المغاربة يحيون عيد الأضحى في طقس روحاني مهيب وتجاوب شعبي استثنائي مع التوجيه الملكي

في مشهد حضاري وإنساني راقٍ، عاش المغاربة صباح السبت لحظة مميزة من عيد الأضحى المبارك، حيث اكتظت المساجد والمصليات بالمصلين من كل الأعمار، الذين توافدوا منذ الفجر لأداء صلاة العيد في أجواء مفعمة بالإيمان والسكينة. ولم يكن حضورهم للصلاة مجرّد أداء شعيرة، بل كان تعبيرا جماعيا عن الالتزام والانضباط والتجاوب العميق مع التوجيه الملكي السامي.
فبعيدا عن طقوس الأضحية التي اعتادها الناس، جسّد المغاربة هذا العام أروع صور التضامن والتفهم، باختيارهم الامتناع عن الذبح استجابة للدعوة الحكيمة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، والتي جاءت في سياق استثنائي فرضته التحديات المناخية والاقتصادية. لم يكن القرار سهلا، لكنه قوبل بروح وطنية صادقة أظهرت عمق الوعي الجماعي وقدرته على تغليب المصلحة العامة.
في مختلف المدن والقرى، عبّر المواطنون عن فخرهم بالانتماء إلى وطن تُقدّم فيه المصلحة العليا للفئات المتضررة على العادات، مؤكدين أن التضحية الحقيقية هي في التراحم والتكافل وصون مقدرات الوطن. وقد تحوّل عيد الأضحى هذا العام إلى مناسبة للتأمل والدعاء، لتعزيز الروابط العائلية، وبث مشاعر المحبة والأمل بدل المظاهر الاستهلاكية المعتادة.
الخطباء في المصليات ركّزوا في خطبهم على هذا البُعد الإنساني العميق للعيد، مذكرين بأن الأضحية سُنّة لا فرض، وأن الاستجابة للتوجيه الملكي تمثل امتثالا للشريعة من جهة، وانخراطا مسؤولا في الحفاظ على التوازن الاجتماعي من جهة أخرى. وقد تم التأكيد على أن ما أقدم عليه المغاربة يُعد نموذجا يحتذى به في الالتزام والتضامن، في ظل تحديات تستدعي وحدة الصف والمواقف.
وقد أشاد العديد من المتابعين داخل المغرب وخارجه بروح الانضباط التي أظهرها الشعب المغربي، معتبرين أن هذا الموقف الموحّد يعكس نضجا مجتمعيا وثقة راسخة في القيادة الملكية، التي لطالما وضعت مصلحة المواطن في قلب الأولويات.
وهكذا، لم يكن عيد الأضحى هذا العام مجرّد مناسبة دينية، بل لحظة وطنية بامتياز، حملت في طياتها رسالة أمل وتضامن، ورسّخت قيما رفيعة تُجسد روح المغرب العميق: بلد الإيمان، والكرامة، والإنسانية.