أبو وائل الريفي يكتب في بوح جديد له اليوم الأحد: ”مغرب الشموخ و الإنتصار.. دفنا شهداء الزلزال و عالجنا جرحانا”

أخرج الزلزال وليدات فرنسا من مخابئهم وفضح ولاءهم الأعمى للماما فرنسا. أصاب السعار ماكرون فظهرت آثاره على “الوليدات” في المغرب “أمطرت في فرنسا ففتح الطوابرية مظلاتهم”. فقدوا جميعا الصواب وخذلهم المنطق فصار المغرب وملك المغرب محط سهامهم.
يعيش وليدات فرنسا في المغرب أسوأ أيامهم لأنهم على دراية تامة بأنهم يخوضون معركتهم الأخيرة ضد المغرب، ولذلك وضعوا كل ثقلهم فيها وأباحوا لأنفسهم استعمال كل الأسلحة بما فيها ترويج الأكاذيب.
توهم يتامى فرنسا في المغرب أن تُصدَّق معلوماتهم وتسمع كلمتهم وتؤخذ بعين الاعتبار تحليلاتهم. لم يستحضروا التطورات التي جعلت المغاربة يمتلكون أدوات كشف أكاذيبهم وخبث نواياهم، ولذلك فهم اليوم في أسوأ حال.
ولأن فرنسا الماكرونية في حرج كبير وضائقة غير مسبوقة ولا يهمها إلا مصالحها فإنها ترمي ب”الوليدات” في معترك تعرف مسبقا عدم قدرتهم على خوض معركته ولكنها مضطرة لأنها لا تتوفر على بدائل وترى في قطع المغرب حبل الوصل بها انتحار وهي التي تفقد يوما بعد يوم مراكز نفوذها ومصدر قوتها.
في غمرة هبة شعبية غير مسبوقة وتضامن مجتمعي مثالي وقف له العالم احتراما وتقديرا ينشغل وليدات فرنسا بقضية وحيدة هي تسليط الضوء على رفض المغرب مساعدة فرنسا. ولأن حويصلتهم ضيقة فإنهم لا يطرحون الأسئلة التي تقودهم لفهم السبب، بل كل همهم هو إقناع المغاربة بخطأ هذا القرار دون أن يسندوا ذلك بأدلة. لو طرح “الوليدات المرضيين” أسئلة أخرى لكان أفيد لهم ولفرنسا. ما الذي جعل المغرب ينتقي من العروض الكثيرة أربعة دول فقط؟ ما هو مجال المساعدة بالضبط؟ كم دامت الاستعانة بفرق هذه الدول؟ ما هي الشروط التي قبلتها فرق هذه الدول حتى يؤذن لها بالمساعدة؟ ما موقع الطاقم المغربي من كل هذا العمل؟ وماذا كانت تقترح فرنسا وغير متوفر في عروض الدول الأخرى؟ وما الذي يلزم المغرب لكي يعطي صبغة تفضيلية لفرنسا على غيرها؟ وهل يمكن التغاضي عن التوتر الحاصل في قضايا أخرى تضرر منها المغاربة أساسا مثل تخفيض التأشيرات بدون مبررات؟ ويبقى السؤال الأهم بعد مرور كل هذه المدة. ماذا خسر المغرب من عدم قبول المساعدة الفرنسية؟
يتعمد وليدات فرنسا وكذا إعلامها المأجور تجاهل هذه الأسئلة لأن وجهة أجوبتها لا تخدم الدعاية التي يريدون إغراق المغاربة فيها لأنهم ألفوا صناعة الرأي العام بالكذب والسرديات الخيالية و”حجايات” قبل النوم ظنا منهم أن المغاربة ما زالوا يثقون في إعلامهم ومصداقيتهم.
لو كانت فرنسا تريد المساعدة بدون خلفيات أخرى لاحترمت قرار المغرب ووجهت تلك المساعدات لمن يستحقها داخل فرنسا. هناك طوابير من المشردين أغلبهم من المهاجرين تصطف انتظارا للقيمات يشدون بها عضدهم وهذا لا يغفله الوليدات كذلك لأن شواهده منشورة على الشبكة العنكبوتية بكثرة. فرنسا تريد المتاجرة والانتعاش في دبلوماسية الأزمات لعلها تخفف من هزائمها في معترك السياسة والدبلوماسية الحقيقية. فرنسا كانت تتصور أن هذه فرصة لإصلاح ما أفسدته مع المغرب بدون اعتذار علني وبدون إصلاح أخطائها.
كل المؤشرات المتوفرة لحدود اللحظة تؤكد أن المغرب نجح في امتصاص أثر الزلزال وتوفق في اجتياز المرحلة الأولى بسلام وبسرعة قياسية وبأقل الأضرار. ونقصد مرحلة احتضان الضحايا وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض وفك العزلة عن المناطق المتضررة وإيصال المساعدات. حالة الاستنفار التي أطلقها الملك بدعوته للمتابعة الدقيقة للحدث منذ لحظة وقوعه، والحضور المبكر للسلطات العمومية في الساعات الأولى لتخفيف الأضرار وتقييم الحصيلة وتشخيص الوضعية وتحديد الاحتياجات، والحضور الميداني للقوات العمومية بمختلف تشكيلاتها كلها مؤشرات على أن الدولة كانت حاضرة مبكرا بمؤسساتها جميعا كل من موقعه وفي إطار اختصاصاته دون التضييق على باقي مؤسسات المجتمع للمساهمة من جهتها كذلك في التصدي لآثار الزلزال وهو ما رسم أمام العالم لوحة أدهشت الجميع وجعلتهم يكتشفون قوة هذا المغرب وعظمة شعبه وتلاحم كل مكوناته التي كانت تعزف سيمفونية التضامن بلحن ممزوج بالحزن والسعادة معا ووحدهم وليدات فرنسا أصروا أن يكونوا نغمة نشازا في هذه المقطوعة للتشويش على إيقاعها المبهر.
أصدرت وزارة الداخلية أول إحصاء لحصيلة الزلزال، ضحاياه وخسائره، فجر يوم وقوعه، وأعلنت أن القوات المسلحة الملكية في الميدان وتسخر جميع الوسائل والإمكانيات لتقديم المساعدات اللازمة وتقييم أضرار الزلزال. تلك كانت أول رسالة بأن الدولة قوية وحاضرة وتمسك بزمام الأمور وقادرة على تدبير الفاجعة بنجاعة. أول من تلقى هذه الرسالة هو من كان يبحث عن وقوع حالة الارتباك وإطلاق المغرب لصرخات الاستنجاد المفتوحة وغير المشروطة، ولكن لم يتأت له ذلك كما كان الشأن في جائحة كورونا التي كانت الضربة الأولى للماما فرنسا ووليداتها، وهم يعانون منذ تلك الجائحة ويحسبون بالعد العكسي ما تبقى لهم.
سرعة عقد الاجتماع الأول برئاسة الملك وطبيعة توصياته التي يفهم منها قدرة فائقة على تجميع المعطيات وتشخيص الوضعية وتحديد الاحتياجات وتحليل النتائج ووضع برنامج العمل كان ضربة ثانية لفرنسا جعلتها تفقد ما تبقى لديها من “لياقة” و”صواب” وتقحم نفسها عنوة في شأن سيادي مغربي بدون التشاور مع أهل الدار مخافة أن يفوتها الركب فكانت النتيجة أخطاء جسيمة في حق الفرنسيين وسمعة فرنسا وتاريخها قبل طبع صورة سوداء لها عند المغاربة الذين تأكدوا مرة أخرى أن فرنسا ما زالت تنظر للمغرب بنظرة استعمارية.
تواتر اجتماعات العمل التي يترأسها الملك وتحرك جميع القطاعات المعنية لتنزيل برنامج العمل والمجهود الاستثنائي للقوات العمومية لفتح الطرقات المغلقة وإنقاذ الضحايا والدور الملحوظ للطاقم الصحي بإمكانياته الذاتية التي تغلب بها على الأعداد المرتفعة للمصابين كلها زادت حقد فرنسا ووليداتها على المغرب.
تقاطر عروض المساعدة من عشرات الدول، وحالة التضامن المبهرة للشعب المغربي، وأجواء الرضا بقدر الله لدى المتضررين والافتخار بحجم تضامن إخوانهم المغاربة وإحساسهم بهم كان ضربة موجعة للطابور الخامس. فهموا أن هذه الدولة محصنة وأن هذا الشعب ملقح ضد حملاتهم المغرضة.
نعم، نجح المغرب في تدبير المرحلة الأولى من الزلزال بنجاح، وها هو يدخل المرحلة الثانية وسينجح في إعادة الإعمار بإمكانيات ذاتية، وسيعزف معها مقطوعة البناء والشموخ بأداء جماعي لا يستثنى فيه إلا من ارتضى الولاء لغير المغرب أو العداء للمغرب، وسننجح دائما لأننا نتوفر على مايسترو والعازفين والآلات وكل مستلزمات الأركسترا. سيبقى المغرب شامخا أبد الدهر ولن ينحني لأحد ولن يبتزه أحد.
الشواهد على النجاح كثيرة، منها الإشادة الدولية بطريقة تدبير المغرب للزلزال التي عبر عنها رؤساء دول كثيرة وفي مقدمتهم جو بايدن، ومنها قرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الإبقاء على اجتماعهما في مراكش كما كان مبرمجا قبل الزلزال، أي 9 أكتوبر، حيث اعترفا بصلابة المغرب وشعبه في مواجهة الفواجع، ومنها إعلان صندوق النقد الدولي منح المغرب قرضا بمليار و300 مليون دولار لمواجهة الكوارث مما يؤكد الثقة التي يحظى بها المغرب حتى في هذه اللحظات. فهل كل هذه المؤشرات نفاق؟ وما الذي يلزم هذه الدول والمؤسسات بهذه الشهادات؟ وهل يمكن للمنتظم الدولي المغامرة بعقد اجتماع شديد الحساسية، موضوعا وحضورا وظرفية وسياقا، في مراكش لولا اقتناعه بوجود كل ضمانات نجاحه؟ أليس في الزيارة الملكية الميدانية لمراكش في وقت ما زالت فيه هزات ارتدادية رسالة طمأنة للجميع بأن الدولة تتحكم في تدبير آثار الزلزال؟
قوة الدولة المغربية تكمن في فعالية وتناغم كل مؤسساتها. كل مؤسسة تغطي مجال اختصاصها في تكامل مع المؤسسات الأخرى. عدم تأخير انطلاق الموسم الدراسي وعدم حرمان تلاميذ المناطق المتضررة من حقهم في التعليم وسرعة إيجاد البدائل التي تضمن استمرارية المرفق التعليمي العمومي كانت رسالة أخرى على رهان المغرب على أبنائه واحتلال التعليم أولوية في الاهتمامات الملكية.
عدد الاجتماعات وطبيعة الحاضرين ودقة التوصيات ومستوى الأجرأة كلها تبين أن التغلب على آثار الزلزال يتقدم بسرعة. لا حديث اليوم عن شكايات حول مفقودين أو من بقي تحت الأنقاض، وهذا يبين أن المرحلة الأولى عبرناها بسلام وبأقل الأضرار مقارنة مع فجائية وحجم الزلزال ووعورة الولوج إلى المناطق المتضررة. هل يمكن تجاهل كل هذه المؤشرات؟ هل يمكن لقارئ متجرد من الحقد أن يخطئ قراءتها؟
بالمقابل، تحركت بشكل جنوني ماكينة معادية للمغرب مكونة من إعلام فرنسي مأجور وبعض من الإعلام الإسباني الأجير. تبذل هذه الماكينة مجهودات خرافية لتجد متكأ وسندا تعضد به أوهامها تجاه المغرب، وحين لا تجد فهناك الوليدات من أمثال لمرابط وفؤاد وبوبكر والمعطي ليقولوا على لسانهم ما يتحاشون هم التعبير عنه. ما سر هذا الهوس الفرنسي؟ لماذا كل هذا الحديث عن المغرب دون ليبيا مثلا؟ يتناول الإعلام الفرنسي زلزال المغرب بحجم أكبر مما يتناولون قضايا فرنسا لأنهم أسارى عقلية استعمارية تتصور المغرب قطعة من فرنسا، ويسايرهم في ذلك الوليدات.
فقد لمرابط “الهاتر” عقله وأطلق العنان لخياله المريض فصار ينقل تفاصيل محادثات ثنائية بين رئيسي دولتين!! وينسب ذلك لمصادر خاصة ومطلعة. هل يعقل أن يعطي مصدر هذا النوع من الأخبار الصحيحة؟ لماذا لم يستعمل لمرابط الوسائل المهنية للتحقق مما سربه له “المصدر المطلع” قبل نشره؟ لماذا لم يطرح على نفسه سؤال التوقيت والمصلحة التي جعلت هذا المصدر يفشي له سرا بهذا الحجم؟ ألم يكن الأجدى أن يتساءل قبل كل هذا عن صحة وجود محادثات من هذا النوع بين الملك وماكرون قبل تحليل مضمونها؟
لا يرجى من حاقد وفاشل شيئا من هذه المهنية لأنه عبد مأمور “مشرط الحناك” للماما فرنسا. ولذلك لا نستغرب حين يصدق كذبة لا يمكن لمبتدئ تصديقها مثل أن الرقم الشخصي لماكرون لا يتوفر عليه أحد غير جلالة الملك!! أو حين يروج بأن العالم كله يدين الملك. هل يقرأ صحفا أخرى غير المنشورة؟ هل يستمع لتصريحات غير التي نسمعها جميعا؟ لماذا يغمض عينيه عن اعتراف بايدن بجهود الملك؟ لماذا يتجاهل الحضور البريطاني والإسباني في الزلزال وهو اعتراف بالمغرب وقوة المغرب؟ ولو كان ما يقول صحيحا فلماذا هذا الحرص الفرنسي على مساعدة المغرب ولو كرها؟
يستعين لمرابط وفؤاد بالفايك نيوز والترويج الأوسع لما ترتكبه المنابر المأجورة ضد المغرب، ويصطدمون دائما بمحدودية انتشارهم وعدم تصديق أكاذيبهم التي سرعان ما تفضحها التكنولوجيا المتطورة ومجهودات المغاربة للتحقق مما ينشر قبل تصديقه.
دخل لسوق الدعاية الفرنسية حفيد بوشتى الجامعي ليتحدث من فرنسا حيث يعيش طاعما كاسيا في إيكس أون بروفانس دفاعا عن الماما فرنسا. بوبكر الجامعي بخبثه الذي يظنه ذكاء يحاول وضع مسافة مع فرنسا الرسمية ولكنه يصمت حين يجب عليه الكلام تجاه خروقات فرنسا. مشكلة الصبي المرضي للماما فرنسا أنه يتصورها دولة مؤسسات يجب احترامها ولذلك فهو يصمت عن إيقاف صحافية استقصائية مثل Ariane Lavrilleux أريان لافغيو. ومقابل ذلك لا مشكل لديه في الافتراء على المغرب واختزال الدولة كلها في شخص الملك. يسيء بوبكر لنفسه ولعائلته من حيث يظن أنه يسيء لملك المغرب أو دولة المغرب. ويظهر الجامعي “الباحث عن رضى الماما فرنسا” قصورا معرفيا وتخلفا في المواكبة حين يتجاهل حضور السلطات العمومية من الساعات الأولى في الميدان وسط الناس. هل تحركت هذه المؤسسات من تلقاء نفسها؟ أم أنها تحركت تنفيذا لتعليمات ملكية بالمتابعة الدقيقة للميدان؟ هل يعرف حجم المجهود الذي يجب بذله في مدة يوم لجمع المعطيات وتشكيل صورة حقيقية عما يقع وتحديد برنامج العمل اللازم؟ هل يعي أن المغرب نجح في كل هذا وكان الاجتماع الأول الذي تراسه الملك مناسبة لإعلان هذا النجاح؟
لمرابط حاقد وبوبكر تائه وفؤاد ضائع والمعطي يائس يلعب آخر أوراقه وهكذا حال كل وليدات فرنسا.
يكتشف المغاربة نفاق هؤلاء حين يتعلق الأمر بخروقات حقوقية تقع فيها فرنسا. يبلعون ألسنتهم أو يخترعون قاموسا مغايرا لذلك الذي يتعاملون به مع المغرب.
كيف تعامل هؤلاء مع حادثة تستدعي وضع حرية الصحافة في فرنسا موضع اتهام؟ أوقفت السلطات الفرنسية الصحفية الاستقصائية أريان لافغيو التي تشتغل في موقع ديسكلوز ووضعتها قيد الحبس الاحتياطي. ولمن لا يتذكر فهذه هي الصحافية التي كانت وراء الكشف عام 2021 عن احتمال أن تكون مصر حولت وجهة استخدام معلومات استخبارية تمدها بها باريس. أقصى ما استطاعه هؤلاء ومعهم منظمة متآمرون بلا حدود هو تسجيل التضامن مع الصحافية دون استعراض لائحة المطالب الأخرى مثل الإفراج الفوري والإسقاط العاجل للمتابعة بدون شروط. ولا أحد أثار مثل هذه المطالب التي يبدأ بها التضامن عندهم في نفس هذه القضايا في دول أخرى. ولم يجرؤ أحد على نعث القضاء بعدم الاستقلالية أو الأمن بأنه تجاوز القانون كما يفعلون من الساعات الأولى في قضايا مماثلة في دول أخرى.
لم نقرأ في بيانات وتدوينات التضامن حديثا عن ساعة الاعتقال وعدد أفراد شرطة المديرية العامة للأمن الداخلي والزي الذي يلبسونه وخطورة ذلك على حرية الصحافة وشروط ممارستها وضرورة مراجعة الترسانة القانونية القاصرة التي أتاحت اعتقال وتوقيف صحافية لم تقم إلا بواجبها المهني وخطر هذه المتابعات على حماية سرية المصادر وما شابه ذلك من التفاصيل التي تحضر بأولوية في حالة الإيقاف في دول أخرى. لم يثر هؤلاء جميعا حساسية الملف وخطورته على تاريخ فرنسا في حال تبوث ما توصل إليه استقصاء الصحافية أريان ومنبرها. لماذا هذه الازدواجية إذن؟ من يصدقكم بعد كل هذا؟
متآمرون بلا حدود على المحك من الآن وننتظر التصنيف الذي ستعطيه لفرنسا في امتحانها السنوي في ماي القادم.
بعض آخر ممن ينتعش في الماء العكر يظن أن الوقت مناسب لضرب الدولة ظنا منه أن مخططه التخريبي سينجح بمقال هامشي يستميل فيه الشعب حين يقول “قوة شعب أزمة دولة” متناسيا أن قوة الشعب مستمدة من قوة الدولة. وطبعا لا ننتظر من لبنى الكتاتبية وكل الكتيبة الزيانية أن تعي هذه المعادلة لأن قصورهم المعرفي وجهلهم بحال المغاربة في كل بقاع الوطن يشفع لهم حول هذه الأخطاء الفظيعة. هل طيلة أيام الزلزال كانت هناك حالة فوضى أمنية؟ هل اشتكى الناس من سرقة ممتلكاتهم؟ هل توقفت استمرارية المرافق العامة؟ هل شلت حركة الدولة؟ هل انشغلت الدولة بمجال وتناست باقي المجالات؟ لا شيء من كل ذلك حدث مما يبين أن الدولة قوية وضعفها أمنية لدى البعض ولن تتحقق له بفضل الشعب المغربي الذي خبر الدولة والحاجة إليها وهو يرى الأوضاع في دول أخرى آل مآلها إلى الفشل فكانت النتيجة كارثية على الشعب قبل مؤسسات الدولة. مرة أخرى على من يحب زيان أن ينصحه، ومن يريد به خيرا عليه أن يبعد عنه الكتيبة التي لا تتقن إلا تسويد ملفه الأسود و”تغراق الشقف” حين تضعه في مرتبة مستشار ملكي بدون علم الملك أو الشعب وحين تنسب له عبقريات لا يصدقها الخيال.
وليدات فرنسا خسروا المعركة وستستغني عنهم فرنسا وسيكون مكانهم مزبلة التاريخ لأنهم اختاروا أن يكونوا ضد المغاربة في معركة الاستقلال والبناء والكرامة والشموخ، وينفضح أمرهم حين يرى المغاربة من يعيش في المهجر ويعتز بتامغربيت ويواجه الأبواق الفرنسية بقوة وأدب وحكمة كما هو حال جاد المالح الذي لقن العالم درسا حول الاعتزاز بالأصول المغربية وبالانتماء للمغرب. وما على وليدات فرنسا إلا تأمل هذا التعاطف من خارج المغرب من طرف من عاش وسط المغاربة فأصابه سهم تامغربيت مثل دومينيك ستروسكان، وغيره كثير، فضلوا الوقوف مع المغرب والتعبير عن تعاطفهم مع المغاربة ضد حملة فرنسية غير مبررة تحركها دوافع استعمارية.
مرة أخرى يثبت المغرب أنه يخبر أساليب فرنسا وله قدرة على إبطال دعايتها بسرعة. وزيرة الخارجية تصرح من مصر لقناة فرنسية، وهي تبحث عن تضميد الجراح وتخفيف الألم ووقف النزيف وخداع الفرنسيين أنه ما زال عند فرنسا أصدقاء، بأن زيارة ماكرون للمغرب مبرمجة قريبا بدعوة من الملك محمد السادس.
هي أمنية لماكرون تراوده دائما ويسربها الإليزيه لجس النبض وإحراج المغرب ولكن هذه المرة لم يختر التوقيت المناسب. هل المغرب بدون كرامة ليقبل زيارة رئيس كال له التهم قبل أيام؟ هل المغرب هو جزائر تبون التي رضيت لنفسها الذل؟ لماذا تعلن وزيرة الخارجية نبأ الزيارة في هذه الظرفية بالضبط؟ الإجابة كانت من المغرب. قولا واحدا: زيارة ماكرون للمغرب ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة، وبرمجتها تقتضي حسم أمور خلافية كثيرة واعتذارا علنيا من ماكرون للمغاربة. وقد اختار المغرب الصيغة الأنسب لدحض هذه الدعاية المضللة حين قال بأن “هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير متشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام”.
طريق الشموخ مكلف وهذا ما يعرفه المغاربة ومستعدون له. نضع في الحسبان أن جزءا من هذه الدعاية المعادية للمغرب ستتضاعف والسعار سيرتفع. تعرف فرنسا وأتباعها أن نجاح المغرب يعني إضعافهم ولن يدخروا جهدا للحيلولة دون وقوعه. استهداف السياحة في البلاد أولوية عندهم وإشاعة الكذب تحت مسميات علمية سيكون أسلوبهم دائما. ولذلك وجب التعامل بتحفظ كبير وفحص قبلي دقيق مع شائعات غايتها نشر الفزع والرعب لضرب السياحة وإلحاق الأذى بشرائح واسعة وقطاعات كثيرة. أين نحن من تنبؤات الخبير الهولندي الذي تنبأ بوقوع تسونامي في المغرب من 19 إلى 21 سبتمبر؟ لماذا لا يخرج ويعتذر عن هذا الخطأ؟ لماذا لا يستوعب أمثاله الضرر الذي يتسببون فيه لإرضاء أمراض الشهرة التي تنخر كياناتهم؟
وحدنا المغاربة من يجب أن يتصدى لهذه الحملات التي يراد بها إسكاتنا وجعلنا تابعين لفرنسا وغيرها. وما علينا إلا أن نتجند من أجل ذلك فهي كذلك معركة كبيرة من أجل بناء الوطن/المغرب.