المعطي منجب.. المؤرخ المصاب بمرض “البارانويا” و الذي قادته “مخيلته” للعيش في زمن الحرب الباردة
تعرّف قواميس اللغة العربية المؤرخ بكونه ذاك الشخص الذي يدرس ويدون التاريخ، ويُعتبر مرجعًا في هذا العلم، يهتم بالسرد المنهجي المتتالي والبحث في الأحداث الماضية وعلاقتها بالجنس البشري.
و لعل من أهم صفات المؤرخ هي الموضوعية والتجرد من العواطف والأهواء والميول الذاتية، كما يتميز باستقلال شخصيته وعدم تسليمه الكامل بكل ما يقرأ ويطلع عليه من وثائق وأوراق، بل يُخضع كل ذلك لميزان نقدي حساس.
إلا أن الاستثناء عندنا في المغرب يتجسد في شخص لطالما اعتبر نفسه داخلاً في خانة “المؤرخين” أو محسوباً عليهم، يقدم نفسه للإعلام أو في الندوات بهذه الصفة، الحديث هنا عن المعطي منجب.
و العجيب في شخصية “مؤرخنا” المعطي منجب أنه ظل حبيس فترة زمنية محددة، استعصى عليه فيها التقدم أو مواكبة العصر.. يتوهم أنه يعيش في زمن ما قبل ظهور التكنولوجيات الحديثة، زمن طغت عليه الجاسوسية و الصراعات الإديولوجية.
الحديث هنا سيقودنا إلى ما أورده موقع “ABC” الإسباني و الذي أشار أن المعطي منجب التقى بأحد صحفييهم في مقهى وسط العاصمة الرباط، إلا أن ما أثار دهشتهم هو الشكل الذي ظهر به منجب بحيث لم يتمكن الصحفيون من التعرف عليه إلا بصعوبة.
و حينما سُئل منجب عن سبب “التمويه”، أجاب أنه يخشى مراقبته من طرف الأجهزة الأمنية المغربية، كما أنه صار لا يثق في أي شخص مشبوه و لا يريد أن تلتقط له الصور في الأماكن التي يرتادها.
إلا أن السؤال الواجب طرحه هو : ما الذي يخشاه المعطي منجب حتى يقدم على مثل هذا التصرف؟ و لماذا اضطر للخروج للشارع متخفيا على طريقة عملاء kgb و الموساد؟.
دعونا نعود بالتاريخ قليلا إلى الوراء، و بالضبط سنة 2020، حينما أخرج “المعيطي” للوجود نظريته الشهيرة و التي أسماها “البنية السرية”، بحيث ظل ينظّر لها في مختلف وسائل الإعلام، مفترضاً وجود أعضاء غير معروفين للعموم لكن لهم فعالية كبيرة في ما يخص تحريك وتوجيه جزء كبير من النخبة السياسية والضغط و الإلهاء.
نظرية منجب “الخرافية” أضافها إلى مزاعمه السابقة حينما أطلق مصطلح “البوليس السياسي” على جهاز الأمن و ذلك احتجاجا منه على متابعته في قضايا غسيل أموال.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تمادى منجب في “حماقاته” حينما بادر بالدفاع على السويد بمباركته لعملية حرق المصحف الشريف، و هو ما يبين درجة “السخافة” التي وصل لها الرجل.
و من خلال ما سبق، يمكن للقارئ أن يستنتج أن المعطي منجب يعاني من مرض نفسي يسمى “البارانويا” أو ما يعرف بجنون الارتياب، و هو الاضطراب الذي ينجم عنه الشعور الغير منطقي بفقد الثقة بالناس، والريبة منهم والاعتقاد بوجود تهديد ما، مثل الإحساس بأن هناك أشخاص يراقبونك، أو يحاولون إلحاق الأذى بك بالرغم من عدم وجود دليل على ذلك.
لكن من بين أهم أعراض هذا المرض النفسي، عدم استطاعة المصاب به التفريق بين الحقيقة والوهم، و هو ما يظهر جليا في حالة “مؤرخنا” الشيء الذي لا يدع مجالا للشك على كون المعيطي “شافاه الله” محتاج أكثر من أي وقت مضى لزيارة طبيب نفسي لتشخيص حالته التي و إن تفاقمت “لا قدر الله” قد تنتج لنا نظرية “هرطقاتية” جديدة.