اغتيال الطالب آيت الجيد.. تفاصيل شهادة على الجريمة النكراء (فيديو)
مهما حاول البعض طمس حقيقة ما أو تحريفها أو حتى اغتيالها، فلن يجد لذلك سبيل، طالما عليها حق. وما ضاع حق وراءه طالب. وكذلك هو الحال بالنسبة لقضية اغتيال الطالب اليساري بنعيسى آيت الجيد الذي طالته أيادي غدر الظلاميين.
ولأن من تلطخت أيديهم بدم المغدور آيت الجيد لازالوا يحاولون إقبار الحقيقة وحرمان ذوي الشهيد من إحقاق الحق، فإنه من الواجب تذكير الناس بما وقع وبتفاصيل هذه الجريمة النكران التي أدين فيها مؤخرا القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، بثلاث سنوات سجنا نافذا، بتهمة المشاركة في الضرب والجرح المفضي إلى الموت دون نية إحداثه.
وتعود تفاصيل هذه الجريمة النكراء إلى يوم 25 فبراير 1993 بفاس، حسب ما جاء في شهادة رفيقه الحديوي الخمار والشاهد الوحيد على الجريمة، في وثائقي بثته سابقا قناة “تيلي ماروك”، حيث كان رفقة آيت الجيد متوجهين إلى إلى “حي ليراك” على متن سيارة أجرة، فإذا بهما يفاجآن عند مرورهما بالقرب من مصنع للمشروبات الغازية، بمجموعة من الطلبة الإسلاميين مدججين بالأسلحة البيضاء يمنعون السيارة من مواصلة الطريق وتم كسر الزجاج، ثم أخرجوهما منها قسرا وانهالوا عليهما بالضرب مستعملين العصي المصفحة بالمسامير والسلاسل والسيوف كما استعملوا حجر الرصيف من أجل تصفية آيت الجيد وهي الضربة التي تسببت في وفاته بشكل مباشر.
عبد العالي حامي الدين كان أحد المتورطين في هذه الجريمة البشعة وضمن المشاركين فيها، وفق شهادة الحديوي الخمار، الذي تعرف عليه خلال فترة الاعتقال، والذي ظل ثابتا على شهادته إلى يومنا هذا.
بالعصي والهراوات والسيوف والحجارة هاجم الطلبة الإسلاميين آيت الجيد ورفيقه الخمار وأنزلوهما من السيارة ليعذبوهما في فضاء عمومي بالقرب من معمل للمشروبات الغازية، إذ لم يسلما من الضرب والجرح حتى وهما ساقطين أرضا، فكانت عبارة “أنا مشيت أخويا الخمار.. أنا مشيت أخويا الخمار”، آخر ما نطقه بنعيسى.
وظل الخمار الحديوي مصرا في شهاداته على ذكر المتروطين الذين تعرف عليهم في الحادث، بمن فيهم عبد العالي حامي الدين، حيث لازال يتذكر اللحظة بكيفية مشحونة بالمرارة والألم، مؤكدا أن مجموعة من الطلبة الإسلاميين أحاطوا بهم مدججين بشتى أنواع وأدوات الانتقام، وفي عيونهم رغبة متأججة في الثأر منهما.