مصادر “مغربية” مشبوهة تقف وراء مقال “ذي إيكونوميست” ضد المغرب وتتخفى وراء الصحافي نيكولاس بيلهام

نشرت مجلة “ذي إيكونوميست” (The Economist) البريطانية، الأسبوع الماضي مقالا عدائيا مطولا ضد المغرب ومؤسساته، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مقال استخباراتي وليس صحفي، كتب تحت الطلب وبمساعدة مجموعة ممن باعوا ولائهم لخصوم المغرب، أو ما بات يعرف بمجموعة الطابور الخامس.
ويتعلق الأمر بمقال من 14 صفحة تحاملت فيه الصحيفة المذكورة على ملك البلاد بشكل أقل ما يقال عنه أنه تشهيري بعيد كل البعد عن الصحافة المهنية، تضمن معطيات لا أساس لها الصحة وغير مسنودة بمصادر موثوقة، كان الغرض منها تشويه صورة المغرب ومؤسساته، وعلى وجه الخصوص المؤسسة الأمنية.
كاتب المقال ليس سوى الصحافي البريطاني نيكولاس بيلهام المعروف لدى القاصي والداني من يكون وممن تتكون شبكة علاقاته في المغرب التي يعتمدها كمصدر لكتابة مقالات تحت الطلب ضد المغرب.
فجميع الصحافيين يعرفون جيدا أن نيكولاس بيلهام كان يتباهى بعلاقته وجلساته مع هشام العلوي، المعروف بلقب “الأمير الأزرق”، وذلك خلال زياراته للمغرب، بل ويعتبر هذه الجلسات بأنها المدخل الأساسي لمعرفة خبايا البلاط الملكي، خصوصا وأن هذا الصحافي كان دائما يبحث ويستفسر عن مصادر داخل القصر في كل اتصالاته مع صحافيين ونشطاء مغاربة.
كما أن نيكولاس بيلهام كان لا يخفي جلساته المتزامنة والمتتالية في آخر زياراته للمغرب، مع الأمير الأزرق وفؤاد عبد المومني وأحمد رضى بنشمسي والناشط الأمازيغي منير كجي ورجل الأعمال كريم التازي. كما كان لا يستنكف عن استعراض صداقته المعروفة بأستاذ الانتروبولوجيا عبد الله حمودي.
وبالرجوع إلى طبيعة المعطيات والمواقف التي يروجها الأشخاص المذكورين الذين يشكلون مصدرا لكاتب مقال The Economist، يتبين جليا وبما لا يدع مجال للشك أنهم هم من يقفون وراء نسج مضمون المقال المؤدى عنه، والذين انخرطوا في هجوم غير أخلاقي وحملة تشهير مغرضة استهدفت ملك المغرب.
فنشر مقال طويل يتعرض بكثير من الخبث للملك، يحتاج طبعا لمصادر من داخل المغرب، ممن يثق فيها نيكولاس بيلهام، وممن تتقاطع أفكارها مع محتوى المقال. ولن يجد هذا الصحافي البريطاني أفضل من مخالطاته وزمرة أصدقائه المشار إليهم، أو إلى بعضهم أعلاه، وذلك لتأثيث مقاله المتحامل على الملك محمد السادس.
ولكن صدق من قال: “تمخض الجبل فولد فأرا”، حيث أن المجهود “الخرافي” الذي بذل من أجل استصدار مقال مطول بذلك الشكل، على أمل النفخ فيه وجعله حقيقة غير مشكوك فيها، باعتباره صادرا في وسيلة إعلام بريطانية ذات “مصداقية” بحجم “ذي إيكونوميست”، راح هباءً منثورا، لأن المقال لم يأت سوى بتوليفة من الإشاعات أكل عليها الدهر وشرب دون حتى أن تبنى على أي سند معتمد أو ذو مصداقية.
أما بخصوص المعطيات التي أوردها هذا الصحافي البريطاني عن الإخوة زعيتر، فهي لم تكن جديدة ولا تشكل سبقا صحافيا، بل هي معطيات سبق للصحافة المغربية أن تداولتها بشكل مكثف في العديد من المواد الإعلامية، في الوقت الذي كانت المصادر المتخفية وراء الصحافي البريطاني تتهم الصحافيين المغاربة ب”الخضوع للأوامر وتصريف أجندات جهة معينة داخل النظام”، واليوم بعدما تناولها صحافي الإيكونوميست صارت بقدرة قادر عملا استقصائيا وتحقيقا خطيرا.
لكن يبقى أهم سؤال هو لماذا لجأت المصادر إياها إلى التخفي وراء الصحافي البريطاني لتصريف مواقفهم ونفث سمومهم ضد مؤسسات البلاد عوض اللعب على المكشوف؟ لماذا مثلا ثارت ثائرة المدعو فؤاد عبد المومني لنفي كونه مصدرا لكاتب المقال؟ لماذا تَحزّم بذريعة “القمع” لادعاء عدم إمكانيته التعبير عن مواقف مماثلة، في الوقت الذي لا يكف عن فعل نفس الشيء على القناة المعلومة “ريفيزيون”؟
الحقيقة وما فيها أن عبد المومني وغيره ممن ساهموا في صياغة المقال “الأصفر” (نسبة إلى الصحافة الصفراء)، أصروا على ألا تذكر هوياتهم في المقال لخوفها من ردة فعل الشارع المغربي وليس ردة فعل النظام كما يزعمون، لأنهم يدركون جيدا بأن المغاربة يرفضون التعرض للملك بهذه الطريقة الجبانة وغير الأخلاقية، ليضطروا للاختباء وراء جبنهم تفاديا لردة فعل غاضبة أو ناقمة من مختلف أطياف المجتمع.