ضيف خاص: العداء الجزائري للمغرب تاريخيا/ الاتحاد المغاربي/ الوساطة الأردنية بين البلدين وأشياء أخرى يحكي عنها المعارض الجزائري وليد كبير (فيديو)

أبرز المعارض الجزائري وليد كبير الذي حل ضيفا خاصا على موقع Lesiteinfo، أن العداء المكرس تجاه المغرب هو عقيدة وجودية بالنسبة لنظام الحكم في الجزائر، حيث يتم توظيفه لتعطيل البناء المغاربي، وخدمة أجندات أجنبية، علاوة على تكريس وجود هذا النظام الذي دعا نشطاء الحراك الشعبي الجزائري بضرورة رحيله. فكل المعطيات التاريخية تؤكد هذه الحقيقة، وذلك بالرغم من الدعم الكبير والسخي الذي قدمه المغرب للجزائريين إبان فترة الاستعمار.

وعن إمكانية إقامة اتحاد المغرب العربي دون المغرب، أوضح ذات المتحدث أن الخطوة أشبه بالمستحيلة ولو أن النظام الحاكم بالجزائر يحاول ذلك دون جدوى، لكون المغرب رقم صعب إقليميا ويعتبر البلد الوحيد المستقل في شمال إفريقيا، بحيث لم تضع الإمبراطورية العثمانية آنذاك يدها عليه. بل أكثر من ذلك، لن يقبل الأشقاء التونسيون والليبيون وحتى الموريتانيون بهكذا مؤسسة مغاربية عرجاء ينقصها العمود المغربي.

وتصويبا لهفوات النظام الجزائري المهووس بجاره المغرب، شكلت زيارة عاهل الأردن عبد الله الثاني إلى الجزائر محاولة جادة لرتق الصدع الموجود في العلاقات المغربية- الجزائرية. لكن، يؤكد كبير، الوساطة الأردنية بين المغرب والجزائري لن تأتي أكلها في الظرفية الراهنة، طالما أن الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون لم يتخلص بعد من عسكرة مؤسسة رئاسة الجمهورية، لأن ملف العلاقات المغربية- الجزائرية تديره المؤسسة العسكرية بشكل مباشر، بخلاف المغرب حيث الملفات السياسية تُدَار من طرف سياسيين، وعلى رأسهم الملك محمد السادس الذي يدفع نحو فتح قنوات حوار لامشروط وصريح بهدف بناء تصور جديد للعلاقات الثنائية. لكن في ظل سطوة المؤسسة العسكرية و عسكرة الدولة تذهب أية وساطة عربية أدراج الريح لعدم توفر النية الصادقة من قبل الجانب الجزائري.

وفي قراءة عميقة لكواليس حلول الملك عبد الله الثاني بالجزائر، أشار الصحافي وليد كبير، إلى أن الزيارة ترتكز بالأساس على الملف الإيراني باعتبار أن نظام العسكر طور علاقاته بشكل غير مسبوق مع نظام طهران، وبالتالي تشكل الخطوة خطرا واضحا على استقرار منطقة شمال إفريقيا. لذلك، تعتبر زيارة العاهل الأردني هي خطوة من أجل تنبيه النظام الجزائري ودفعه نحو عدم فتح المجال لنظام طهران الذي أصبح وبالا على الدول العربية. ومن جانب آخر، لا يخفى على الجميع الهوة التي ما فتئت تكبر يوما عن يوم بين الجزائر وبعض دول الخليج، ارتأى معها النظام الحاكم بالجزائر الاستعانة بالوساطة الأردنية من أجل ضمان عدم عزل أكثر الجزائر من طرف هذه الدول.

وبالعودة إلى استهداف نظام الكابرانات للمغرب عبر ملف وحدته الترابية، توقف كبير عند التوترات التي طبعت العلاقات الثنائية للرباط مع كل من باريس ومدريد، مشددا أن النظام الحاكم بالجزائر يحرص دائما على خلق أزمات متفرقة للمغرب مع مختلف الدول، على غرار الأزمة الأخيرة التي خلقها بين مدريد والرباط بسبب زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، ثم الأزمة مع فرنسا وتونس وسعى إلى خلق أخرى مع موريتانيا. وبالتالي، يتغذى النظام العسكري على الأزمات والتوترات بين المغرب وأقطار أخرى اعتقادا منه بأن عدائه للمغرب يخدم زعامة الجزائر على المستوى الإقليمي.

ووفاء لنفس النهج المعادي لكل ما هو مغربي، يقول وليد كبير، شهدت العلاقات الجزائرية- الفرنسية انتعاشة ملحوظة، حيث راهن تبون وجماعته على فرنسا كورقة رابحة لتغيير موقف باريس من ملف الصحراء المغربية، لكن أمله خاب مؤخرا، حينما صوتت فرنسا داخل مجلس الأمن على قرار 2654 بخصوص الصحراء المغربية، وهي بذلك تثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن ضغط النظام الجزائري لم ينل شيئا من الموقف الفرنسي. وتعزيزا لهذا الموقف، يروج في الأوساط السياسية الفرنسية والمغربية حديث عن زيارة فرنسية مرتقبة للمغرب بداية عام 2023، وما هو ما يندر بانفراجة قريبة في العلاقات المغربية- الفرنسية.

وفي سياق آخر، ذكر الناشط الحقوقي وليد كبير، بالمطلب الدي رفعه سنة 2018، بخصوص فتح معبر إنساني بين المغرب والجزائري، موضحا أن هده الخطوة لا تعني بالضرورة فتح الحدود، وإنما فقط تمكين العائلات المغربية والجزائرية المتواجدة على طرفي الحدود من ولوج البلدين للم شملها مع ذويها، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة، وأتمنى من الأمم المتحدة أن تشرف بنفسها على تنظيم هذا الممر الإنساني لإنهاء مأساة العديد من العائلات.

وفي ختام حديثه، وجه وليد كبير كلامه إلى نظام بلده الجزائر بدعوته إلى التخلي عن عسكرة النظام وإقامة دولة مدنية ديمقراطية تكون فيها الكلمة الفيصل للشعب. فضلا عن هذا، طالب حكام الجزائر بالتفكير مليا في مصير الأجيال القادمة من الجزائريين والمغاربة ممن سيرثون صراع ثنائي عقيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى