تحريض مستمر ضد استقرار المملكة.. قناة “دوتشيه فيليه” العمومية الألمانية تدخل مرحلة “الحاجبية” في تعاطيها مع المغرب

نشر موقع قناة “دوتشيه فيليه” العمومية الألمانية، يوم أمس الخميس 12 غشت، مقالا مطولا بعنوان: “هل حانت لحظة الربيع العربي بالمغرب؟، اعتمدت فيه كاتبة المقال أساسا على واقعة وفاة الشاب ياسين لخميدي بسيدي بنور، إلى جانب التهويل من وقائع معزولة ضَمَّنَها المقال بمغالطات لا أساس لها من الصحة، للترويج في آخر المطاف لفكرة مفادها أن النظام المغربي على شفا الانهيار، وأن ثورة شعبية تلوح في الأفق القريب.
مقال “دوتشيه فيليه” المعروفة بارتباطها بشكل مباشر بالمخابرات الألمانية، مجرد مثال من سلسلة أمثلة عديدة تندرج ضمن حملة ممنجهة تشنها ضد المغرب، حيث تتعمد التركيز بشكل مشبوه ومريب على المغرب دون غيره من دول المنطقة، أو الدول العربية عموما.
فمثلا، لا نجد “دوتشيه فيليه” قد اهتمت بما وقع في تونس مؤخرا، من أحداث سياسية هزت المنطقة وعلى قدر كبير من الأهمية، يُفترض أن يخصص لها موقع القناة تقاريرا ومقالات مطولة، حيث نجد أن القناة اكتفت فقط بنقل الأخبار بشكل عادي على غرار ما تقوم به معظم وكالات الأنباء العالمية، دون تبني وجهة نظر أو أطروحة معينة.
كما لا نجد “دوتشيه فيليه” حاضرة فيما يقع هذه الأيام في الجزائر من حرائق مهولة، والاتهامات التي وجهها عدد كبير من الفعاليات الحقوقية والسياسية للنظام الجزائري بالوقوف وراء افتعال هذه الحرائق بهدف إبادة مطالبي تقرير مصير شعب القبايل.
كما لم تعر ذات القناة اهتماما خاصا لجريمة مقتل جمال بن اسماعيل الوحشية التي هزت الرأي العام الدولي، واكتفت فقط بنقل الوقائع. بل أكثر من ذلك، تعمد موقع القناة العمومية الألمانية، في مقال بتاريخ 13 غشت، عدم التطرق لمعطيات تشير إلى تورط السلطات الجزائرية في الموضوع، خصوصا بعد ظهور مقاطع فيديو توثق تواطؤ عناصر الأمن الجزائري في الاعتداء على الشاب جمال قبل الإقدام على سحبه وحرقه أمام الملأ.
“دوتشيه فيليه” أيضا، لم تتفاعل مع ما يقع حاليا في قطر، من خرق سافر لقيم الديمقراطية وحرية الرأي التي لا تتوانى عن استخدامها كذريعة لمهاجمة المغرب. فالقناة الألمانية لم تُبد رأيها حول قانون الانتخابات الجديد الذي أصدره أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، القاضي بإقصاء قبيلة قطرية بأكملها من حق التصويت والترشح لانتخابات مجلس الشورى.
قد يقول قائل أن دور الإعلام ليس هو تبني وجهة نظر، بل أولا نقل الوقائع كما هي، ومن ثم عرض مختلف وجهات النظر حول قضية معينة. لكن، لماذا يا ترى “دوتشيه فيليه” لا تحترم هذه المبادئ عندما يتعلق الأمر بالمغرب؟ لماذا تتهم بتفاصيل صغيرة، ربما المغاربة أنفسهم لا يعيرونها أي اهتمام، بينما تصاب بالخرس والعمى تجاه أحداث هامة وضخمة في بلدان أخرى.
يبدو جليا أن “دوتشيه فيليه” لم تعد وسيلة إعلامية عادية، بقدر ما تحولت -ومع المغرب بالتحديد- إلى “آلة إعلامية” في يد المخابرات الألمانية لخدمة مصالح وأجندات سياسية مشبوهة، على غرار تجنيد الإرهابي محمد حاجب لنفس الأغراض.
بل الأدهى من ذلك، يبدو أنها القناة العمومية الألمانية، سارت على خطى ذات الإرهابي، لتكون بذلك قد دخلت فعلا مرحلة ما يمكن أن نسميه بـ”الحاجبية” في طريقة تعاطيها مع المغرب، متبنية خطابا إعلاميا “متطرفا”، منحازا ومحرضا ضد المغرب وأمنه واستقراره، تماما كما يقوم بذلك محمد حاجب المُحتضن من طرف السلطات الألمانية.