كاريكاتير | عبد اللطيف الحماموشي و”المنع” المزعوم من السفر.. ابتداع لمسرحية سخيفة السيناريو ورديئة الإخراج

من الصعب على من تَعوّد على الكذب أن ينطق بالحقيقة.
ومن الصعب على من رضع الافتراء وكل أشكال البهتان، النطق بشيء آخر غير التدليس.
هذا حال المدعو عبد اللطيف الحماموشي، صاحب السوابق الكثيرة والمتعددة في الكذب والافتراء، لعل أبرزها عندما ادعى زورا وبهتانا بأنه كان رفقة مُعلّمه وولي أمره المعطي منجب لحظة توقيف هذا الأخير سنة 2020 بأحد المطاعم بالرباط، قبل أن يتبين أن الحماموشي لم يكن أصلا برفقته، وإنما شخص آخر يدعى رضا هو من كان يجلس رفقة منجب.
كما أن الحماموشي سبق له أن كذب عندما ادعى أن عناصرا أمنية اعتدت عليه خلال وقفة احتجاجية بالرباط وأنها دفعته بقوة وأسقطته أرضا، قبل أن يفضحه مقطع فيديو ويكشف بأن الفتى المدلل للمعطي منجب هو من سقط طواعية ولم يلمسه أحد البتة.
ها هو اليوم عبد اللطيف الحماموشي يعود مجددا إلى هوايته المفضلة: الكذب والافتراء! مدعيا أن السلطات المغربية قامت بمنعه “تعسفيا” من السفر إلى سراييفو عاصمة دولة البوسنة والهرسك، قبل أن يتبين أن قرار إلغاء سفره لم يكن تعسفيا، وإنما بسبب عدم إدلائه لتأشيرة سارية المفعول وصادرة عن الدولة التي كان يقصدها كوجهة نهائية، وهو ما حال دون السماح له بالسفر، خصوصا أن البلد المقصود بالسفر يفرض التأشيرة على المواطنين المغاربة الحاملين لجوازات السفر العادية، وفق ما أوضحه مصدر مطلع.
ذات المصدر أكد أن السفر خارج أرض الوطن تُنظّمه قوانين الإقامة والهجرة، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وكذا سيادة الدول، فضلا عن التزامات الشركات الجوية الناقلة، مشددا في السياق ذاته على أن الإدلاء بالتأشيرة مسألة “آمرة وضرورية لا مجال فيها للمزايدات أو السجالات الافتراضية العقيمة”.
إن ما أقدم عليه الحماموشي لا يعدو كونه مشهدا تمثيليا سرياليا لدور الضحية، أطلق من خلاله العنان لادعاءات كاذبة ومغالطات لا أساس لها من الصحة.
مشهد أصبح يتكرر كثيرا من طرف من يدعون النضال أو ممارسة مهنة الصحافة. مشهد “بوحاطي” لطالما كان عرابه ومخرجه المدعو المعطي منجب، واحد من أبرز المتمرسين في صناعة المظلومية تحت يافطة “النضال الحقوقي”.
ولا أدل على ذلك عندما سبق لمنجب نفسه أن أدى مشهدا سرياليا مماثلا عندما ادعى هو الآخر منعه “تعسفيا” من السفر، في الوقت الذي كان متابعا على ذمة قضية غسيل الأموال لازالت أطوارها جارية أمام المحاكم، ما يعني أن المعني بالأمر كان يعلم ذلك مسبقا، لكنه تعمد إخراج تلك المسرحية فقط للعودة إلى الأضواء والترويج لمزاعم واهية مفادها التعرض للظلم والتعسف والتضييق.
نفس الأمر اليوم يتكرر مع عبد اللطيف الحماموشي، حيث يعلم هذا الأخير بأنه لا يستجيب للشروط القانونية التي تخول له السفر إلى الوجهة التي كان مقررا السفر إليها، إلا أنه أبى إلا أن يبتدع مسرحية سخيفة السيناريو ورديئة الإخراج وفاشلة التسويق.