ربط الهند بالخليج العربي وأوروبا اقتصاديا يثير سعار إيران وتركيا اللتان اتخذتا من الفلسطينيين أذرعا بشرية لعرقلة المشروع (تفاصيل)

بعد مضي أكثر من شهر على عملية طوفان الأقصى، بات ممكنا تحديدا الأطراف المستفيدة من هذه الكارثة الإنسانية. ولعل أول الأسماء التي تتبادر إلى الذهن هي كل من إيران وتركيا، كون الأخيرتان سخرتا حركة حماس لتنزيل أجندتهما الجيو-سياسية.

وحتى نتبين خيوط الحكاية المترامية الأطراف، لنعد أدراجنا إلى تاريخ ال 10 شتنبر 2023، حيث تم الكشف عن مذكرة تفاهم خلال قمة مجموعة العشرين بنيودلهي من قبل حكومات الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، و إسرائيل فضلا عن عدد من  دول الاتحاد الأوربي، تهم مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا India-Middle East-Europe Economic Corridor (IMEC) . ويتعلق الأمر أساسا بممر تجاري غايته تنشيط التنمية الاقتصادية عن طريق تحسين الاتصال والتكامل الاقتصادي بين آسيا والخليج العربي ثم أوروبا.

وحول الخطوط العريضة للمشروع، يرى خبراء دوليون أن من شأنه ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، بتكلفة نقل منخفضة ستصب لا محالة في اتجاه تعزيز فرص التنمية في المناطق المستفيدة منه، لاسيما وأنه ينقسم إلى ممرين منفصلين؛ يربط الممر الشرقي الهند بالخليج العربي، فيما سوف يربط الممر الشمالي الخليج بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل. وبالتالي كان مرتقبا أن تنعم كافة الدول الموقعة على بنود اتفاق هذا الممر الاقتصادي الواعد بفرص هائلة في مختلف المجالات.

الممر

وكما قلنا آنفا، تركيا وإيران تعتبران المستفيد الأكبر من عملية طوفان الأقصى لأنهما خارج سياق حسابات الدول الموقعة على اتفاق الممر الاقتصادي الرامي إلى ربط الهند اقتصاديا بالخليج العربي وأوروبا. واستدلالا على هذا الطرح، فقد علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بُعَيْدَ الإعلان عن إنشاء مشروع الممر الاقتصادي، الذي سيربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، مؤكدا أنه “لن يكون هناك ممر بدون تركيا”.

جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحفيين خلال عودته من الهند التي احتضنت قمة زعماء دول مجموعة العشرين، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول”. وقال أردوغان: “لن يكون هناك ممر بدون تركيا، والخط الأكثر ملائمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب هو الخط العابر عبر تركيا”.

وبعدما خابت آماله، حاول سليل العثمانيين محاكاة مضامين المشروع المذكور عبر التعهد بإقامة طريق بديل، وهو”مشروع طريق تنمية العراق”، الذي من المرتقب أن يربط الخليج العربي مع أوروبا من خلال السكك الحديدية والطرق السريعة عبر الموانئ في العراق. لكن يبقى العائق الكبير أمام إنجاز هذا البديل هو حضور الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران بالعراق وأزمة الأمن حيث أن معظم الدول والشركات العالمية تعتبر البيئة الاستثمارية في العراق غير آمنة ولا يمكن المجازفة برؤوس أموال ضخمة هناك.

أما بالنسبة لإيران التي تجمعها شراكات اقتصادية وتجارية مع الهند وروسيا والصين، فإنها تعتبر الممر الجديد خطرا عليها و تريد عرقلته. وقد كان الباحث بمؤسسة “جيمس تاون”، بول جوبل، قد سلط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران لإفساد الممر الاقتصادي المخطط له لربط الهند بالشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن مساعدي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يرون أن الممر من شأنه أن يقطع شوطا طويلا في منع مبادرة الحزام والطريق الصينية من الهيمنة على التجارة بين آسيا وأوروبا.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون تكاليف المشروع مرهقة، ويمكن لإيران المدعومة من روسيا، وكذلك الصين، أن تلعب دور المفسد له، بحسب جوبل، موضحا أن الرؤية العامة للمشروع تعكس “مشروعين في مشروع واحد”، وكلاهما يتطلب تطوير النقل البحري متعدد الوسائط في الأماكن التي بدأت فيها هذه الجهود حديثا.

وتبعا لذلك، كان حجة الله عبد المالكي، الأمين العام للمجلس الأعلى للمناطق الاقتصادية الحرة في إيران، قد احتفل  بتدفق البضائع من روسيا إلى السعودية عبر بلاده، معلنا أن “أحد ممرات النقل المهمة في إطار ممرات النقل الدولية بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، هو الذي يمتد من حدود إيران مع روسيا الاتحادية، ويمر عبر الأراضي الإيرانية ومن تم يصل إلى الدول العربية، والسعودية على وجه الخصوص. ثم يمتد إلى بلدان أخرى أيضا، بما في ذلك الهند”.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بلاده تقع جغرافيًا وسط العديد من الطرق البرية الرئيسية، قائلا: “لا بديل عن هذا الطريق. وأولئك الذين يحاولون الالتفاف عليه يضيعون وقتهم. إن طريق العبور الخاص بنا في حد ذاته آمن وملايين الأطنان من البضائع تمر عبره بالفعل بتكاليف نقل منخفضة للغاية”. وأضاف: “نحن ندعو جيراننا في الجنوب والشمال إلى الاستفادة من قدرات طرقنا اللوجستكية بدلا من إضاعة وقتهم وأموالهم على البدائل”في إشارة ضمنية إلى مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي سيحد من نفوذ إيران التجاري.

وعليه، فإن مساعي إيران الرامية إلى إقبار مشروع الممر الاقتصادي بدأت أواسط شهر نونبر الجاري حين صرحت وزيرة المالية الهندية، نيرمالا سيتارامن، أن الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، “تثير القلق” فيما يخص الممر التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، و أضافت  إن “الصراع بين إسرائيل وغزة دليل مثير للقلق على التحديات الجيو-سياسية التي يواجهها الممر التجاري”.

واليوم اتضحت الصورة بجلاء بعدما أعلن مساعد قائد الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، اليوم الخميس 30 نونبر الجاري، أن “الممر التجاري الذي اقترحته أمريكا على الهند أُلغيَ تماما بعد عملية طوفان الأقصى”. وأوضح سياري، حسب نفس المصدر، أن “عملية طوفان الأقصى حققت العديد من الإنجازات، منها دعم الرأي العام لفلسطين وكسر هيمنة النظام الصهيوني”، مشيرا إلى أن “قبل هذه العملية، كانت القضية الفلسطينية على وشك النسيان أو قاب قوسين من أن تصبح قضية تقليدية في الشرق الأوسط. لكنها قفزت بعد ذلك إلى مقدمة شؤون العالم” متغافلا عن الإنجاز الجيو-إستراتيجي الذي حققته إيران من خلال تعطيل مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

عاجل

واليوم اتضحت الصورة بجلاء بعدما أعلن مساعد قائد الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، اليوم الخميس 30 نونبر الجاري، أن “الممر التجاري الذي اقترحته أمريكا على الهند أُلغيَ تماما بعد عملية طوفان الأقصى”. وأوضح سياري، حسب نفس المصدر، أن “عملية طوفان الأقصى حققت العديد من الإنجازات، منها دعم الرأي العام لفلسطين وكسر هيمنة النظام الصهيوني”، مشيرا إلى أن “قبل هذه العملية، كانت القضية الفلسطينية على وشك النسيان أو قاب قوسين من أن تصبح قضية تقليدية في الشرق الأوسط. لكنها قفزت بعد ذلك إلى مقدمة شؤون العالم” متغافلا عن الإنجاز الجيو-إستراتيجي الذي حققته إيران من خلال تعطيل مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

الأطماع الجيو-سياسية لإيران وتركيا تكلف فلسطين 15000 شهيد وتهجير الآلاف من ديارهم

الحرب التي تدور رحاها حاليا بقطاع غزة والتي دفعت فلسطين أبنائها ثمنا لها، روعت المنتظم الدولي وجعلته في حيرة من أمره، كيف لهذه المأساة الإنسانية أن تنفك بأقل الخسائر؟؟. بينما عُبَّادْ تركيا وإيران من “متأسلمين” يعيشون بين ظهرانينا يتمسكون بأهداب التطبيع واستئناف المملكة المغربية لعلاقاتها مع إسرائيل، وكأن المغاربة سبق لهم وأن جعلوا يوما ما من فلسطين جسرا يسيرا لبلوغ أهدافهم، كما هو الحال مع دولتي تركيا وإيران اللتان كانتا وراء عملية طوفان الأقصى، التي استعملت كورقة رابحة لتعطيل اتحاد الهند اقتصاديا مع الخليج العربي وأوروبا، كون الأخيرتين لم يشملهما المشروع الواعد. فبأي منطق يحللون ويفتون اليوم أصحاب اللحي فيما تشهده فلسطين من تطاحنات اختلطت فيها الأطماع السياسية بالمكاسب الاقتصادية؟. الحاصل وبلا شك أن فلسطين خيار ضمن قائمة من الخيارات المتاحة لمن يضعون الدين نُصْبَ أعينهم قبل الخوض في النقاشات العقيمة!!

1111111111111 scaled

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى