قضية الطبيب العسكري مراد الصغير.. عُصَاة الوطن يعودون ل “العُواء” من جديد ضد المغرب (كاريكاتير)

من تمام الإيمان في قلب المرء أن يعي جيدا أن لا راد لقضاء الله وأن العمر وإن طال فهو مرهون بأجل لا يعلم وقته إلا خالق الكون. فترى هذا يلبي نداء ربه بعد صراع مرير مع المرض وذاك يسلم الروح لبارئها بعد ليلة خَلُدَ فيها إلى نوم هنيء دون أن يعرف المرض أو الهوان الطريق إلى جسده، أو تلك تترجل عن صهوة الحياة وهي لازالت رضيعة لم تأخذ من الحياة أكثر من صرخة الولادة معلنة قدومها. وكل الكائنات ترضخ بقناعة تامة إلى سنة الله في خلقه، إلا شرذمة من المتكالبين على الوطن فلهم رأي آخر يُيَسِّرُ لهم الحصول على قوتهم اليومي وينأى بهم عن شبح البطالة.
وتأسيسا على ما ذكر أعلاه، ألَم يحن الوقت بعد للأصوات الشاذة أمثال علي المرابط، زكرياء مومني و أمثالهم، و التي اعتادت التغذي على آلام هذا البلد، أن تركن لنفسها للحظة عوض القفز من حبل إلى آخر ؟
ففي الوقت الذي تتضافر فيه كل الجهود و على جميع الأصعدة لضمان أمن هذه الدولة واستقرارها وتقدمها ونهضتها ورقيها، يأبى هذا “الطابور الخامس” إلا أن يبيع نفسه في سوق النخاسة بأرخص الأثمان، مستغلا بذلك أدنى فرصة للانقضاض على الدولة و مؤسساتها و إنجازاتها.
هذه الثلة من “الشياطين” لا تكل و لا تمل، همهم الأوحد هو “الدولة”، و بالرغم من أننا نعرفهم ومطّلعون على أفعالهم وصنيعهم من كثرة خرجاتهم، إلاّ أنهم لا يستحيون من أنفسهم و يواصلون عملهم بانتظام خدمةً لأجندات تغيظها السرعة الفائقة التي يسير بها قطار المملكة الشريفة.
و لكن دعونا نطرح التساؤل التالي.. لماذا يخرج “بائعو الوطن” تزامناً مع كل إنجاز جديد يحقق المغرب ؟ و لمَ التركيز حصرا على النصف الفارغ من الكأس عبر اختلاق السيناريوهات الوهمية و إطلاق الهرطقات و لو على حساب الوطن ؟
الجواب واضح للعيان، فالتعليمات التي ينفذها هؤلاء مصدرها الجانب الشرقي، كون نظام “العسكر” الجزائري اعتاد على احتضان و تمويل كل مغربي يغرد خارج السرب و كل عاق لوطنه، بسبب الحقد والكراهية المتجذرين في أعماق دولة الجنرالات.
و بالرغم من أن اللعب بهذه الورقة لن يفيد الجزائر في شيء، عدا أنها محاولة يائسة للتشويش على المسار الدبلوماسي والتنموي الناجحين للمغرب، وصرف أنظار المواطنين الجزائريين عن أوضاعهم المتردية، إلا أن “الكابرانات” يصرّون على تقديم الدعم المادي و اللوجستي لأبناء المغرب “العصاة”.
و لعل آخر ما جادت به قريحة هؤلاء “المارقين”، محاولتهم البئيسة إلصاق تهمة وفاة الطبيب العسكري مراد الصغير بالسلطات المغربية، ساعين بذلك لإيهام المغاربة أن دولتهم متفرغة فقط لتصفية أفرادها.
و الملاحظ في الآونة الأخيرة أن هذه الشريحة بدأت تتكاثر تكاثر إنجازات المملكة، يقودهم علي المرابط، كبيرهم الذي علّمهم السحر، حيث اعتاد إلقاء الكلام على عواهنه، وجر قاطرة حزب “التبخيس”، خدمة لأجندة “العسكر” الجزائري.
نموذج آخر من المهلوسين هو زكرياء مومني، و الذي وصفناه سابقاً ب “ماريونيط” علي المرابط، حيث وافق على لعب دور تلميذه في مدرسة المعارضة “الوهمية”، بترديده كل ما جاء به الأول من تخاريف و هرطقات.
وإذ الحال ذاك، لا يسعنا في الأخير إلا أن نقول لكم أن روح الراحل مراد الصغير في رقبتكم، و ستظل ذكراه تطاردكم و سيذكر التاريخ أنكم حاولتم استغلالها لقضاء مآربكم.. أما السلطات التي تتهمونها بالتسبب في موته، فقد أصدرت بلاغا في الموضوع وضحت فيه كل لُبس رافق هذه القضية. وذَكِّرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين: “اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” [ سورة الزمر: الآية 42].