من الكذب.. وهي المتاجرة بحياة زيان، بل بموته أيضا الذي كانوا يريدون الزج به إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى