يوسف الحيرش.. حينما يحاول “ناشط” فايسبوكي الاستفادة من صورة أجهزة الأمن بالمغرب

قلناها سلفا وسنقولها ما حيينا، يبقى التجني وخلط الأوراق تكتيك ينتهجه كل من نام واستفاق ورأى في نفسه مشروع معارض الكتروني فذ. ولعل القاسم المشترك بين عموم معارضي المنصات الاجتماعي هو اختيارهم وبالإجماع لأجهزة الأمن بالمغرب لتسلق سلالم المجد والشهرة باعتلاء أكتافها.
يوسف الحيرش، واحد من هؤلاء المنبعثين من العدم. فيكفي نقرة زر على محرك البحث العالمي “غوغل” حتى تصطدم بشح في المعلومات والمعطيات المجدية عنه، والمسألة طبيعية جدا كون المعني بالأمر لا صفة ولا مكانة اجتماعية له أو حتى إنجاز قد يجعل اسمه محط اهتمام محركات البحث لأرشفته، خلافا للصورة المزيفة التي يحاول تسويقها عن نفسه كـ”مناضل” أو كـ”ضحية” لـ”الأجهزة”.
ولكن في المقابل، إذا سألت عن يوسف الحيرش في الوسط المدني والحقوقي وإذا تتبعت نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، ستجد أن إسمه غالبا ما يرتبط بالتشهير، بالتهديد، بالسب، بالخوض في أعراض الناس، بـ”المعاطية” و”الكلاشات” وبكل ما لا يمكن أن يمت بصلة للنضال أو الاختلاف في الرأي أو الانتقاد البناء، وحائط حسابه على “الفيسبوك” لازال شاهدا على ذلك.
ومن عجائب المفارقات لدى يوسف الحيرش، هي أنه في الوقت الذي كان يعتقد أنه يصنع من إسمه مناضلا وهو يجلد بكل صبيانية ووقاحة كل من ينتقده أو يختلف معه أو يفضح حجمه الحقيقي، إنما كان في واقع الأمر يراكم ضحايا عنفه المعنوي واللفظي، حتى صنع من نفسه (دون أن يدري) جلادا فيسبوكيا بامتياز. فحتى النساء لم يسلمن من وقاحته.
وفي هذا السياق كانت الناشطة الحقوقية مينة بوشكيوة، قد كشفت السنة الماضية في في تدوينة لها على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”أنها تعرف يوسف الحيرش معرفة شخصية، مؤكدة أنه “متهور ومندفع جدا في طريقة نضاله”، وأنه اعتاد على تهديد من يختلف معه في الرأي، خصوصا النساء، مشيرة إلى أنها كانت إحدى ضحايا تهديداته.
مشكلة يوسف الحيرش، أنه يعاني ربما من مراهقة متأخرة نسبيا، حيث عانى المرء منا في هذه المرحلة من البحث عن الذات وإثبات وجوده وآرائه بالرغم من كل تخبطاتها وسرياليتها وعشوائيتها، لذلك تجده مندفعا بلا هوادة وفي أحيان كثيرة ببلادة وغباء منقطعي النظير، فقط ليقول لمن لا يعرفونه، ها أنا ذا ! أنظروا إلي وأعيروني اهتمامكم أرجوكم، في الوقت الذي كان الأجدر عليه أن يثبت نفسه في مجال دراسته أو عمله.
لذلك، لا يمكن لأحد أن يستغرب عندما يقرأ تدوينة ليوسف الحيرش يدعي فيها (بدون سابق إنذار… عا تا جا كما يقال في الدارجة المغربية)، بأنه ضحية لـ”المخزن” و”الأجهزة” و”عملائه”، وبأن كل هؤلاء يجيشون كل ما أوتوا من قوة وآليات، فقط لمحاربته وكأنه ذلك الخطر المحدق بالبلد ومؤسساته… من هذا العاقل الذي سيصدق أن العَدَم يُحارب؟؟
المشكلة الأخرى التي يعاني منها يوسف الحيرش، هي التجاهل !
نعم، ذلك التجاهل القاتل الذي جعله يحس أنه فعلا نكرة. أنه فعلا لا وجود له. ولا مكانة ولا قيمة تذكر له، لا في مجال عمله ولا في النشاط الحقوقي الذي تطفل عليه كأي مراهق باحث عن الشهرة من العدم.
وعندما يكاد يجن من التجاهل وعدم التفاعل مع هرطقاته التي يلقي بها عشوائيا كما يلقى الحجر الطائش، فإن منسوب الجنون لديه يرتفع أكثر، فتكون النتيجة هو الصراخ كالمعتوه وبدون أي سبب، ولا أدل على ذلك التدوينة التي خرج بها مؤخرا.
إلا أن العُته عند الحيرش غالبا يجد ظالته في أكثر المواضيع التي تغري فاقدي الهوية والشرعية والشهرة والمكانة… وهي أجهزة الأمن بالمغرب محاولا (بكل ما أوتي من توهم) تسلق سلالم المجد والشهرة باعتلاء أكتافها كما قلنا في بداية المقال.
لذلك، لا يسعنا من هذا المنبر إلا أن ندعو للمراهق المسكين بالهداية والشفاء من علته هذه !