أزمة عطش خانقة تضرب الجزائر والكابرانات يعبثون بالأمن المائي للبلاد

يعاني المواطن الجزائري البسيط من تفاقم أزمة المياه، في وقت توجه فيه السلطات الجزائرية موارد مائية هامة نحو مشاريع تصديرية، تُعد محل انتقاد واسع من قبل العديد من المراقبين ووسائل الإعلام المستقلة.

وفي هذا الإطار، سلطت صحيفة “ألجيريا تايمز” الضوء على تدهور الوضع المائي في البلاد، مشيرة إلى ما وصفته بـ”سوء التدبير” من طرف المسؤولين، خاصة فيما يتعلق بدعم زراعات موجهة للتصدير، توصف بأنها “كمالية” و”غير ضرورية” في ظل شح المياه.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المشاريع الزراعية تتركز في ولايات مثل الوادي، حيث قالت إن أراضيًا واسعة قد خُصصت لمستثمرين أجانب، لا سيما فرنسيين، مما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول الأولويات الوطنية في إدارة الموارد.

وأوضحت الصحيفة أن الأزمة المائية التي تشهدها البلاد خلال العشرين سنة الماضية لا تعود فقط إلى العوامل المناخية أو الجفاف كما تروج السلطات، بل تعكس أيضًا سياسات زراعية غير مستدامة، تقوم على تصدير المنتجات الفلاحية كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل الطماطم والباذنجان والتمور، ما يعني تصدير المياه نفسها بشكل غير مباشر.

كما انتقدت “ألجيريا تايمز” تغطية وسائل الإعلام الرسمية، التي رأت أنها تتبنى وجهة نظر السلطة وتغض الطرف عن عمق الأزمة. وأضافت أن الخطاب الإعلامي الرسمي يركز على بعض المؤشرات الجزئية مثل تراجع منسوب السدود أو استنزاف بعض الآبار، دون تقديم تصور شامل لحجم التدهور، أو تحديث الأرقام التي تُستند إليها.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن التدهور الحاصل في قطاع المياه ينعكس مباشرة على حياة المواطن، حيث باتت بعض الأحياء تعاني من انتشار القمامة والأمراض الجلدية المرتبطة بنقص النظافة، في مشهد يثير القلق حول مستقبل الأمن الصحي والبيئي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى