دارها الفراغ القاتل.. الأخبار الزائفة والكاذبة تستأثر باهتمام “بينوكيو زمانه” علي لمرابط (كاريكاتير)
العمل عبادة والإنتاجية المفيدة نعمة، يحصد ثمارها المنتج قبل المستهلك، كون الأول يصبح ذا نفع في المجتمع ولا مكان للفراغ في يومه، أما الثاني فهو يتزود فحسب. وإن كان للمرء أن يتمنى شيئا فليطمح أن يكون منتجا في المقام الأول ثم مستهلكا في المقام الثاني.
ونحن نَرْقُبُ عن كثب مسار العديد ممن يسدلون على شخصهم صفة الأستاذية وينتظرون من الآخرين التبجيل اعتقادا منهم بأنه اجتمع فيهم ما تفرق في غيرهم، نستشف أن عينة منهم ترى في نفسها هاجسا يَقُضُّ مَضْجَعَ مؤسسات ومسؤولي الوطن لأنه يضع يده على “دبور النحل”، أو على الأقل هكذا يعتقد.
حديثنا أعلاه يدور حصرا حول شخص علي لمرا-bête الذي ينصب المشانق بالغَدَاةْ والعِشِيْ لكل من يخالفه الرأي على منصة إكس، تويتر سابقا. كيف لا والرجل يصنف نفسه ﺑ “الصحافي الاستقصائي” الذي لا تعوزه المهارة والفطنة في استنباط ما تداريه النملة تحت إِبْطَيْهَا. ومعلوم لدى القاصي والداني أن كل متفاخر مزهو بمهاراته “المزعومة” يحرص على إحاطة نفسه بجملة من ضعاف النفس والإدراك المحدود حتى يعينوه على ترويج وإعادة تدوير مغالطاته عبر منصاتهم الاجتماعية، أمثال زكرياء مومني القابع وراء شاشة الحاسوب منتظرا ما ستجود به بنات أفكار معلمه لمرابط حتى يتبناها بالحرف ويعيد ترويجها.
ووفق قول السلف الصالح “اتبع الكذاب حتى باب الدار” فإن من أبجديات العمل الصحافي الاستقصائي -لو افترضنا جدلا- تحري الصدق والدقة في مكونات الخبر قبل نقله وتقاسمه مع الجمهور العريض. وهو التوجه المهني القويم الذي لا يتوفر البتة في شخص علي لمرابط المتمسك -عنادا- بكونه “صحافي استقصائي متمرس”. فما قام به المعني بالأمر منذ أيام وهو ينقل عمدا أخبار زائفة ومعطيات مشوبة بالتضليل يزعم من خلالها إدانة مواطن مغربي مقيم ببلجيكا بسبب تدوينات تنتقد شخصيات مغربية، يؤكد لنا بالملموس أننا أمام مسترزق يعمل بمنطق “عُمَّالْ المُوقْفْ” وجد ضالته في الإشاعات المغرضة لأن الولوج إليها سهل ونشرها على نطاق واسع أسهل والصمود أمام “الشوماج” الاضطراري أمر صعب وحكاية مريرة.
وبالعودة إلى تفاصيل القضية التي أسالت لعاب علي لمرابط للضرب من جديد في مؤسسات البلاد، لجأ مواطنان مغربيان إلى القضاء في مواجهة مغربي مقيم ببلجيكا عرضهما للنصب والابتزاز في مبالغ مالية مقابل الامتناع عن نشر تدوينات تشهيرية في حقهما. أكثر من هذا، تَرُوجُ شكاية أخرى في حق المشتبه فيه تقدمت بها هيئة للمحامين التي انتصبت كمطالب بالحق المدني، بعدما ارتكب المعني بالأمر أفعالا تتضمن عناصر تكوينية لجريمة القذف والإهانة في حق هيئة مُنظمة.
لكن علي لمرابط الذي يرتدي جبة المحقق كونان في هكذا ملفات، يرى لزاما أن استقامة المشتبه فيه من عدمها إنما هو ذنب وجب وسمه في جبين مؤسسات الدولة أو حتى الاقتصاص منها إثره. ولا ضَيْرَ أبدا في تحوير موضوع المتابعة وتصنيفه في خانة التعبير عن الرأي بدل خانة المنازعات الشخصية.
وفي سياق لا يعلو خبثا عن ما ذُكِرَ أعلاه، يستمر علي لمرابط في الترامي على القضايا الجدلية والمتشعبة الأطراف عله يصطاد منها غنيمة، على شاكلة ما بات يعرف إعلاميا ﺑ “إسكوبار الصحراء”، أَبَى الهارب نحو إسبانيا إلا أن يحشر أسماء بعينها، على غرار إدريس شحتان، صاحب قناة “شوف تي في” في هذا الملف حِرْصًا منه على تمريغ صورة صحافي حفر في الصخر لإيجاد موطئ قدم له داخل الأسرة الإعلامية المغربية، متسلحا في ذلك بما تيسر من إرادة وكفاءة رصينة مكنتاه من بناء صِرْحْ صحفي شعبي وصل إلى كافة بقاع المملكة. وبجرة قلم حاقد، يعتقد لمرابط أن هرطقاته بشأن فيلا مزعومة مملوكة للزميل إدريس شحتان بشكل يربط اسمه عًنْوَة بملف المخدرات من شأنها أن تُخَفِّضَ أسهم مصداقيته بينما لا يتهاوى المرة تلو الأخرى غير اسم علي لمرابط.
فبغض النظر عن كونه أتى أمرا غير قانوني يستحق لقائه متابعة قضائية بفعل تحقيره وتشهيره بعمل العدالة المغربية، فإن علي لمرابط أكد لنا من حيث لا يدري أنه يعيش البطالة المُخْزِيَة، حد اضطراره الاقتيات على الأخبار الزائفة التي تضرب في العمق رسالة الصحافة الاستقصائية الحقة. والقول ذاك، لا حل يبدو في الأفق لمن يتخبط في كافة الاتجاهات ويطرق الباب تلو الآخر غير الركون إلى أن ستارة الزمن قد أُسْدِلَتْ عليه وأن كتاباته على منصة إكس لا تعدو أن تكون سوى مهدئات نفسية تعينه على تقبل مرارة واقعه.