كيف انتقلت لبنى الفلاح من “ابتزاز” الصحفيين و المراسلين إلى “التدخل” في قرارات المؤسسات الأمنية و السجنية ؟

لا تنفك لبنى الفلاح في كل مرة تتاح لها فيها الفرصة، في مهاجمة مؤسسات الدولة و الطعن في أجهزة الأمن، لغاية واحدة و وحيدة و هي إظهار “ولي نعمتها”، محمد زيان، بمظهر الضحية.
و ربما تناست عضوة الحزب المغربي الحر، أن الذي يريد انتقاد مؤسسة معينة، عليه أن يكون هو نفسه منزّهاً من الخطأ، إلا أن المعنية بالأمر لا تصنف في هذه الخانة.
مديرة نشر جريدة “الحياة اليومية” تورطت قبل أشهر في فضيحة بيع الاعتمادات الصحفية لمجموعة من المراسلين عبر تراب المملكة بمقابل مادي، كما أنها تجبر الصحافيين الذين اعتمدتهم كمراسلين لجريدتها، على أداء مبالغ مالية مقابل الاستمرار في حصولهم على الاعتمادات الصحفية.
مطالب الفلاح لم تتوقف عند هذا الحد، بل كانت تدفع بعض المراسلين على بعث بعض المنتوجات المحلية الخاصة التي تُعرف بها مناطقهم.
و في زلّة أخرى من زلاتها المتعددة، فقد سبق للبنى، أن وصفت المغاربة ب “القطيع”، لأنهم ببساطة يرفضون نهج سيرة “قدوتها” محمد زيان.
و مؤخرا، نشرت الفلاح تدوينة تنتقد فيها جهاز الأمن، وذلك بالتزامن مع إخراج ملف المشجع الرجاوي “يوسف” من الحفظ.
و في الوقت الذي وضحت فيه المصادر الأمنية المتتبعة لهذه القضية بكون المديرية العامة للأمن الوطني دائما ما تكون سباقة لتطبيق القانون في حق موظفيها في حالة المخالفة أو الشطط، فقد آثرت لبنى إلا أن توجه سهام الانتقاد إلى هذا الجهاز.
و مما يخفى عن “بوق” محمد زيان، أن المديرية العامة للأمن الوطني هي من أمرت عند تسجيل الحادث من النيابة العامة المختصة تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعميق البحث في الحادثة، و هو ما يبين حرص هذه المديرية على البحث عن الحقيقة كاملة دون تجاوز ولا نقصان.
لبنى الفلاح لم تكتفي بهذا القدر، إنما أرادت التدخل في قرارات المؤسسات السجنية، إذ تطالب بتطبيق عقوبة الحبس الانفرادي على كل سجين جديد، بهدف ردعه و إجباره على احترام قوانين المؤسسة الزجرية على حد تعبيرها.
من جانبهم، استنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي خرجات لبنى الفلاح، مطالبين إياها بإعادة النظر في معلوماتها القانونية و بذل مجهود إضافي لزيادة رصيدها المعرفي في هذا المجال.
لذلك وجب اليوم على لبنى الفلاح ترك المؤسسات الأمنية و القضائية و شأنها، لأن مهمة هذه الأخيرة تتجسد في حماية و ضمان حقوق المواطنين بدون حيف أو محاباة و بعيدا عن منطق الإملاءات.