محمد زيان.. التضامن اللامشروط يذهب حصرا للأساتذة المضربين بينما الصمت المطبق يبقى واجب وطني حيال مصير التلاميذ المحرومين من الدراسة

للوهلة الأولى وأنت تقرأ سطور مقال مقتضب نشره حراس معبد آمون “الحياة اليومية” لإعلاء شأن رب عملهم كالعادة، يتهيأ لك وأننا أمام معتقل صنديد رغم مرارة واقعه داخل أسوار سجن العرجات بسلا إلا أنه لا يفوته مواكبة كل كبيرة وصغيرة تمس قوت أبناء الوطن، ولا يتردد للحظة في التلويح بتضامن مع هذا ودعم لا مشروط لعيون تلك. وباعتبارك قارئ بسيط تعوزك مَلَكَةْ سبر أغوار الحقائق والوقوف على غاياتها الخفية، قد يتمكن منك الغُبْنْ والحسرة على مصير “شيباني” يحمل هَمَّ المجتمع في عز محنته.

لكن الحقيقة وكما أُرِيدَ لها أن تُحْجَبَ عُنْوَةً من طرف الرجل المثقل بما لذ وطاب من التهم الموزعة بين الفساد ومساعدة شخص على الهروب خارج أرض الوطن وهَلُمَّ جرا، يمارس انتقائية واضحة في عملية التضامن المُقَنَّعْ ، لاسيما إذا عَلِمْنَا أن جُلَّ ما يستأثر باهتمامه من القضايا، تلك فقط التي تضعه في موضع توجيه سهام نقده اللاذع للدولة بكافة أجهزتها. وبالتالي، فمن غرف يوما من مَعِينْ الريع وانتسب والحظ حليفه آنذاك إلى “حكومة رجال المال والأعمال” أيام عرابه إدريس البصري، أكيد سيضرب في مصداقية من خلفوه اليوم في كراسي المسؤولية الحكومية وهو خارج المشهد رغما عن أنفه.

إنما ما يثير الانتباه في تضامن شيخ المتصابين مع الشغيلة التعليمية هو إقصائه لحق أبناء المغاربة في مواصلة تعليمهم ونحن على مشارف انتهاء الدورة الأولى دون أن تَخُطَّ أقلامهم حرف واحد بسبب الإضرابات المتواصلة. هل أبناء المغاربة لا يستحقون التفاتة ولو بسيطة من “جهابذة حقوق الإنسان” للتنديد بحرمانهم من الالتحاق بالمدارس؟؟ وهل قرار تجميد النظام الأساسي من طرف الحكومة في أفق إخضاعه للتمحيص والمناقشة الموسعة مع أسرة التعليم لا يستحق التنويه؟.

وفي المحصلة، محمد زيان كغيره من المعتقلين على ذمة قضايا يندى لها الجبين، يسعى جاهدا للتموقع ولو صوريا داخل المجتمع، عبر الخوض في قضايا منتقاة بعناية ولها تأثير “المورفين” على العقول البسيطة، لاسيما بعد إخضاعها لمعالجة ممنهجة غايتها وضع المغاربة في شنآن مستمر مع مؤسسات وطنهم وزرع التوتر في نفوسهم. لكن من سبقوا مهرج المحاكم إلى هكذا استعراضات لم يفلحوا في حشد سكاكينهم في ظهور بسطاء الأمة نكاية في مسؤوليها.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى