قال لكم عبد المجيد تبون.. عصابة الطوابرية مدعوة لمراسيم العزاء فورا بفندق الشيراتون (كاريكاتير)

لطالما كان للإنجاز في صمت صدى مدوي ومزلزل، فلا تقل لي ماذا تستطيع أن تفعل إنما أرني حقا ماذا تفعل على أرض الواقع. تلكم هي فلسفة الناجحين والناجين من سلاطة ألسنة المشككين وذوي النزعة التبخيسية في حق أي مسعى حميد.

لقد استفقنا صبيحة اليوم الأربعاء 10 يناير الجاري، على اعتراف تاريخي قادم من قلب جنيف، حيث تم انتخاب المغرب، وبشكل متميز، لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برسم سنة 2024، بمجموع 30 صوت من أصل 47 وبتفوق مستحق على منافسته جنوب إفريقيا التي نالت 17 صوتا فقط.

القرار التاريخي الذي تعالت إثره تصفيقات مختلف أصدقاء المغرب داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة اليوم، إنما هو اعتراف بالأشواط الطويلة التي قطعتها المملكة، وعلى مدار سنوات لتكريس دولة الحق والقانون وما يتطلبه ذلك من حماية لحقوق الإنسان قولا وفعلا.

لكن فرحتنا بانتصارنا الحقوقي اليوم لن تنسينا أبدا الوقوف، ولو لبرهة، للاطمئنان على حال من كالوا لنا من السِبَابْ والقذف ودعوات تعسير الحال ما لا تطيقه أذن ولا يستوعبه عقل. إلا أن المغرب تمسك حينذاك بقناعاته الراسخة وبأحقيته في أخذ مسافة من الجميع للاشتغال بروية وحكمة على مشروعه الحقوقي الواعد، رافعا ما يلزم من تقارير واضحة وشفافة إلى هيئات المنتظم الدولي حتى تُمَحِّصَ بدورها وضعية حقوق الإنسان بالبلاد وأين يتجلى مجهود المملكة في الحفاظ عليها والمضي قدما صوب الرفع من جودتها. والحال ذاك، لم نسلم من نيران من وَلُّوا وجوههم صوب بلاد الكراغلة حيث عائدات البيترودولار تغري جياع حب الوطن وتحملهم على الضرب فيه جِهَارًا. من جهة يخدمون بوفاء أجندات خارجية تنتظر من المغرب أية كبوة أو تنخرط بنفسها في صناعة الكبوات له حتى توقعه في المحظور، ومن جهة أخرى يحاربون سنة الله في خلقه والتي تقتضي أن لكل زمن نسائه ورجاله وللخونة مدة صلاحية تنقضي بانقضاء أسباب تبنيهم أول مرة من طرف الخارج.

وبشكل مهين، وكأن المشهد سيعاد، نعتقد بأن دعوات حضور “مأثم” فاخر بفندق الشيراتون هي في طريقها لأن تصل للعشرات من خونة الوطن ومذيلة بتوقيع ولي نعمتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فيما يشبه محاكاة ساخرة لما تلفظ به ساكن قصر المرادية وهو يدعو زعماء العرب المشاركين في أشغال القمة العربية في دورتها الواحدة والثلاثين بالجزائر عام 2022، لأن يسارعوا للالتحاق بفندق الشيراتون لتناول وجبة العشاء، وقلنا وقتها أن البلادة والسخف يصنعان من جائع حديث بالنعمة مهزلة يحكيها الأجداد على مر العصور للأطفال.

وكنصيحة ذهبية، ندعو خونة الوطن لأن يتسلحوا بعبوات “الكلينكس” لتجفيف دموعهم خلال تلقي واجب العزاء بالشيراتون الجزائري نظير وأد مشروعهم التبخيسي، فمن يدري إن كان باستطاعة تبون أن يوفر لهم المناديل بعدما بدل مجهودات حثيثة في تنظيم مأثم يليق بمقامهم داخل فندق مصنف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى