دعوات إلى التبرع وإثبات التضحية.. “طوفان الأقصى” يكشف تطرف جماعة العدل والإحسان ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية

من المفارقات العجيبة في سلوك المتأسلمين المتاجرين بالقضية الفلسطينية، هي أن المغرب والمغاربة آخر همهم، بل ليسوا أصلا في حساباتهم، اللهم إذا كانوا سيجنون من ورائهم مصالح معينة تخصهم وحدهم.

المقصود بهذا الكلام هو آخر ما جادت به جماعة العدل والإحسان، حيث دعا أمينها العام محمد عبادي المغاربة للتبرع لفائدة “مجاهدي حماس”، بينما غاب وغابت جماعته وأتباعها في الأمس القريب، عندما كان المغاربة يسابقون الزمن لجمع أكبر قدر من التبرعات والمساعدات لإيصالها لإخوتهم المنكوبين ضحايا زلزال الحوز.

هل أصبحت “حماس” أهم من المغاربة وأولى من الشعب المغربي؟؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه متاجرة بالقضية واستراتيجية لإعادة إنعاش حركية الجماعة ؟؟

المثير والخطير في الدعوة التي وجهها الأمين العام لجماعة العدل والإحسان إلى عموم المغاربة الذين تنكر لهم في محنة الزلزال، ليس فقط اقتصارها على الدعوة إلى التبرع العيني أو المالي بفائدة “مجاهدي حماس”، بل دعا أيضا إلى تقديم تضحيات وإعطاء البرهان على ذلك، في إشارة إلى ما ورد في ما سمي بـ “فتوى علماء الأمة نصرة لطوفان الأقصى” التي لا تختلف عن “فتوى الاحتطاب” التي التي نشرها تنظيم “داعش” الإرهابي في سنة 2017.

والخطير مما جاء في هذه الفتوى التي أصدرتها توليفية من الجمعيات والشخصيات العربية ممن يقدمون أنفسهم “علماء الأمة” من بينهم جماعة العدل والإحسان، أنها تشرعن دم المواطن اليهودي في دار الحرب وفي دار الإسلام، سواء في مصر وتركيا والسعودية والمغرب وتونس أو في غيرها من الأمصار والأقطار، وهم بذلك لا يَختلفون كثيرا عن تنظيم “داعش” الإرهابي الذي أجاز القتل والسبي والاختطاف ضد المقيمين والعابرين لـ “ديار الحرب”، ويقصد بها مختلف دول العالم باستثناء الأقاليم التي كانت تتبع لنفوذ التنظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى