خبير في هندسة المياه: المغرب حقق نتائج مهمة في مجال حماية المناطق الرطبة

قال الخبير في هندسة المياه، محمد سنان، إن المغرب تمكن، بفضل استراتيجيته للأراضي الرطبة (2015-2024)، من تحقيق نتائج مهمة في مجال حماية المناطق الرطبة، ولاسيما خلال السنوات الثلاث الأولى من الشروع في تنزيلاها، فضلا عن نجاحه في إدراج مواقع جديدة في قائمة “رامسار”، والرفع من عدد المواقع المصنفة على صعيد التراب الوطني.

وأوضح السيد سنان، في حوار لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمناطق الرطبة (2 فبراير)، والذي اختير له هذه السنة شعار “الأراضي الرطبة ورفاهية الإنسان”، أن “الأهداف المحققة في إطار هذه الاستراتيجية تكتسي أهمية بالغة، ولاسيما استكمال الجرد الوطني للأراضي الرطبة”.

وسجل الخبير أن وضع استراتيجية وطنية للأراضي الرطبة جاء تماشيا مع التزامات المغرب الدولية في إطار اتفاقية “رامسار”، واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ، مبرزا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إدراج 30 موقعا جديدا في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية (قائمة رامسار)، وتنفيذ 60 مخططا لتدبير وتأهيل المناطق الرطبة ذات الأولوية الكبرى، وتوعية حوالي 50 ألف شخص سنويا في إطار برنامج التربية البيئية المتعلقة بالأراضي الرطبة، بالإضافة إلى تطوير أربع سلاسل قيمة مستدامة للأراضي الرطبة، تشمل مراقبة الطيور، ومصايد الأسماك الحرفية، والاستزراع المائي المتكامل، وسياحة صيد الأسماك.

وأضاف، في هذا الاتجاه، أن إحراز مدينة إفران علامة “مدينة المناطق الرطبة” التي اعتمدتها اتفاقية “رامسار” إلى جانب 25 مدينة أخرى من 12 بلدا، والتي جعلت من إفران ثاني مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على قائمة “رامسار”، يعد من أبرز إنجازات الاستراتيجية الوطنية.

ولم يفت الخبير في مجال البيئة التأكيد على الاهتمام الذي يوليه المغرب لاتفاقية “رامسار” وحرصه على تنزيل مقتضياتها، وذلك عبر العمل على إدراج عدد من المناطق الرطبة ﻓﻲ قائمة “راﻣﺴﺎر”، والتي كان آخرها المرجة اﻟﺰرﻗﺎء، وﻣﺮﺟﺔ ﺳﻴﺪي ﺑﻮﻏﺎﺑﺔ، واﻟﺒﺤﻴﺮة اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ ﺑﺨﻨﻴﻔﻴﺲ، وأﻛﻠﻤﺎن أﻓﻨﻮرﻳﺮ، مبرزا أن المملكة عملت على إحصاء المواقع ذات اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ أو مايعرف ب “SIBE”، وعددها 160 موقعا، وتصنيف 40 منها ﺿﻤﻦ المواقع ذات اﻷوﻟﻮﻳﺔ.

يذكر أن المغرب كان قد صادق على اتفاقية “رامسار” في 20 أكتوبر 1980. وتم انتخابه عضوا في اللجنة الدائمة للاتفاقية كممثل لمنطقة شمال إفريقيا للفترة الممتدة بين 2022 و2025، وذلك في إطار أشغال الدورة ال14 لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية “رامسار” المنعقدة في كل من جنيف ووهان، في نونبر 2022.

كما تم إدراج 38 موقعا في قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية منذ مصادقة المغرب على اتفاقية “رامسار”، بمساحة إجمالية قدرها 316.086 هكتارا.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة، فإن الأراضي الرطبة تمثل 6 في المائة من مساحة كوكب الأرض، وتعيش فيها حوالي 40 في المائة من أنواع النباتات والحيوانات. كما يعتمد ما لايقل عن مليار شخص في جميع أنحاء العالم على هذه الأراضي لكسب قوتهم وممارسة أنشطتهم الفلاحية والإنتاجية.

ووفق مبادرة المناطق الرطبة المتوسطية (وهي مبادرة إقليمية بموجب اتفاقية رامسار)، فقد تسببت العوامل المناخية والبشرية، خلال 50 سنة الماضية، في فقدان حوالي 35 في المائة من الأراضي الرطبة في كل أنحاء العالم، بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغابات، فضلا عن أنها من أكثر النظم البيئية المعرضة للخطر.

وأمام هذا التحدي تبذل جهود على مستوى الحكومات والمجتمعات على صعيد العالم، من أجل تغيير العقليات واعتماد سياسات ممنهجة قصد تثمين المناطق الرطبة والاهتمام بها، والحفاظ عليها، باعتبارها مصدرا لحياة الإنسان ورفاهيته، وأيضا عاملا مهما في ضمان الأمن الغذائي والمناخي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى