من باب الإنصاف.. فؤاد عبد المومني يستحق تتويجا دوليا ك “صائد ماهر لزوجات وحسناوات العشيرة الحقوقية”
ونحن نودع العام الجاري 2023 بمحاسنه ومساوئه، جرت العادة أن تنخرط جملة من المؤسسات أكانت وطنية أو دولية، في إطلاق مبادرات تروم اختيار مجموعة من الشخصيات كان لها بالغ التأثير طيلة السنة، طبعا كل من موقعه وتخصصه.
وعلى هذا المنوال، أفرجت المجلة الإفريقية الناطقة بالإنجليزية “Africa Report”، منذ حوالي أربع أيام، عن قراءتها الخاصة لإسهامات بعض الشخصيات الإفريقية في المشهد اليومي لبلدانها، وحددت عددهم في “50 إفريقيًا مؤثرًا: الأقوياء”. وضمن القائمة برز اسم السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
الرجل، وكما هو معلوم، مساره المهني لاَ يُشَقُّ لَهُ غُبَارْ ولا يختلف اثنان حول كفاءته التي قادته لحمل مسؤوليتين جِسَامْ من حجم المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني. وما اختياره ضمن ثلة من مؤثري إفريقيا إلا تكريس لهذا الطرح. فقد توقف المصدر المذكور عند حملة الادعاءات المغرضة التي طالت شخصه بشأن انتهاجه المزعوم للمضايقات في حق المعارضين والصحافيين وهلم جرا من أباطيل لم تنل من عزيمته في شيء ولا من شرف مهنته المنخرط فيها قلبا وقالبا، واضعا نصب عينه أمن المملكة أولا واقتسام الخبرة المغربية في المجال مع الدول الصديقة والشقيقة. وهو النهج الذي استحق نظيره لقب “عيون المملكة التي لا تنام” عن جدارة واستحقاق.
ولأن المتربصين لا تغريهم إلا الأشجار المثمرة، فإن “جوقة العميين” ممن وجدوا في شخص عبد اللطيف حموشي مادة دسمة ينعشون بها جيوبهم مع نهاية السنة الجارية، فقد خرج علينا منتهك حقوق الإنسان فؤاد عبد المومني يحتج كون الإخوة الأفارقة وضعوا حارس أمن المملكة في موضعه الصحيح. وهنا استغربنا من انزعاج “صائد زوجات أبناء العشيرة الحقوقية” من هذا الاعتراف المتوقع. هل كان ينتظر مثلا أن يُفْسَحَ المجال لمن يتبنى النضال كتغطية لقضاء الليالي الملاح مع زوجات وحسناوات العشيرة الحقوقية ثم يشغل مناصب تتقاطع مع المال العام ويغرف منها الشيء الوفير؟؟.
وبمنطق “نخرجو ليها نيشان” يتساءل الحقوقي المزعوم من أين للمجلة الإفريقية أن تختار مسؤول أمني كشخصية مؤثرة ضمن تصنيفها، وكأن الصفة المهنية لرجل الأمن قد تنسف أحقيته في التميز والاعتراف بمجهوداته الجبارة في استتباب الأمن وجلب الشركات الأمنية المثمرة لبلده مع باقي دول المعمور. وأما عن خُلْدْ فؤاد عبد المومني وما يدور فيه، فحتما كان يتطلع لأن تمنح هكذا استحقاقات للفاسدين ومن يدور في فلكهم.
لقد خَلَّدَهَا للتاريخ المطرب المغربي حاتم عمور حينما أصدر عملا فنيا يتضمن في إحدى مقاطعه عبارة “بغيتوها سايبة”، فقد كان ليقصد لا محالة أمثال فؤاد عبد المومني وعشيرته المتوارين خلف ستارة حقوق الإنسان. أرادوها بلادا أبوابها مُشْرَعَة عن آخرها دون حسيب أو رقيب تُنْتَهَكُ فيها الحرمات ويُسرق فيها المال العام ثم ينتظرون تتويجا دوليا كشخصيات السنة تحت عنوان: “كيف تنتهك حقوق الإنسان في عشرة أيام وبدون معلم”.