يحدث في فرنسا.. جزيرة “مايوت” تعيش على صفيح ساخن بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب والأوضاع تزداد سوءا (فيديو)

تعيش جزيرة مايوت “الفرنسية”، منذ أسابيع، على صفيح ساخن، بسبب تفاقم أزمة شح المياه وانقطاع الماء الصالح للشرب، والتي واجهتها الدولة بفرض سياسة تشديد القيود، منذ بداية شهر شتنبر الجاري، على تزويد الساكنة بحاجياتها اليومية من الماء، ما أدى إلى تصاعد موجة الغضب وسط الساكنة.

وقد أصبح الوضع في “مايوت” غير محتملا على نحو غير مسبوق بالنسبة لسكانها الذين يتعين عليهم مواجهة نقص المياه، في الوقت الذي استنفذت فيه احتياطيات المياه بالكامل تقريباً، دون أي تدخل ناجع للدولة.

ونتيجة لذلك، قررت ولاية “مايوت” قطع المياه يومين من أصل ثلاثة، وتنظيم “جولات مائية” حسب المنطقة الجغرافية. وأكدت تقارير إعلامية فرنسية، أن ساكنة الجزيرة لن تتمكن سوى بالتزود بأقل من نصف احتياجاتها اليومية من المياه.

وتتراكم الشهادات حول الوضع الخطير للغاية الذي يعاني منه سكان “مايوت”، خصوصا ما يرتبط بعدم القدرة على غسل المراحيض أو تنظيفها، وكذا الأمراض المرتبطة بنقص المياه وجودتها.

وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت الاستعانة بسفينة لإيصال 600 ألف لتر من مياه الشرب إلى ساكنة مايوت، بعدما ظلت لأزيد من أسبوع دون الماء الصالح للشرب.

وكانت الوزارة قد قالت في بيان صحفي، إنه من المتوقع أن تصل السفينة التابعة لمجموعة CGA-CGM، التي توفر النقل المجاني للشحنة من ريونيون، في 20 سبتمبر إلى جزيرة مايوت، مشيرة إلى أنه “سيتم بعد ذلك نقل المياه من ميناء لونغوني وتوزيعها في البلديات بدعم من الجيش على السكان الأكثر ضعفا”.

وقالت الوزارة أن الأطفال الرضع والحوامل والأشخاص ذوي الإعاقة الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أو “المتأثرين بظروف طويلة الأمد” سيتم منحهم الأولوية، ما يعني أن جزء كبير جدا من الساكنة لن تنعم بالماء الصالح للشرب، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة من طرف سكان مايوت.

وتفاعلا مع الموضوع، قالت النائبة الفرنسية عن الدائرة الانتخابية الأولى لجزيرة مايوت، استل يوسوفا، في تصريحات لـ “فرانس أنفو”، أنه بالرغم من أن الدولة زودت الجزيرة بـ 600 ألف لتر من مياه الشرب، إلا أن تدخلها يبقى ضعيفا ومتأخرا للغاية بالمقارنة مع حجم الأزمة والمعاناة.

وأشارت ذات المتحدثة إلى أن الأطفال الرضع والحوامل والأشخاص ذوي الإعاقة الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، هم فقط من ستعطى لهم الأولوية، بينما باقي الساكنة ستبقى بدون ماء صالح للشرب، لأن الماء الموجود في الصنابير والذي لا يتزود به الساكنة سوى لبضع ساعات قليلة في اليوم، بتردد يومين من أصل ثلاثة، هو في الأصل ماء غير صالح للشرب، وذو لون بني، مشددة على أن الساكنة تقضي معظم وقتها في التصارع من أجل الحصول على رزمة من 6 قنينات من المياه الصالحة للشرب بحوالي 12 يورو.

وشددت النائبة الفرنسية، أن الإهمال الفظيع التي تتعرض له ساكنة “مايوت”، الدولة الفرنسية هي من تتحمل مسؤوليته، وأنه يتوجب عليها التدخل بأقصى سرعة لمواجهة هذه الأزمة التي تتفاقم يوما عن يوم، بعيدا عن الحلول الترقيعية، التي بادرت إليها، في إشارة إلى اللجوء إلى تزويد الساكنة بقنينات المياه الصالحة للشرب.

وقالت المتحدثة بأن المثير الاستغراب هو أن تقوم فرنسا بعرض المساعدات على المغرب في الزلزال، بينما تتقاعس في مسؤولياتها الأولية والعاجلة تجاه مايوت، وهذا يطرح أكثر من تساؤل حول جدية ومسؤولية فرنسا تجاه مواطنيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى