لا يشكر الله من لا يشكر الناس.. مول الكاسكيطة يرد الجميل لمحاميه السابق محمد زيان

“اللي كلا دجاج الناس يسمن دجاجو”، هكذا دَأُبَ المغاربة القول مع كل مناسبة حضروا مراسيمها أو تمت دعوتهم إليها، في إشارة إلى كون تبادل المجاملات و”الصواب” أمر حتمي بين بني البشر. وبعبارة أخرى إذا استفدت من الناس فكن على استعداد لرد الدين، فلا شيء بدون مقابل. وبطلوع شمس أول يوم من السنة الجديدة 2024، استعاد محمد السكاكي الملقب ﺑ “مول الكاسكيطة” نشاطه بحماس على منصة اليوتيوب، بعدما قضى محكوميته المتمثلة في أربع سنوات وشهر بالسجن المحلي بتيفلت، على إثر نشره فيديو تضمن عبارات فيها سب للمغاربة ومس بمؤسساتهم الدستورية.
ولم تمر إلا أربعة أيام على اعتناقه الحرية من جديد، حتى أفرج المعني بالأمر، ولو في شكل إشارات مبطنة، عن ما طُبِخَ على نار هادئة بمعية سجناء آخرين، يتأبطون النصوص القانونية صباحا ويخرقونها ليلا ثم يترافعون في القضايا المشبوهة تحت ذريعة “محامي من لا محامي له”.
إنه محمد زيان يا سادة الذي يبدو محظوظا للغاية بأبنائه البررة من المجرمين والمساجين، ممن لا ينكرون أفضاله حينما أطلق، غير ما مرة، عقيرته للصراخ داخل ردهات المحاكم في مساعي حثيثة لتجنيبهم المتابعة القضائية باعتباره محامي. واليوم، وبفضل إيثاره للغير وإنسانيته السَمْحَة، ها هو اليوم يحظى بدعم ومساندة لامشروطة من اليوتيوبر محمد السكاكي، صاحب قناة “مول الكاسكيطة”.
فمن دعمني بالأمس القريب وحاول تحوير النصوص القانونية لأجل عيوني ونكاية في الدولة ومؤسساتها، يستحق اليوم أن تُقَلَّدَ أكتافه ﺑ “نَيَاشِينْ الزعامة” ويُنَادَى على الحرية باسمه وبوصفه “معتقل سياسي”، هكذا يخلق مهرج المحاكم من ملفات موكليه سابقا أشخاصا يتحركون به ومعه ولأجله.
وبدم محموم، تحدث محمد السكاكي عن ظروف الاعتقال بالسجن بكثير من الاستغراب إن لم نقل “القرف”، واصفا التجربة ﺑ “المريرة” تتنافى وكرامة الإنسان، بل تساهم، بحسبه، في صناعة المجرمين بدل إعانة السجين على الاندماج داخل المجتمع من جديد. على حد علمنا، ليست المرة الأولى التي تطأ فيها أقدام مول الكاسكيطة مؤسسة سجنية، فقد ولجها عام 2017 وقضى داخلها سنة سجنا نافذا بتهمة النصب والابتزاز والتهديد بنشر صور إباحية والتحريض على الدعارة وإهانة الضابطة القضائية. ألم تكن حينذاك ظروف الاعتقال ووضعية السجون في حاجة للانتقاد والتقويم من منظور محمد السكاكي؟؟؟ كيف مرت ظروف الاعتقال بردا وسلاما عليه عام 2017 واستحالت عليه مقاومتها هذه المرة يا ترى؟؟.
ألم نقل أن الطبخة استوت على نار هادئة وبتوابل مضبوطة!!! يبدو أن الأربع سنوات لم تكن عِجَافًا وأثمرت ابنا بارا بأبيه الروحي محمد زيان.