حميد المهداوي.. قصة صحفي اختار اللعب على وتر “الانفصال” !

حميد المهداوي.. فيديوهاته و لايفاته ملأت الدنيا و فتنت الناس، لا يكف عن ارتداء عباءة “المناضل” الشريف، العفيف أو الملاك الطاهر الذي سيجعل المملكة خالية من الفساد، مثله مثل “النمر المقنع” الذي سيخلص الحلبة من كل الشرور.

لم يحدث قط أن عرف أحد إيديولوجيته أو أفكاره، فالرجل يعرف فقط تطبيق سياسة مع “الأدسنس” ظالمة أو مظلومة، تارة يدافع عن التيار الإسلاموي و تارة هو يساري، و تارة أخرى هو حميد المهداوي و كفى..

أحيانا تجده يطعن في المؤسسات الأمنية و مرات تجده من الشاكرين لخدماتها، يختار ضيوفه و مواضيعه في الغالب حسب ما تتفضل به “الطوندونس” من سخاء.

يحاول حميد المهداوي في كل مرة فرض نفسه على “الويب” المغربي و إيهام الناس أنه زعيم الصحافة “المستقلة”، قبل أن يتضح أنه فقط زعيم الصحافة “المستغلة” و الساعية للانتفاع مما يدره “اليوتيوب” من دولارات.

نقاشاته يمكن وصفها ب”العبثية” حيث لا تحرك ساكنا لدى المواطن المغربي.. خاصم بين العديدين و تسبب في ضرر معنوي لأخريات، يظن أنه يمارس “الصحافة” في حين أنه ممارس لـ “الصفاقة”، يتطاول على كل من أيقن أنه سيثير “البوز” و إن “حما الطرح” و علم أنه “عور ليها العين” ركن إلى نفسه و ردد عبارته المشهورة : خوكم غا بوهالي آ لمغاربة !!

حميد المهداوي لم يكتفي بهذا الحد من “السخف” و “الهراء”، بل تجاوز ذلك ليدخل ب “سباطه” إلى قضية بعيدة عنه و الارتماء على موضوع يمس كل المغاربة بجميع أطيافهم بل و يعتبر قضيتهم الأولى و هي مسألة الوحدة الترابية.

كيف سمح المهداوي لنفسه أن يتحول فجأة إلى ناطق بلسان “البوليساريو” و يجزم أنهم لن يقبلوا بمقترح الحكم الذاتي لا لشيء سوى لأن السلطات المغربية هدمت “الفيلا” التي كان ينوي بناءها بطريقة غير مشروعة ؟

هذا الضرب من الجنون الذي أتى به حميد المهداوي يمكن تصنيفه ربما في خانة “الابتزاز” الضمني، إذ يريد صاحب موقع “بديل” تمرير رسالة لمن يهمه الأمر مفادها أن التلويح بورقة “الانفصال” قد يشكل على الأرجح ورقة ضغط تجعل المسؤولين يتراجعوا عن هدم “فيلته” العشوائية، و هي خطة انتهجها قبله أحدهم لكنه لم يجني وراءها غير “الريح”.

ما وجب على حميد المهداوي معرفته أن محاربة الفساد ينبغي أن تنطلق من ذواتنا، و من يسخر نفسه للدفاع عن حقوق المستضعفين لا يمكن أن يعيش أكثر “رفاهية” منهم.. و من يريد دولة الحق و القانون، يتحتم عليه هو عينه احترام الضوابط و المساطر و التشريعات و ليس الإصرار على مخالفتها و انتهاكها.

حميد المهداوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى