أحمد الشرعي يكتب: مغرب قوي ومسؤول

في افتتاحية له بتاريخ 22 غشت، على موقع “lobservateur“، قال أحمد الشرعي أن الخطاب الملكي في ذكرى ثورة الملك والشعب لأول مرة يكسر العادات، حيث تم تخصيصه بشكل شبه حصري للعلاقات الدولية.

وأوضح الشرعي في افتتاحيته، أن الملك محمد السادس قدم تفسيرات للأسباب الكامنة وراء الهجمات المتعددة التي تعرض لها المغرب خلال الأسابيع الماضية. مشيرا إلى أن رفض الجزائر اليد الممدوة للممكلة وتفضيلها للتصعيد ومزيدا من التوتر، كان متوقعا وأصبح أمر متجاوز.

لكن كون الحلفاء الاستراتيجيين والتقليديين مثل إسبانيا وفرنسا لا يريدون أن يفهموا أن المغرب قد تغير وأن علاقاتهم مع المملكة يجب أن تتعزز على أساس الاحترام والتوازن والمساواة، وأن تكون شفافة وأن تؤخذ مصالح جميع الأطراف في الاعتبار، فهو أمر لم يعد مسموحًا به، وفق تعبيره.

الكاتب في مقاله، أكد على أن الملك محمد السادس أوضح في خطابه أن المغرب أمة عريقة في التاريخ، نجحت في بناء مؤسسات ذات مصداقية تحت قيادة ملكية مواطنة. فلا يمكن لدولة قوية، بمؤسسات ذات مصداقية والتي تحترم التزاماتها في الشأن الأمني، ومجال الدفاع عن حقوق الإنسان، (لا يمكنها) أن تقبل من حلفائها أدنى مساس بمصالحها الحيوية، تحت ذريعة ما يسمى “بالتوازن الإقليمي”. والأدهى من ذلك، إرضاء مساعي مجموعات سياسية صغيرة داخل هذه البلدان، لأسباب انتخابية.

وتابع ذات الكاتب، قائلا: “الخطاب كان واضحا. فالمغرب يحافظ على تحالفاته الإستراتيجية لأنه يعتبرها ثابتة. لكنه يريد العلاقات مع هؤلاء الحلفاء أن تُبنى بوضوح وعلى شراكة الند للند. وقد رحب على الفور رئيس الحكومة الإسبانية ورئيس المفوضية الأوروبية بالخطاب، وذكّرا بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب واستعدادهما للتفاوض لتعزيز العلاقات”.

واعتبر الشرعي أنه “إذا كان المغرب قادرًا على إبراز نفسه في الخارج بهذه القوة، فذلك لأنه نجح في مسيرة بنائه الديمقراطي وأن الدولة فيما يتعلق باحترام الحقوق والحريات، قوية، بمعنى أنها تفي بالتزاماتها، تماما كما حدث في مواجهة جائحة كورونا”، مؤكدا “أننا مدينون بذلك لمسؤولي الدولة الكبار، الذين تحركهم فقط المصلحة الوطنية والولاء للمشروع الملكي”.

وتابع الكاتب في ذات السياق: “هؤلاء الرجال يقدمون تضحيات جسام، لا يأخذون العطل، ولا يتمتعون بحياة عائلية طبيعية كباقي الناس. إنهم رجال لا ينتمون لطبقات اجتماعية معينة، أو مناطق جغرافية محددة. إنهم يأتون من جميع أنحاء المغرب، ومن أكثر الطبقات شعبية. المعيار الوحيد للترقي في مسارهم المهني، هو الكفاءة. إنهم شرف وقوة الدولة المغربية. لقد اختاروا خدمة هذا الوطن، وهم يفعلون ذلك بشكل جيد، ويمكّنون المغرب برفض أي إملاءات”.

وختم الشرعي افتتياحته قائلا: “هؤلاء الرجال والنساء موجودون في الديوان الملكي، يعملون في مجالات مختلفة”، مستشهدا  بـ”المستشار الملكي فؤاد علي الهمة الذي لعب دورًا مهمًا للغاية في تنزيل الدستور. وبالسيدان عبد اللطيف حموشي وياسين المنصوري في المؤسسة الأمنية”، مؤكدا على أنه “في جميع القطاعات والمؤسسات، هناك رجال دولة يتحلون بكفاءة عالية ونكران ذات كبير، ينجحون في الدفاع عن هذ الدولة وعن فعالية مؤسساتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى