كاريكاتير | علي لمرابط يواصل نشاطه في تلميع صورة ذوي السوابق والفشلة والمرتزقة

حتى يكون أي صحافي، صحافيا ناجحا، لابد له من أن يلتزم ببعض القواعد الأساسية، أهمها: المصداقية في الكتابة ونقل الأخبار، التأكد من مصادرها وصحتها والموضوعية في كتابة أي عمل، أو تحقيق أو مقال.
ولا يعني توفر هذه الشروط في الصحافي، عدم وقوعه في الخطأ، وهو أمر وارد جدا مادامت مهنة الصحافة، هي مهنة المتاعب. والصحافي الناجح، النزيه الذي يحترم مهنته، هو الذي يملك الشجاعة والجرأة للاعتذار عند وقوعه في الخطأ، وتعديل أو حذف المادة التي اشتغل عليها.
كانت هذه نبذة عمن يمارس فعلا مهنة الصحافة وناجحا فيها، بقواعدها المتعارف عليها عالميا، والمنصوص عليها في ميثاق أخلاقيات المهنة، كما هو الشأن لأي مهنة أخرى.
ولكن عندما يتعلق الأمر بمن يُسخّر قلمه لتلميع صورة أشخاص -ثبت بما يكفي من الحجج والأدلة والوقائع الموثقة صوتا وصورة أو كتابة أو كلاهما، على أنهم متورطون إما في قضايا إرهاب، أو ابتزاز ونصب واحتيال، أو عنصرية والتحريض على الكراهية- فآنذاك، لا يعود الأمر متعلقا لا بصحافي مهني، ولا بمهنة الصحافة. بل نسمي الشخص المعني بالقلم المأجور والفعل الذي يقوم به، نسميه استرزاقا.
والأدهى من ذلك، أنه حتى وإن سلمنا وقبلنا باصطفاف أو انحياز صحافي لجهة معينة دون أخرى، فعلى الأقل، أخلاقيات وقواعد المهنة تفرض عليه أن ينقل كافة الحقائق، لا أن يتجنبها أو يتجاهلها لتضليل قراءه.
هذا حال المدعو علي لمرابط. فبعدما فشل في أن يجد له مكانا مرموقا في الساحة الإعلامية، كصحافي مهني، ذو مصداقية، تحول في الآونة الأخيرة إلى ما قد يشبه “ماكيير”، متخصصا في الدفاع عن كل من يكن العداء للمغرب، وتلميع صورة كل “متحوّر” فاشل في الحصول على لقمة عيش عن جدارة واستحقاق، يتحول فجأة إلى معارض طالب للجوء السياسي.
من الإرهابي محمد الحاجب، إلى المبتز زكرياء مومني، مرورا بتاجرة الهواتف المزورة دنيا فيلالي (مستسلم)، قرر علي لمرابط، وكما هي عادته أن يكون حال لسان واحد من مجموعة المتطفلين على “المعارضة”، المدعو عبد العالي أشهبي الملقب بـ”السلطعون”.
غير أن هذه المرة، قرر لمرابط الذهاب أبعد مما قد يتخيل البعض، حيث لم يكتف بالدفاع عن “السلطعون” الذي رفضت الدانمارك، رسميا، طلب اللجوء الذي تقدم به سنة 2020 وقررت ترحيله، بعدما تبين أنه لا يستجيب للمعايير، بل تهجم بشكل صريح على دولة الدانمارك، مشككا في مصداقية حرية التعبير والصحافة بهذا البلد. كما لمح إلى احتمال أن يكون للسلطات المغربية دور في ذلك. أي عاقل يصدق هذا الكلام؟
ألا يعلم علي لمرابط -الذي يدعي أنه صحافي استقصائي مهني، وأنه أشد الحرص على التدقيق في المعطيات قبل نشرها- (هل يعلم) أن الدانمارك مصنفة الرابعة (4) عالميا حسب مؤشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2021، وفق منظمة مراسلون بلا حدود؟
ألم يلاحظ لمرابط أن الملقب بـ”السلطعون”، الذي كان يُسخّر رسوماته وفيديوهاته لسب وشتم المغرب ورموزه الوطنية، في نفس الوقت الذي كان يمجد النظام العسكري الجزائري، ويحل ويرتحل ليل نهار بين قنوات وأبواق “الكابرانات”، (ألم يلاحظ) أنه انتقل وفجأة في الآونة الأخيرة، إلى انتقاد هذا الأخير ومهاجمته؟ ألا يطرح هذا أكثر من علامة استفهام حول مصداقية الادعاءات التي يروج لها هذا “السلطعون”؟ أم أن هذا النوع من الأسئلة لا تثير اهتمام “الصحافي” لمرابط ولا تخدم مصالحه؟
لم ولن تثير اهتمامه لا في حالة “السلطعون” ولا في غيرها، لأنه على ما يبدو أن علي لمرابط ليس بذلك الصحافي الذي يسعى لأن يؤدي رسالة إعلامية نبيلة، أو ينور الرأي العام، أو ينشر الحقيقة كما هي. بل كل همه توظيف “مواضيع” يعتقد أنها ستنال من صورة المغرب، بينما في الحقيقة لا يراهن سوى على الأوراق الخاسرة، التي ستودي به للهاوية لا محالة.